تصاعد وتسارع كبير لعمليات الهدم والتهجير في الضفة والقدس

تصاعد وتسارع كبير لعمليات الهدم والتهجير في الضفة والقدس
رام الله - دنيا الوطن
تصاعدت في الأيام الأخيرة الماضية، عمليات الهدم والإخطارات لعشرات المنازل في الضفة الغربية والقدس المحتلة، إلى جانب تصاعد انتهاكات المستوطنين لأراضي المواطنين، في ظل مساعي الاحتلال لتنفيذ مشروع الضم لمستوطنات الضفة الغربية لسيادة الاحتلال، بالإضافة لمنطقة الأغوار.

وتركزت عمليات الهدم الأخيرة المتصاعدة، في المناطق المتوقع أن تقوم الاحتلال بضمها لسيادته، وخاصة في الأغوار، إلى جانب مناطق التوسع والسيطرة الاستيطانية، تمهيدًا لتنفيذ مخططات الضم، بحسب متابعون.

تصاعد الهدم والإخطارات والتجريف
وهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال آيار الماضي 59 منشأة، شملت 15 منزلا، وأجبرت أصحاب خمسة منازل منها على هدمها في بلدات القدس؛ تجنبا لدفع غرامات مالية ضخمة، وهدمت 44 منشأة زراعية وصناعية وحيوانية، وأخطرت مواطنين بهدم 105 منشأة ووقف البناء والعمل بذريعة أنها في مناطق "ج"، والتي يسعى الاحتلال حاليا لإعلان ضمها رسميا.

وواصلت سلطات الاحتلال أعمال التجريف في أراضي المواطنين الزراعية الواقعة قرب معسكر حوارة، وذلك لشق الشارع المسمى "التفافي حوارة" الاستيطاني، كما قامت بأعمال تجريف أراض زراعية، طالت عشرات الدونمات في بلدات دورا جنوب الخليل، وبرقة قرب نابلس، وقريتي كفا وشوفة جنوب شرق طولكرم.

ونفذ المستوطنون خلال الشهر الماضي 65 اعتداء بحق المواطنين الفلسطينيين، اقتلعوا خلالها 854 شجرة مثمرة تركزت في قرى الخضر، ونحالين بمحافظة بيت لحم، وإماتين بمحافظة قلقيلية، والمغير بمحافظة رام الله والبيرة، ويتما بمحافظة نابلس، وشوفة بمحافظة طولكرم، وحارس بمحافظة سلفيت، كما وأحرقوا 30 دونما في التواني بالخليل، واستولوا كذلك على 47 دونما من أراضي قريتي رمون ودير دبوان تمهيدا لإقامة بؤرة استيطانية جديدة.

قرارات استيطانية
وقرر وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي السابق "نفتالي بينيت" الاستيلاء على 1100 دونم من أراضي محافظة بيت لحم، تمهيدا لبناء 7 آلاف وحدة استيطانية جديدة.

كما صادقت سلطات الاحتلال على مخطط استيطاني يتضمن الاستيلاء على 140 دونما من الأراضي الزراعية التابعة لبلدة عزون-عتمة في محافظة قلقيلية، والإعلان عن مخطط للاستيلاء على 37 دونما من أراضي المواطنين الزراعية جنوب غرب مدينة جنين، وإقامة منتجع للمستوطنين.

واستولت سلطات الاحتلال على 100 دونم من الأراضي الحرجية شرق مدينة قلقيلية، لإقامة مصانع تتبع مستوطنة "الفي منشه" المقامة على أراضي المدينة، وقرى حبلة، والنبي الياس، وعزبة الطبيب.

وأصدرت محكمة الاحتلال في مدينة القدس، قرارا بالاستيلاء على قطعة أرض تبلغ مساحتها 1.5 دونم، في منطقة وادي الربابة بحي سلوان في القدس، لاستخدامها "مقبرة لليهود"، فيما صادقت ما تسمى بـ"لجنة التخطيط والبناء" على إحداث تغييرات تهويدية، ومخطط هيكلي في حي المصرارة وباب الساهرة في مدينة القدس المحتلة.

فرض وقائع الضم
وتعقيبا على هدم الاحتلال لتجمع دير حجلة البدوي في الأغوار أمس الأربعاء، أكد القيادي في حركة "حماس" د.عبد الحكيم حنيني على أن عملية الهدم التي تمت في التجمع وتصاعد الاعتداءات في أرجاء الضفة والقدس، هي محاولة من الاحتلال وحكومته لفرض وقائع الضم على شعبنا.

وشدد حنيني على أن صد محاولات الاحتلال للسيطرة على أراضي الأغوار يتطلب وقفة ميدانية، وتفعيل لجان المقاومة الشعبية في كافة محافظات الوطن لدعم الأغوار وأهلها، داعيا لمسيرات جماهيرية من كافة محافظات الوطن اتجاه الأغوار، للتأكيد على "أن الأرض الفلسطينية وحدة واحدة لا تتجزأ وأن مشاريع الضم والاستيطان لن تمر".

وأشار الكاتب والمحلل السياسي ياسين عزالدين إلى أن الاحتلال بدأ بتطبيق ضم الأغوار، من خلال تصعيد عمليات هدم المنازل والتهجير، لافتًا إلى بتهجير وهدم مساكن 8 عائلات في تجمع دير حجلة البدوي شرق أريحا.

وقال عزالدين: "إن عمليات الهدم وخطة الضم تمضي قدما في ظل تيه البوصلة الفلسطينية بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي لا يرون أي حرج في التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي، وبين السلطة التي ترى أن الشعب الفلسطيني عدوها، حيث تصعد الاعتقالات ضد المعارضين السياسيين بمن فيهم نشطاء من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، ونشطاء نقابيين وحراكيين، وطالت كذلك نشطاء من حركة فتح نفسها".

وأضاف عزالدين: "الرجال الذين يقوم الاحتلال بترحيلهم وهدم مصالحهم التجارية والزراعية، سيصبحون عاطلين عن العمل وسيضطرون للذهاب إلى أبواب المنسق لتسول التصاريح، وبعدها يصر البعض على الدفاع عن التعامل مع المنسق بحجة لا يوجد بديل".