البردويل: سيتم إعادة التنسيق الأمني بحجة "التنسيق المدني" والمطلوب بناء قيادة وطنية موحدة

البردويل: سيتم إعادة التنسيق الأمني بحجة "التنسيق المدني" والمطلوب بناء قيادة وطنية موحدة
صلاح البردويل عضو المكتب السياسي لحركة حماس
خاص دنيا الوطن - صلاح سكيك
أكد صلاح البردويل، عضو المكتب السياسي لحركة (حماس)، أن التنسيق الأمني، ما بين السلطة الفلسطينية، وإسرائيل، لم يتوقف على الإطلاق، بل على العكس من ذلك، يتم ملاحقة واعتقال المواطنين في الضفة الغربية، لصالح الأمن الإسرائيلي.

وقال البردويل في حوار مع "دنيا الوطن": إن من مظاهر عدم وقف التنسيق الأمني بين السلطة وإسرائيل، هو ملاحقة واعتقال الأشخاص، الذين يساعدون الناس بالقرى في ظل وباء (كورونا)، وهناك تصريحات رسمية صادرة عن قيادة في السلطة قالوا فيها: إنه "صحيح تم وقف التنسيق الأمني، لكن لن يتم السماح بالعبث بالوضع الأمني لإسرائيل، ويتم إطلاق النار على الناس، وهذا فقط صدر عن السلطة، بل قيادة إسرائيلية أكدت ذلك.

وأوضح أن "هناك خدعة كبيرة الآن تُمارس من قبل قيادات السلطة، حيث بدأ الحديث نحن نريد أن نوقف التنسيق المدني إضافة للتنسيق الأمني، حتى يشعر المواطن الفلسطيني بأنه ضاقت عليه الأحوال، فتصبح إعادة التنسيق بما فيه الأمني، مطلبًا".

وأضاف البردويل: "هذه لعبة تُدار من بعض قيادات السلطة لا علاقة لها بالوطنية، والأخلاق، بل يسعى هؤلاء للحفاظ على مراكزهم أكثر من أن يحافظوا على الوطن" على حد وصفه، متابعًا: أيضًا سيتم السماح بالفوضى والفلتان، حتى تصبح القبضة الأمنية المُشددة على المواطنين مطلبًا لعودة التنسيق الأمني مجددًا مع الاحتلال، ونحن نحذر من هذه اللعبة.

وأكد أن التنسيق الأمني، قضى على المقاومة بالضفة، وجفّف منابعها، وبالتالي تجرأ المستوطنون وقُطاع الطريق، على الشعب الفلسطيني، بدون أي رادع.

منظمة التحرير

وحول منظمة التحرير الفلسطينية، انتقد البردويل، ما أسماه "تفرد" الرئيس أبو مازن، بالقرار الفلسطيني، والعبث بمؤسسات منظمة التحرير، والتعامل بمزاجية، مضيفًا: "لا نؤمن بأي جدية طالما يتم العبث بمنظمة التحرير وقراراتها، ومالها، بهذا الشكل، فلا بد أن يكون هنالك وضوح وشفافية وشراكة، فيما يخص القرار الفلسطيني.

كما تساءل: "كيف لنا أن نواجه عدو مجرم وفاجر، ومحيط عربي سيئ للأسف الشديد إلا من رحم الله؟ كل هذا ممكن أن ينتهي عندما يكون لدينا قيادة وطنية تؤمن بالشراكة والوحدة".

وتحدث البردويل عن اجتماع القيادة الفلسطينية الأخيرة، وقال: إن "ما حدث في اجتماع القيادة من تجاهل واعتداء على قيادات فصائلية وازنة، كممثل الجبهة الشعبية عمر شحادة، وممثل الجبهة الديمقراطية، قيس عبد الكريم، كل ذلك يُشير إلى أننا في ظل قيادة سلطة ديكتاتورية، ومتنمرة، وقامعة، ومتعالية، فما حدث ما هو إلا مهزلة".

وأوضح أن أبو مازن قال كثيرًا: إنه لا يُريد أن يُحاور حماس، والجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية، أي نصف الوطن، كما أنه لا يُريد أن يُحاور حركة فتح، فمن يريد أن يحاور أبو مازن، هل سيحاور نفسه، والأشخاص الخمسة الذين حوله؟

صفقة تبادل أسرى

وعلّق صلاح البردويل، على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي أكد أنه "لن يُفرج عن أسرى ملطخة أيديهم بالدماء كما حدث في صفقة شاليط"، وقال: إن تصريحات نتنياهو ليست جديدة، فكل الصفقات الماضية، كان يتحدث بنفس الكلام، وفي النهاية تُعقد الصفقات ويخرج الأسرى، مبينًا أن موازين القوة هي التي تفرض نفسها على الأرض.

المصالحة الفلسطينية

وعن المصالحة، قال البردويل: إنها توقفت عند الرئيس عباس، وهو الذي أغلق الباب، لأنه لا يؤمن بالمصالحة، والشراكة، كما لا يؤمن بالغير، بل فقط يؤمن بأربعة أو خمسة أشخاص من الذين حوله، وتساءل: كيف نتحدث عن مصالحة والطرف الآخر هو الذي أغلق جميع أبوابها، ويقول دائمًا أنه لا يريد أن يتحدث مع فصائل كبيرة، ولها شعبيتها في المجتمع الفلسطيني.

ولفت إلى أن المطلوب الآن بناء قيادة وطنية موحدة، تُفكر وتُخطط وتُنفذ قراراتها بشكل جماعي، ومن ثم عقد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير، ليُحدد شكل المرحلة المقبلة، إما بالمواجهة العسكرية، أو الشعبية، أو الدبلوماسية، أو أي شكل آخر، فالمهم أن نكون يدًا واحدة، وما المانع أن تُرفع القبضة الأمنية الحديدية على أبناء شعبنا، وتكف الأيدي الآثمة عن ملاحقة المقاومين بالضفة؟

وأكد القيادي في حماس، أن ما تقوم به السلطة من تهديدات، ثم التراجع عنها، ثم بالإعلان عن التحلل من الاتفاقيات، وثم من تحت الطاولة يتم العمل بالاتفاقيات، هذا كله يزيد من الوهن الفلسطيني، فهل لدى السلطة أمل بعقد مفاوضات جديدة؟.. يجب أن ننهي هذا الأمل.

الضم

وعن موضوع ضم إسرائيل لأجزاء من الضفة الغربية، والأغوار، والذي سيبدأ بتنفيذه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في الأول من تموز/ يوليو المقبل، قال البردويل: إن جرائم الاحتلال تتراكم يومًا بعد يوم، فالجريمة الأولى هي احتلال فلسطين، فمنذ البداية لا حق للاحتلال، ولا للدول التي أعطته هذا الحق احتلال أي شبر من فلسطين، ومن ثم جاءت جريمة الترحيل والتشريد، والنكبة، تلاها العدوان الإسرائيلي في العام 1967، واحتلال القدس الشرقية، إضافة للقدس الغربية، ثم تطورت الأمور وكل يوم نرى جريمة أخرى، والعدو الصهيوني عمل ويعمل تدريجيًا على تصفية القضية الفلسطينية، وإنهاء الحق الفلسطيني.

وأضاف: أن هنالك اجتهاداً فلسطينياً لمقاومة ذلك، والشعب الفلسطيني لم يكن يومًا مُقصرًا في الدفاع عن أرضه ومقدساته، وقاتل في عدة معارك وانتفاضات وثورات مختلفة، وبطولات كبيرة لا تُحصى، ناهيك عن الشهداء والجرحى والأسرى، والبيوت التي هُدمت والأراضي التي صودرت، والفلسطينيون لم يُدافعوا عن أنفسهم فقط، بل عن كرامة الأمة العربية والإسلامية، التي تتجسد في أقدس بقعة بالتراب العربي، وهي مدينة القدس والمسجد الأقصى، ومن فعل ذلك لا يهاب أن يواصل هذا المشوار، وليس فقط مقاومة خطط الضم، وإنما مقاومة احتلال أرض فلسطين.

وختم البردويل، حديثه، بالتأكيد على أن مواجهة ذلك، يتطلب توافر بعض المقومات، ومنها أن تكف بعض الأنظمة العربية عن التطبيع مع الاحتلال، لأنه مُخل بالشرف والأمانة، وأيضًا أن يكون الجهد الوطني الفلسطيني، واضح المعالم، وذات رؤية مشتركة تبدأ بالتحلل الحقيقي، ورفض وإنهاء كل مظاهر الفترة الماضية، بما فيها ما بعد مؤتمر مدريد، واتفاق أوسلو، معتبرًا أن الاتفاقيات مع الاحتلال، بما في ذلك التنسيق الأمني، أسوأ من التطبيع، فلا بد أن نبدأ بأنفسنا قبل أن نُطالب العرب بالتطبيع، على حد تعبيره.

التعليقات