هل تتسبب خطة الضم بخلاف بين ترامب ونتنياهو؟

هل تتسبب خطة الضم بخلاف بين ترامب ونتنياهو؟
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو
خاص دنيا الوطن - صلاح سكيك
بدأت الأوساط الإسرائيلية، الحديث عن إمكانية اندلاع أزمة ما بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بسبب الاختلافات بينهما من قضية ضم إسرائيل لأراضٍ في الضفة الغربية، ومنطقة الأغوار.

وأعلن نتنياهو أنه سيبدأ بعملية الضم، التي ستشمل 30% من مساحة الضفة الغربية، مطلع شهر تموز/ يوليو المقبل، ولكن وسائل إعلام إسرائيلية، قالت: إن إدارة ترامب لم تعطه الضوء الأخضر لتنفيذ عملية الضم، ما قد يؤدي لوقوع صدام بين الجانبين.

وقالت القناة الـ 13: إن مسؤولين في البيت الأبيض، طلبوا من نتنياهو "إبطاء" عملية ضم أراضٍ بالضفة الغربية، مشيرة إلى إن هذا الأمر، أُثير خلال محادثة عبر الهاتف، جرت، الاثنين الماضي، بين نتنياهو وكبير مساعدي الرئيس الأميركي، وصهره جاريد كوشنر، والمبعوث الأميركي آفي بيركوفيتس، والسفير الأميركي في إسرائيل ديفيد فريدمان.

وعن إمكانية حدوث أزمة ما بين نتنياهو وترامب، بسبب الضم، قال المُطلع على الشأن الإسرائيلي، عمر جعارة: إن الجميع سيشهد أزمة ما بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بسبب قضية الضم، حيث إن الأمريكيين، قالو لنتنياهو: لا يجوز لك أن تأخذ من (صفقة القرن) ما تريد وتترك ما تراه غير مناسب، فإما أن تأخذها كلها أو تسقطها كلها.

وأكد جعارة لـ"دنيا الوطن"، أنه في نهاية الأمر، سيذعن نتنياهو لترامب، ولن يقوم بالضم، لأنه لا يوجد أي ترحيب أمريكي، وفي ذات الوقت الولايات المتحدة تعي خطورة الأمر على مستقبل الشرق الأوسط، لا سيما بعد تهديدات العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، مستدركًا: "لكن في ذات الوقت يوجد يمين إسرائيلي قوي يضغط على نتنياهو من أجل سريان الضم، وعدم التراجع عنه، وعدم الاستماع لأي تحذيرات أمريكية، بدعوى استقلالية القرار الإسرائيلي".

وذكر جعارة، أن يوجد العديد من القيادات الإسرائيلية الرافضة لموضوع الضم جملة وتفصيلًا، وهؤلاء يرون أنه سيعود بالضرر على الأمن، على اعتبار أن إسرائيل تسيطر على كل شيء في الضفة الغربية بالضم أو بدونه.

إلى ذلك، قلل عنان وهبي، محاضر العلوم السياسية في جامعة حيفا، من إمكانية اندلاع أزمة بين الإدارة الأمريكية، والحكومة الإسرائيلية، بسبب اختلافات وجهات النظر في موضوع الضم، مبينًا أن العلاقة بين الطرفين قوية ومتينة، وليس موضوع مثل هذا الذي سيؤثر على العلاقة.

وأوضح وهبي لـ"دنيا الوطن"، أنه في اليمين الإسرائيلي يوجد خلافات من قضية الضم، حيث يوجد صوت قوي معارض للضم ليس بسبب أيدلوجي أو ديني، وانما لأسباب أمنية، وعملية، مبينًا أن تأجيل الضم وارد أكثر من أي وقت مضى.

وبيّن أن موضوع الضم لن يُقدم ولن يؤخر شيئًا في السياسة الإسرائيلية، بمعنى أنه مجرد إجراء مرفوض دوليًا، والولايات المتحدة الأمريكية لن تعترف به، والسلطة الفلسطينية لن تجلس لمناقشته، بالتالي يكون الأمر أحادي الجانب، وغير معترف به، ولا يساوي الحبر الذي كُتب به.

وأشار وهبي إلى أن نتنياهو، يتميز بأنه يحب أن يلفت نظر الإسرائيليين نحو مواضيع معينة، كموضوع الضم، حتى يتم تداوله بشكل واسع، عبر وسائل الإعلام، إضافة لموضوع الخلافات ما بين حكومته وإدارة ترامب، خصوصًا بعد انخفاض نسبة التغطية لأزمة وباء (كورونا) في إسرائيل، كما أنه يريد أن يُغطي على الأخبار التي تضر به، وتحديدًا ملفات الفساد المُدان بها.

التعليقات