عاجل

  • ‏(بلومبرغ) عن بايدن: يتعين بذل مزيد من الجهود لإيصال الغذاء والإمدادات الطبية إلى قطاع غزة

  • (بلومبرغ) عن بايدن خلال حفل لجمع تبرعات لحملته الانتخابية: دول عربية مستعدة للاعتراف بإسرائيل ضمن اتفاق مستقبلي

  • ‏(بلومبرغ) عن بايدن: يجب أن تكون هناك خطة لليوم التالي في غزة ومقايضة من أجل تحقيق حل الدولتين

  • ‏(يديعوت أحرونوت): واشنطن فقدت الثقة في قدرة نتنياهو على قيادة عملية معقدة برفح تبدأ بإجلاء مئات آلاف اللاجئين

  • ‏(يديعوت أحرونوت): إدارة بايدن خلصت إلى أن نتنياهو مكبل إدارياً أو لا يريد القيام بما هو مطلوب

  • (يديعوت أحرونوت): وزير الجيش غالانت تلقى خلال اجتماعاته في واشنطن عبارات قاسية تجاه إسرائيل

  • شهداء وجرحى إثر استهداف قوات الاحتلال تجمعاً لمواطنين في منطقة معبر كارني شرق مدينة غزة

هل الوحدة الوطنية في فكر حركة فتح هدفا؟

هل الوحدة الوطنية في فكر حركة فتح هدفا؟
بقلم: محمد قاروط أبورحمة

الوحدة الوطنية الفلسطينية أحد أدوات حركة فتح لإنفاذ رؤيتها في التحرير والوحدة.

المناقشات المعمقة التي أجراها مؤسسو حركة فتح حول رؤيتهم لنتائج الحرب العالمية الأولى والتي تمثلت بقرار التجزئة عام 1916 (والذي أطلق عليه اتفاق سايس بيكوا)، وكذلك إعلان بلفور 1017، خلص إلى نتيجة واحدة مهمة وهي أن التجزئة والصهيونية هما أدوات الاستعمار الغربي لإبقاء السيطرة الاستعمارية على منطقتنا.

هذه النتيجة المهمة والصحيحة كانت هي القوة الفكرية لحركة فتح في، أولا: نقد فكر التيار القومي الذي تبنى رؤية وحدة عربية تعبئة تحرير.

وثانيا: نقد فكر الإسلام السياسي الذي تبنى رؤية إعادة الخلافة الإسلامية  كشرط للتحرير.

 وثالثا: الفكر الاممي الماركسي الذي قسم العالم إلى دول تقدمية ورجعية وامبريالية وصراع الطبقات الاجتماعية والذي حاول من خلال ذلك اعتبار الحركة الصهيونية قوة رجعية يمكن مقاومتها بالصراع الطبقي.

جوهر رؤية فتح في الرد على نتائج الحرب العالمية الأولى كان يستند إلى فهم عميق إلى أهداف القوى الاستعمارية في المنطقة ودراسة نتائج تجربة التيارات الثلاثة السابقة الذكر في الرد على نتائج الحرب العالمية الأولى والتي لم تقدم نتائج مهمة.

ساهم انخراط الجزء الأكبر من أعضاء الخلية الأولى لحركة فتح في التيارات الثلاثة في فهم أدق لطبيعة أهداف التيارات الثلاثة والعلاقات الداخلية لها.

ملخص القول إن رؤية حركة فتح استندت إلى فهم طبيعة المشروع الاستعماري القائم على العنف والطرد والإحلال، وطبيعة القوى الفلسطينية والعربية والأممية (الأممية: التيار الاسلاموي والماركسي) التي تناضل من اجل الخلاص من الاستعمار (نتائج الحرب العالمية الأولى).

رؤية فتح في مواجهة المشروع الاستعماري الصهيوني في بلادنا

صاغت حركة فتح رؤيتها في ثلاثة مبادئ:

الأول: التحرير طريق الوحدة.

والثاني: استقلالية القرار الوطني الفلسطيني.

والثالث: حرب الشعب طويلة الأمد.

 كانت تدرك حركة فتح  أنها تطرح فكراً غير منسجم مع التيارات الثلاثة الفاعلة في ذاك الوقت، وأهمهما التيار القومي والاسلاموي، اللذين تبنيا رؤية أن الوحدة طريق التحرير او أن الخلافة أولاً ثم التحرير.

في رؤية التيار القومي والاسلاموي الوحدة هدف ثم التحرير او الأولوية للوحدة.

رهن التياران موضوع تحرير فلسطين بمعالجة قضايا الأمة أولاً وهذا أمر خارج عن قدرات الشعب الفلسطيني ويتعارض مع ضرورة إنجازه لمهمة تحرير وطنه، لأن انتظار تحقيق أولويات الأحزاب الأخرى يعني تكريس الإحتلال الإستيطاني في فلسطين ويجعله أمراً واقعاً.

خطّت فتح طريقها نحو الوحدة بتوجيه جهدها نحو دحر الاحتلال واعتبرت أن هذا الاحتلال دائما هو المعرقل لكل أنواع الوحدة وهو العقبة الرئيسية في وجه نهضة الأمة وتطورها، لأن مجرد وجوده يشكل عامل استنزاف دائم لطاقاتها ومواردها وإمكانياتها.

وقياسا على ذلك اعتبرت حركة فتح أن الوحدة الوطنية الفلسطينية هي ممارسة الكل الفلسطيني والعربي والإسلامي والأحرار في العالم  لدوره في دحر الاحتلال وأن الأولوية هي لتكريس كل الجهود لخدمة هذا الهدف، فالوحدة الوطنية هي أهم أداة لدحر الاحتلال، وهي في نفس الوقت نتيجة طبيعية للفعل الوطني الهادف الى دحر الاحتلال.

إن فتح لا تنتظر إنجاز الوحدة العربية أو إقامة الخلافة حتى تتفرغ الأمة إلى مهمة تحرير فلسطين.

 لكن الأمر مختلف قليلا فيما يخص الوحدة الوطنية الفلسطينية، فهي حسب قناعات فتح وفكرها وممارستها ضرورة لا بد منها للتحرير، ويجب أن لا تعرقل جهود تحقيق الوحدة الوطنية الجهد المبذول للتحرير، وتبقى فتح أول أولوياتها دحر الاحتلال.

إن تتبع بسيط للتصريحات التي تصدر عن التيارات القومية واليسارية والاسلاموية منذ انطلاقة حركة فتح حتى ألان لا تخلوا من مصطلحات تدل على أن الوحدة هدفا او وسيلة للهروب من العمل مثل (قيادة وطنية موحدة، اجتماع الإطار القيادي ل م.ت.ف، خطة وطنية، واستيراتيجية موحدة...الخ).

لا تزال فتح تمسك بزمام رؤيتها التحرير طريق الوحدة، وان الوحدة الوطنية أداة لهذه الرؤية وليست هدفا.

التعليقات