حنا: نرفض مظاهر العنصرية بكافة اشكالها والوانها

حنا: نرفض مظاهر العنصرية بكافة اشكالها والوانها
المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس
رام الله - دنيا الوطن
قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس  في حديث اذاعي قبل قليل بأن ظاهرة العنصرية والتمييز العنصري انما هي مرفوضة من قبلنا جملة وتفصيلا ونحن نقف ونؤازر اولئك الذين يتظاهرون سلميا في الولايات المتحدة مطالبين بحقوقهم المشروعة فنحن كنا وما زلنا دوما نقف الى جانب كل انسان مظلوم في هذا العالم بغض النظر عن انتماءه الديني او خلفيته العرقية او لون بشرته.

نوجه من القدس التحية للشعب الامريكي وخاصة لشريحة اولئك الذين يعانون من العنصرية بسبب لون بشرتهم ونؤكد بأن ظاهرة العنصرية هنا وهناك انما هي وجهان لعملة واحدة .

نتمنى ان تزداد رقعة اصدقاء فلسطين في امريكا في ظل هذه الاجواء التي تشهدها الساحة الامريكية رفضا للعنصرية ونتمنى ان تؤدي الاحداث الاخيرة في امريكا الى صحوة ضمير عند الكثيرين لكي يكتشفوا بأن سياسات الادارات الامريكية المتعاقبة انما كانت سببا في كثير من النكبات والنكسات والمظالم التي تعرضت لها شعوب كثيرة في عالمنا .

اننا نتعاطف مع الشعب الامريكي ومع المتظاهرين ومطالبهم العادلة ولكننا نرفض مظاهر العنف ونتبنى المظاهرات السلمية اللاعنفية .

ان ما تشهده امريكا اليوم نتمنى ان تكون نتائجه طيبة وخيرة وان تكون هنالك تحولات وتغييرات جذرية في امريكا ويجب ان يكون هنالك دور للشعب الامريكي في تغيير كثير من السياسات والممارسات الظالمة للادارات الامريكية المتعاقبة ، فهؤلاء الذين يتعاملون بعنصرية مع شريحة من ابناء الشعب الامريكي بسبب خلفيتهم الثقافية او الدينية او لون بشرتهم انما هم ذاتهم الذين يتآمرون على فلسطين وقضيتها العادلة وهم ذاتهم الذين دمروا في العراق وفي سوريا وفي ليبيا وفي غيرها من الاماكن .

ان الادارة الامريكية الظالمة لا تمارس عنصريتها فقط بحق بعض شرائح الشعب الامريكي بل ان عنصريتها وصلت منذ سنوات كثيرة الى مشرقنا والى كثير من شعوب العالم التي عانت من ظلم امريكا واستبدادها وحروبها وعنفها وقتلها للابرياء.

نسأل الله بأن تتحقق مطالب المتظاهرين وان ينعكس هذا ايجابا فيما يتعلق بالموقف الامريكي من قضايا كثيرة في عالمنا لا سيما القضية الفلسطينية حيث ان الادارة الامريكية هي شريك مباشر في الجرائم المرتكبة بحق شعبنا الفلسطيني ، والشعب السوري والعراقي وغيرها من الشعوب التي نكبت بحروب امريكا في اكثر من مكان في عالمنا .

امريكا هي التي نهبت وما زالت تنهب ثروات العرب النفطية لتمويل ترسانتها العسكرية وهي التي تفتعل الحروب في اكثر من مكان في هذا العالم ، كما انها تفتعل النزاعات لكي تبيع اسلحتها وتربح اموالا ملوثة بدماء الابرياء من الشعوب المقموعة والمظلومة والفقيرة في عالمنا ومشرقنا .

نتمنى ان يتبدل حال امريكا الى ما هو افضل فليس من شيمنا ان نشمت بأحد وليس من قيمنا ان ندعو بخراب ودمار اي بلد بل ما نتمناه هو ان يتم تصحيح الاعوجاجات والاخطاء الكارثية التي ارتكبتها الادارات الامريكية المتعاقبة ليس بحق الامريكيين انفسهم فحسب بل بحق شعوب كثيرة في عالمنا لا سيما شعبنا الفلسطيني .

اما قانون قيصر الجديد والذي يستهدف الشعب السوري فهدفه هو تجويع السوريين وقتل اطفالهم كما حدث في العراق وفي غيرها من الاماكن .

اما آن لهذه الجرائم ان تتوقف ؟ ، أما آن للعنجهية الامريكية والسياسات الظالمة ان تتوقف ايضا؟.

نتمنى ان يكون الحراك في امريكا نتيجته صحوة ضمير عند من عندهم ضمير اما فاقدي الضمير فنحن لا نتوقع ان يتغير عندهم شيء .

نتمنى ان تتسع رقعة اصدقاء فلسطين في امريكا وان تتسع رقعة السياسيين والمثقفين والاكاديميين والاعلاميين الرافضين للسياسات الامريكية الرسمية الظالمة ليس بحق بعض شرائح الشعب الامريكي فقط بل بحق شعوب كثيرة في عالمنا ، وان غدا لناظره قريب .