الطاقة الذهنية

الطاقة الذهنية
الطاقة الذهنية  
 بقلم:د.يسر الغريسي حجازي

"الطاقة الذهنية هي محرك الكون الداخلي داخل الانسان. يحتاج هذا المحرك إلى اهتزازات وتردد ومغامرات ومعلومات إيجابية. دعونا نتعلم التفكير بشكل إيجابي ومنطقي."  

من منا لا يعاني من النقص في الطاقة الذهنية بين الحين والآخر؟ ما هي الآثار الجانبية على حياتنا العاطفية؟ هل يمكن أن يعوق هذا أداءنا في التفكير؟ كيف يمكن الحصول علي الطاقة الذهنية؟ في البداية هناك ضرورة للتعرف على احتياجاتنا الفسيولوجية، وذلك في سبيل توجيه الطاقة الذهنية بشكل فعال حتى لا نفقدها. المفهوم بسيط، بسبب ان العقل هو الذي يمثل جميع التصرفات الذهنية و الحالة النفسية ، وحالات الوعي ، و كلها تسند مبدأ النشاط الفكري الذي هو الذكاء. بالطبع، هناك الطريقة التي نفهم بها الأحداث، التجربة الشخصية في الحياة اليومية والكيان النفسي للذات الأنا، و جميعها تعتبر المكونات التي توفر المعلومات للعقل. 

تنشأ الأفكار من الذاكرة، مما يساعد على الإبتعاد من الواقع والعمل الواعي. ويحدد العقل أساسيات المعرفة والفكر ومع ذلك، هناك فرق بين المعرفة والمعلومة، الأمر الذي يتطلب العمل على الذات للتغلب على مشاكل الأنا. تتداخل الطاقة العقلية مع الإرادة و العواطف، لأن العواطف تملي للارادة ما نريد أو ما لا نريد. بينما توجه الإرادة، ما يجب ان نقوم به بناءً على عواطفنا ودوافعنا. إذا كانت طاقتنا تضيع في كثير من الأحيان، فذلك بسبب عدم استعدادنا للتدخل خاصة عندما تكون عواطفنا مخالفة مع الاجراء. في الحالة المعاكسة عندما يتم تحفيز العواطف، تعمل الطاقة الذهنية بمفهوم  العقل المحرض. يمكن الحصول على الطاقة ،بعد تلقي الأخبار الجيدة، و نفقدها عندما نواجه خيبة أمل أو فشل. على سبيل المثال تتوالد الطاقة الجيدة عند النشاط البدني، في حين ان البقاء في المنزل دون القيام بأي نشاط يقضي عليي الطاقة الذهنية  ويحولها الي الاكتئاب. ذلك يرجع لإرادتنا أن نقف مكتوفي الأيادي، وترك الحالة الذهنية تتجول بعيداً للعبث و دور الذئب الشرير مع العقل الباطني، الذي لا يتردد ان يسرد لنا كل اللحظات المزعجة التي عشناها في الماضي و لا يزال تؤملمنا عند الذكره. كما ان الطاقة العقلية تعني من نحن في هذه اللحظة الدقيقة، عندما نجد أنفسنا منهكين وضعفاء دون سبب واضح. يمكن لذلك أن تستنزف الأعصاب، ويثير المشاعر السلبية. بمجرد استهلاك الطاقة العقلية، تتأثر الإرادة لتحويل الانسان الي الاكتئاب. ليس من قبيل المصادفة، أن نرد سلبا على كل شيء من حولنا، و ذلك ينزع منا الاستمتاع ويزرع فينا الكآبة. 

و يثبت ذلك أن الطاقة الإيجابية تتحول إلى الطاقة سلبية، و يمكن أن تجعل العنف يسيطر علينا. و نصبح غير سعداء، لأننا نعتقد أنه يتم معاقبتنا بشكل غير عادل. كما ان حالات الوفاة لشخص عزيز  او حادث سيارة ، يمكن أن يسبب الكثير من الحزن ونقص كبير في الطاقة الذهنية. بالمقابل، يمكن أن تمنحنا الأحداث السعيدة أجنحة السعادة، وتحفيز لحالتنا العاطفية وكذلك طاقة ايجابية كبيرة. تظهر جميع الأبحاث أن الإرادة تعتمد على عواطفنا و قبولنا للحقائق. للحفاظ على الطاقة ، من الضروري أن نعيش في انسجام مع عواطفنا وان  لا نقلق كثيرا علي امور بعيدة لم تحدث بعد وان نركز قواتنا علي الامور الحالية والاستمتاع بما لدينا. يساعد العيش في الوقت الحاضر على تنشيط الطاقة الجسدية والفكرية، خاصة عندما نكون في نشاط دائم. إن العقل يرمز إلى آليات العالم الداخلي لدي الانسان، وكلما منحنا طاقة أكثر إيجابية، كلما اقتربنا من تحقيق الأهداف وذلك يتم في سلام داخلي. فيما يلي، الحلول الفعالة لإعادة تنشيط الطاقة الذهنية والحفاظ على توازن جيد في الحياة:

-تنسيق الأنشطة اليومية وجعلها ممتعة؛

-عدم الانشغال بالسؤال: "كيف ستكون الحياة في المستقبل؟" لان ذلك يساعد على التزويد بالطاقات السلبية؛

 - ان نبقي على تناغم مع مشاعرنا للحفاظ على صحتنا النفسية؛

-ممارسة الرياضة البدنية أو الروحية في لحظات القلق، لأن هذه اللحظات تمنحنا السلام الداخلي ويذكرنا ضميرنا بالأشياء المفيدة لنا والتفكير المنطقي والحكمة؛

-ممارسة التأمل وتطوير تصورات غير حسية, لانها تسمح لنا بالتمييز في الحقائق التي نمر بها. نحن نعيش مرة واحدة فقط ، لذلك يجب ألا ننسى أن استكشاف عالمنا الداخلي يمنحنا القوة للسيطرة على عواطفنا، وإيجاد المتعة في كل ما نقوم به، وجلب السعادة أينما كنا. 

التعليقات