"القدس الدولية": التسريبات الإسرائيلية حول تنافس سعودي-تركي على الأقصى فخٌّ منصوب للأردن

رام الله - دنيا الوطن
نشرت صحيفة (إسرائيل اليوم) المقربة من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تقريراً يتحدث عن مفاوضات سرية سعودية-أمريكية لمنح السعودية دوراً في المسجد الأقصى المبارك ضمن ترتيبات صفقة القرن، قائلةً إن الأردن رفض في البداية ثم ليّن موقفه بعد هبة باب الرحمة 2019 ليقبل بحضورٍ سعودي، مدفوعاً برغبته لمواجهة النفوذ التركي المتزايد في القدس، والذي تروّج الصحيفة الصهيونية لكونه يهدد الوجود الأردني، وأن الأردن وافق على دور سعودي لحاجته للتمويل والدعم في مواجهة الدور التركي.

وقالت: إن هذه التسريبات المسمومة إذ تنشرها الصحيفة الناطقة باسم اليمين الصهيوني، والتي توزع مجاناً بتمويلٍ كبير من المليونير الصهيوني الأمريكي شيلدون أديلسون عرّاب قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، لا بد من التعامل معها باعتبارها رسائل سياسية مقصودة وليست مجرد أخبارٍ وكشوفات عن وقائع ضمن عملٍ إعلامي مهني؛ وإننا في مؤسسة القدس الدولية نرى أنها حيلة سياسية تسعى إلى تخويف الدولة الأردنية من قوتين إقليميتين إسلاميتين في المنطقة باعتبارهما المنافسَين الأساسيَّين لها على دورها، وإلى تقديم الاحتلال لنفسه باعتباره الضامن والمنقذ لهذا الدور الأردني، فيما هو في الحقيقة السرطان والخطر المركزي الذي يهدد الأقصى بمشروعٍ إحلالي.

لقد جاءت هذه التسريبات بعد يومٍ واحدٍ من فتح الأقصى بموجب اتفاقٍ بين الخارجيتين الأردنية والإسرائيلية، لتُظهر مدى الرضا الصهيوني عن الاتفاق، وحرص كيان الاحتلال على دفع الأردن نحو مزيد من مثل هذه الترتيبات المشتركة التي تضفي المشروعية على الدور الصهيوني في الأقصى، وذلك بإثارة المزيد من مخاوفه من القوى الإقليمية العربية والإسلامية المحيطة.

وإزاء هذه الحيلة السياسية والفخ المنصوب؛ فإننا في مؤسسة القدس الدولية نتوجه بالرسائل التالية:

أولاً:  نتوجه إلى المملكة الأردنية الهاشمية ومسؤوليها ومؤسساتها بالنداء بأن لا تسمح لهذه الحيلة السياسية بأن تمرّ عليها، فالدور الأردني في الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية دور أسسته الوقائع التاريخية، ويحظى بالمشروعية الدولية والشعبية، والحفاظ عليه يقتضي عدم السماح بأي دور صهيوني، فهذا يمنح موطئ قدمٍ للصهاينة الذين هم الخطر الأكبر، ويقوض المشروعية الشعبية للدور الأردني في الأقصى، والتي هي الداعم والحامي الأهم الذي يجب الحفاظ عليه واللجوء إليه في الملمّات، ولذلك رفضنا في المؤسسة وسنبقى نرفض أية ترتيبات مشتركة مع الاحتلال في شؤون الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية.

ثانياً: نتوجه إلى المملكة العربية السعودية والجمهورية التركية وسائر الدول العربية والإسلامية، بضرورة تعزيز الدور الأردني التاريخي في الأقصى ممثلاً بالأوقاف الإسلامية في القدس، وبضرورة تأسيس مظلة مشتركة تتجنب جر القدس لتتحول إلى موضوعٍ خلافي في الوقت الذي يستهدفها المحتل بالتصفية تحت غطاءٍ أمريكي، وتقطع الطريق على المحتل للاستثمار في ذلك.

ثالثاً: نتوجه إلى الحركات والتيارات السياسية الشعبية الأردنية بضرورة إثارة هذه القضية والتعامل معها باعتبارها أولويةً وطنية، فموقفكم اليوم قد بات جزءاً مركزياً تنتظره الأمة وتحتاجه في معركة الأقصى، للحفاظ على الموقف الأردني الرسمي من الانزلاق إلى التسويات على المقدس تحت وطأة الضغوط العربية والدولية، وعلى رأسها ضغوط الاحتلال الصهيوني وحيَله.

إن حقنا في المسجد الأقصى المبارك حق خالص، لا يقبل القسمة ولا التجزئة ولا التسويات، وسيبقى مقدساً إسلامياً خالصاً مطلقاً لا نقر فيه لأي أمر واقعٍ مؤقت فرضته القوة، مهما بلغت تلك القوة، ونثق تمام الثقة أن كل ذلك سيزول مع الزمن.