وزارة الثقافة: لا يوجد فيلم ممنوع.. ونحترم كلّ جهد إبداعي فني وثقافي

وزارة الثقافة: لا يوجد فيلم ممنوع.. ونحترم كلّ جهد إبداعي فني وثقافي
المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر
رام الله - دنيا الوطن
أعلنت وزارة الثقافة الفلسطينية أنّ ما يتم تداوله من مزاعم حول منع فيلم "حيّ" للمخرجة آن ماري جاسر والذي يتناول العمل الثقافي خلال أزمة (كورونا)، عارٍ عن الصحة.

وأوضحت الوزارة أنّ "الفيلم" حسب الرسالة التي مرّرتها المخرجة للوزارة وللفنانين والأدباء هدفه "تشجيع الثقافة في زمن الكورونا"، عبر استخدام مقاطع من برنامج طلّات ثقافية الذي أطلقته الوزارة، والذي يستضيف أهمّ الشخصيات الفنية والأدبية الفلسطينية من الوطن والشتات عبر منصّات التواصل الاجتماعي التابعة للوزارة. 

لكن المخرجة أرسلت للمشاركين وللوزارة "مقاطع" هي عبارة عن الأخطاء التقنية للبث المباشر لعدد من هذه الشخصيات، وانطلاقًا من ذلك اعترضت هذه الشخصيات على نشره وأرسلت هذه الشخصيات للوزارة وللمخرجة اعتراضها على نشر هذه المقاطع بهذه الصورة وبعضهم طلب تعديلات، وهناك من لم يتم أخذ رأيه من قِبَل المخرجة وهو ما يشكّل اعتداءً على حقهم القانوني. وتعتبر الوزارة أن من حقّ كل شخصية تظهر في هذه المقاطع أن توافق أو ترفض الظهور فيها.

موقف الوزارة واضح كما أبلغته لمن تحدث معها ومنهم الفنان الكبير محمد بكري؛ وهو أن موافقة جميع الكتاب والفنانين الذين يظهرون بالمقاطع تعتبر شرطًا أساسيًّا، وحسب علم الوزارة لا يوجد فيلم من الأساس، فكل ما تمّ إرساله للوزارة وللكتّاب لقطات تم اجتزائها من بث برنامج طلّات. والأمر الوحيد الذي أصرّت عليه الوزارة هو في حال الحصول على موافقة الكتّاب والفنانين ضرورة إضافة هذه الجملة: "إنّ ظهور هؤلاء الفنّانين والكتّاب بهذا الشكل لا يعني جهلهم بالتكنولوجيا بل إصرارهم على التواصل مع جمهورهم رغم كلّ الظروف". ولم يبدر من الوزارة أي شيء آخر بهذا الخصوص.

وكانت جهات أخرى قد تواصلت مع الوزارة بشأن إعداد تقارير أو أفلام حول برامجها الافتراضية مثل "طلات ثقافية" و"التعليلة" وبرامج الأطفال، وكان للوزارة الموقف ذاته بضرورة أخذ موافقة مَن يظهرون في هذه البرامج؛ حِفاظًا على كرامة المشاركين ووفاءً لهم، وعدم استغلال أي شكل غير لائق أو تصرف عفوي أو حوار جانبي قبل البث وانتزاعه من سياقه.

وهذه بعض ردود الفنانين والكتّاب الذين ظهروا في المقاطع التي أرسلتها المخرجة (بعد أخذ موافقتهم على نشرها):
الكاتب والقاصّ محمود شقير: "ليس هناك منع، بل طلبنا تطوير الفكرة ووعدت المخرجة بذلك".

الكاتب حسن حميد: "هل تريد المخرجة إنتاج كاميرا خفية أو إظهارنا جهلة بالمعلوماتية؟ عيب نحن أولاد بلد ومجروحون بألف نصل (صهيوني) وعربي وعالمي.. حتى يجيء مَن يتاجر فينا".

الروائي والقاص غريب عسقلاني: "عندما نزلنا ضيوفًا على وزارة الثقافة الفلسطينية كنّا نقوم بدورنا كحراس للمشهد الثقافي الفلسطيني المقاوم في ظلّ الهجمة الشرسة على القضية الفلسطينية، وكانت عفويتنا تعبر عن أصالة موقفنا إذا ما تعرّضت القضية الفلسطينية للمساومة أو الابتزاز، وقد كانت ثقتنا عالية بمن يقفون خلف البرنامج، ولم نُلقِ بالًا للظهور كنجوم سينما ولكن كفرسان في معركة الوجود بعيدًا عن مرمى الوطن تحت أي مسمى، ولكن عند الوطن لا نكون مهرجين أو حاصدي بركاتِ السُذَّج من محترفي الفكاهة الرخيصة، هناك من أخذ الأمر للتصَيُّد وتحويل الأمر إلى تجارة رخيصة بأخذ لقطات من اللقاء.

لذا أرفض اتخاذ حالات الصدق التي عبّرنا بها عن غيرتنا مادة للتجريح والسخرية، وكان من الأجدر بمن خلف هذا العمل مراجعتنا في ذلك ليكون لنا قول آخر، لسنا مُروّجي فكاهات رخيصة ولا نتعامل مع مثل هذه البضاعة وإن صُدِم الماكرون".

الشاعر عبد الله عيسى: "كنّا ننتظر أن يكون هدف الفيلم تعزيز الثقافة الوطنية الفلسطينية في الوطن والشتات والمنافي، ولا أجد جدوى للمشاركة في فيلم يتوقف عند الأخطاء التقنية. وقد أرسلت المخرجة لي أنها توقفت عن إنتاجه".

الروائية والإعلامية ليلى الأطرش: "يبدو أن الشعور العام اتجاه الفيلم عن طلّات ثقافية لا يلقى الرضى والقبول من المشاركين وأنا منهم، الفكرة المنفذة تصلح لختام الموضوع كما يحدث في الدراما عند الانتهاء من التصوير، فلا يمكن أن يختزل كل ما قلته في الحلقة بالخطأ التقني، لو أخذتم من كل مُطلّ جزءًا من الحديث ثم وضعتم موقف الحيرة في التعامل مع التكنولوجيا سيكون أكثر قيمة ولا يسيء للرموز التي أطلّت على الناس، لذا أرجو حذف مشاركتي قبل عرضها".

الكاتبة رجاء بكرية: "بعد اطلاعي على النسخة الأولية من الفيلم أعلن انسحابي وتراجعي عن المشاركة، فهمت أن المخرجة ستضيف مقاطع أخرى لكن أن تختصر كل الموروث الفكري الذي لديّ واختصاره بلقطة بائسة مرتبكة فهذا ما لم أتوقعه من إنسانة ومنتِجة للفن الراقي".

الشاعرة هند جودة: "أرجو مخاطبة المخرجة ومساعدتها في تطوير فكرة الفيلم وصنع حالة من تكامل الشكل والمضمون والظهور بشكل لا يبدو فيه نوع من العداء الشخصي من صاحبة الفكرة وهو ما لا نقبله للوزارة".

الصحفي لؤي الغول (ظهر خلف الروائي غريب عسقلاني في أحد اللقطات): "فوجئت حين تم إبلاغي بظهوري خلف الروائي الكبير غريب عسقلاني في مقتطفات أولية للفيلم، حيث لم يتم أخذ موافقتي على الظهور فيه مما ينافي الأخلاق والقيم وأبجديات العمل المهني. السادة وزارة الثقافة إنني أسجل رفضي الكامل لاستخدام صورتي وظهوري خلف كاتبنا الكبير غريب عسقلاني لما يشكله هذا من إساءة وسوء تقدير لجهدنا ومشاركتنا معكم في برنامج طلّات وما يشكله من إساءة شخصية لنا ولكرامتنا. 

إذا كان شخص أو مؤسسة تريد أن تصرف مبلغًا من المال أخذته من جهة مانحة فلا تفعل هذا على حساب كرامتنا وظهورنا غير اللائق، وحقي القانوني يظلّ محفوظًا"،(مدير نقابة الصحفيين في غزة).

التعليقات