دبابة أردنية في عمق اسرائيل

دبابة أردنية في عمق اسرائيل
بقلم: عبد الله عيسى
رئيس التحرير

في أواخر الستينات من القرن الماضي تزايدت العمليات الفلسطينية الفدائية انطلاقا من غور الأردن باتجاه اسرائيل حتى قررت إسرائيل القيام بعملية كبرى ضد الفدائية في غور الأردن وجمع وزير الجيش الإسرائيلي موشي ديان الصحفيين على رأس قوة عسكرية ضخمه وقال للصحفيين إننا ذاهبون في نزهة للقضاء على الفدائيين وتسللت القوات الاسرائيلية إلى منطقة الكرامة في غور الأردن وتصدى الجيش الأردني الباسل للقوة الإسرائيلية بالمدفعية التي تتواجد على رؤوس الجبال في تلك المنطقة كما تصدت القوات الفدائية للجيش الاسرائيلي في معارك شرسة جداً مما اضطر اسرائيل للتوجه إلى مجلس الأمن الدولي وطلب وقف إطلاق النار حتى تستطيع إخلاء قتلاها وجرحها وهزم الجيش الاسرائيلي في تلك المعركة هزيمة نكراء وهى ما سميت بمعركة الكرامة وكانت أول انتصار عربي بعد هزيمة 67 وجاء الملك حسين الراحل لتفقد أرض المعركة وصعد على دبابة اسرائيلية  معطوبة وقال كلمته التاريخية كلنا فدائيون وخرج الجيش الإسرائيلي يجر اذيال الهزيمة والعار من تلك المعركة.

وقبل سنوات توجهت للعلاج وكان معي سائق من القدس وفى الطريق إلى اسرائيل رأيت دبابة مزينة بألوان الجيش الأردني وقد رفعت على عمود من الأسمنت وسألت السائق عن هذه الدبابة وما سبب وجودها بهذا المكان فقد قال لي إن دبابة أردينة دخلت أثناء حرب 67 إلى عمق اسرائيل وقام الجيش الاسرائيلي بصد الهجوم الأردني فاحتفظ الإسرائيليون بهذه الدبابة المعطوبة وجعلوا منها تمثال ومزار للشعب الاسرائيلي ليقولوا لهم إلى هنا وصل الجيش الأردني في العمق الاسرائيلي وقمنا بصده.

قصة هذا الهجوم الأردني ودخول القوات الأردنية إلى عمق اسرائيل لم نسمع بها في أي وسيلة إعلام فقد غطى غبار الهزيمة 67 على كل البطولات ولولا أنى رأيت الدبابة الأردنية بأم عيني لما صدقت هذه الرواية.

والحقيقة أنى شعرت بالفخر والاعتزاز والسائق يحدثني عن قصة الدبابة وقبل بضعة سنوات صرح الرئيس السوري بشار الأسد قائلاً إن الطيران الاسرائيلي يستطيع قصف سوريا ولكن عندما يعود إلى اسرائيل لا يستطيع الهبوط في أي مطار بإسرائيل لأننا نكون قد قمنا بتدمير المطارات الاسرائيلية.

اسرائيل أخذت هذا التهديد على محمل الجد فأجرت اتصالات مع قبرص طالبة من قبرص السماح للطيران الحربي الإسرائيلي بالهبوط في مطارات قبرص ولم تكتفى بهذا، بل قامت اسرائيل بتحويل اوستيرادات وشوارع قرب القدس إلى مدارج طائرات بحيث اذ اضطر الطيران الحربي الاسرائيلي للهبوط يستطيع الهبوط على اوسترادات قرب القدس بعد عودته من قصف سورية.

وتذكرنى هذه القصة بلعبة ابتكرها أطفال فلسطينيون في احد القرى الضفة الغربية بان جاءوا بصندوق من الكرتون وقاموا بلفه جيدا باللاصق ثم مدوا منه سلك الى طرف الشارع بحيث وضعوات الصندوق في منتصف الشارع والسلك يمتد  منهم الى جانب الطريق وما ان تمر سيارة اسرائيلية من هذا المكان وتشاهد الصندوق بمنتصف الشارع فتتوقف وتجرى اتصالاتها مع الجيش فتهرع قوات كبيرة من الجيش الاسرائيلي الى المكان مع خبراء متفجرات بحيث يقوموا بتفجير الصندوق الذي يكون فارغا خاليا من أي شيء

وذات مرة جاء مختار القرية إلى الضابط الاسرائيلي وقال له لماذا كل يوم تقوموا بهذا الاستنفار إنها لعبة يقوم بها أطفال لأيهامكم بأن في الكرتونة قنبلة وقال الضابط نحن نعرف أنها لعبة ويفعلها أطفال ولكن نخشى أن تكون في هذا المرة فنبلة حقيقية فتنفجر بجنودنا ولهذا السبب كلما نشاهد كرتونة نقوم بنفس الإجراءات.

التعليقات