سيادة المطران حنا: القدس في المسيحية هي القبلة الأولى والوحيدة

رام الله - دنيا الوطن
شارك المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم في ندوة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وذلك بمناسبة يوم القدس العالمي وبمشاركة نخبة من رجال الدين والمثقفين والمفكرين العرب ، 

وقد وجه المطران التحية للمشاركين في هذه الندوة خاصة وانها تأتي في يوم القدس العالمي مؤكدا بأن القدس وابنائها انما هم اوفياء لكل الاصوات الحرة ولكل الشخصيات النبيلة والمحترمة والتي لم تنحرف بوصلتها وبقيت دوما نحو القدس والقضية الفلسطينية.

المسيحيون الفلسطينيون ابناء هذه الارض المقدسة يقفون في خندق واحد مع اخوتهم المسلمين في الدفاع عن القدس والمقدسات فهذه المدينة تحتضن اهم مقدساتنا وتاريخنا الروحي والثقافي والانساني والوطني.

القدس في الديانة الاسلامية هي اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين اما في الديانة المسيحية فهي القبلة الاولى والوحيدة ولا يوجد في هذا العالم مكان اقدس من القدس لدى المسيحيين خاصة انها المدينة التي تحتضن كنيسة القيامة والقبر المقدس ونحن في هذه الايام ما زلنا في فترة القيامة 

هذا الحدث العظيم الذي تم في هذه البقعة المقدسة من العالم .
يجب ان يتفاعل وان يتعاون المسيحيون والمسلمون معا في الدفاع عن القدس وتكريس خطاب فيه قيم التسامح وقبول الاخر ونبذ الطائفية والتشرذم والكراهية لان المستفيد الحقيقي من الفتن حيثما كانت واينما وجدت انما هم اعداءنا الذين يطبقون سياسة " فرق تسد " .

علينا ان نقاوم ثقافة التقسيم والتشرذم والتفتت والطائفية والكراهية بخطاب المحبة والاخوة والمصالحة والوحدة والتلاقي الاسلامي المسيحي المشترك .

المسيحيون في بلادنا كما وفي هذا المشرق العربي هم ليسوا اقليات في اوطانهم بل جذورهم عميقة في تربة هذا المشرق ويحملون في قلوبهم انتماء اصيلا لهذه المنطقة وقضاياها العادلة وفي مقدمتها قضية فلسطين .

في يوم القدس العالمي نذكر المرجعيات الروحية الاسلامية والمسيحية بضرورة ان تدافع عن القدس .

واوجه نداء حارا الى كافة المرجعيات الدينية المسيحية شرقا وغربا بضرورة ان تبقى قضية القدس حاضرة في كل خطاب ديني وفي كل لقاء او مؤتمر او نشاط فلا يجوز ان تغيب القدس التي تحتضن قبر الخلاص الذي منه انبلج النور المقدس لكي يبدد ظلمات هذا العالم .

اقول للكنائس المسيحية في عالمنا بأنكم عندما تدافعون عن القدس انما تدافعون عن انفسكم وتدافعون عن اعرق حضور مسيحي في هذا العالم ، فلا تتركوا القدس وحيدة.

واناشد المرجعيات الدينية الاسلامية بضرورة ان تبقى صوتا مناديا بالحق والعدالة من اجل فلسطين ومن اجل مدينة القدس بشكل خاص .

المسيحيون والمسلمون هم جناحا الامة والتلاقي الاسلامي المسيحي انما هو قوة لهذه الامة في دفاعها عن قضاياها العادلة وفي افشال كافة المؤامرات والمشاريع المشبوهة التي تستهدفنا وتحيط بنا من كل حدب وصوب .