مزرعة الدالية في الأغوار تطرح باكورة محصولها بعد ثلاث سنوات من الاستثمار

مزرعة الدالية في الأغوار تطرح باكورة محصولها بعد ثلاث سنوات من الاستثمار
على بعد أمتارٍ معدودة من جدار الضم والتوسّع، وفي أقصى شمال الضفة الغربية بين سهول قرية عين البيضا، تتزاحم أيدي العمّال لجني محصول العنب اللا بذري المبكّر تحت آلاف الأمتار الممتدة من الكروم. مزرعة “الدالية” للعنب اللا بذري المبكّر والتي نشأت من شراكةٍ بين صندوق الاستثمار الفلسطيني والأخوين صوافطة، طرحت إنتاج موسمها الأول هذا العام والمتوقع أن يصل إلى 120 طن من العنب، نتج من 128 دونم من الأراضي المزروعة نصفها بالبيوت البلاستيكية ونصفها الأخر بالبيوت الشبكية.

“الدالية” التي تم إنشاؤها في العام 2018 ستتسع خلال السنوات القادمة لتشمل 540 دونماً من الأراضي الزراعية من المتوقع لها أن تنتج حوالي 800 طن من العنب الخالي من البذور والذي يطرح قبل موسم العنب بشهور مما يعطيه ميزةً تنافسيةً مضاعفة. وفي وقتٍ يواجه فيه قطاع الزراع التحديات الجمّة أمام ممارسات الاحتلال المتمثلة في مصادرة الأراضي الزراعية، والسيطرة على الثروات الطبيعية ومصادر المياه والتصنيفات المسمّاة (ج)، تأتي أهميّة استراتيجيّة صندوق الاستثمار بالتركيز على القطاع الزراعي، ومخرجاته بما يشمل التصنيع الغذائي والثروة الحيوانية.

يقول الدكتور محمد مصطفى، رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمار الفلسطيني: “قبل نحو عام، اصطحبنا العديد من الإعلاميين في جولة في مزرعة الدالية، وأذكر أننا وجدنا صعوبة في إيجاد ظل نستظل به من حرارة الشمس، حيث لم تكن أشتال العنب قد تجاوز طولها متراً واحداً بعد، إلا أننا اليوم نفخر بهذه المساحة التي تملؤها كروم العنب، وقد بدأت هذا العام بإنتاج عنب لابذري فلسطيني يضاهي أفضل الأنواع المستوردة، ويشكل صنفاً إضافياً في سلة منتجات الأغوار الفلسطينية”.

ويشدد د. مصطفى “استراتيجية الصندوق للسنوات القادمة، بناءً على الإنجازات في الأعوام الماضية ستقوم بالتركيز على عدد من القطاعات يتم اختيارها لتحقيق الأثر الأكبر على اقتصادنا الوطني وفق محددات واضحة مثل قدرتها على تقليل الاعتماد على المستورد وإحلاله بمنتجاتٍ وطنية بمواصفات عالية وقدرةٍ تنافسية، وخلق فرص العمل والتأثير الإيجابي في المؤشرات الاقتصادية، بالتوازي مع تحقيق عائد مناسب على الاستثمار.

بالإضافة إلى التناغم مع الأجندة الاقتصادية الوطنية التي أقرتها الحكومة الفلسطينية.

وتشمل هذه القطاعات منتجات الطاقة، الصحة والخدمات الطبية، الزراعة والصناعات الغذائية، ومدخلاتها مثل الأعلاف الحيوانية، والبنية التحتية اللوجستية. ويشرح مهند صوافطة، وهو أحد شركاء الصندوق في مزرعة “الدالية” وهو يتنقل ما بين العمّال للإشراف على عملية جني المحصول، وتغليفه ليصل إلى الأسواق، يشرح باستفاضة وفخر عملية تطوير المزرعة التي بدأت بزراعة أشتال العنب على مساحة 128 دونماً كمرحلة أولى، وتحولت خلال أقل من 3 سنوات، إلى اللون الأخضر وإلى أسراب الكروم التي تتدلى منها قطوف العنب.

ويضيف “لقد وضعنا خبرتنا الطويلة في مجال الاستثمار الزراعي جنباً إلى جنب مع رأس المال والخبرات الإدارية والمالية والحوكمة من صندوق الاستثمار، وبسواعد المزارعين المحليين لنصل إلى هذه المرحلة.

إن أي مشروع زراعي يحتاج إلى الأرض، والماء، والتسويق، ولكنه أيضاً يحتاج إلى المعرفة والإدارة ورأس المال والأيدي العاملة؛ وهي عوامل جمعناها جميعها مع شركائنا في الصندوق لنؤسس قصة نجاح نأمل أن تكبر وتتضاعف بل وتشجّع المستثمرين الآخرين في السنوات القادمة.”

وشدد صوافطة أن أحد عناصر النجاح لا تتمثل فقط في المزرعة ومنتوجها، بل أيضاً بتوفير فرص العمل للعمالة الفلسطينية التي تضطر أحياناً إلى اللجوء إلى المستوطنات غير الشرعية المقامة على أرضنا وإننا فخورون بهذا الإنجاز”.