أزمة في العلاقات الأردنية الإسرائيلية

أزمة في العلاقات الأردنية الإسرائيلية
بقلم: عبدالله عيسى
رئيس التحرير

تحدث مسؤول أردني كبير عن العلاقات الإسرائيلية الأردنية مؤخراً، وقال: إذ أقدمت الحكومة الإسرائيلية على تنفيذ تهديدها بضم الأغوار، فإننا مقبلون على مواجهة كبرى مع إسرائيل.

وهذه ليس المرة الأولى التي تدخل فيها العلاقات الأردنية الإسرائيلية في أزمة خطيرة، وكانت أولى الأزمات عند توقيع اتفاق السلام بين الأردن وإسرائيل في وادي عربة، وكانت الصدمة الأولى للأردن، أنها لم تتلقَ مساعدات أمريكية بشكل كافٍ، وأذكر أن صحيفة إسرائيلية، نشرت رسماً كاريكاتيرياً  لعملية السلام، حيث يظهر الرئيس المصري الراحل، حسني مبارك في كشك، وفي الكشك الآخر، الملك الراحل الحسين، ويظهر الرئيس المصري، وقد وضع أمامه يافطة صغيرة كتب عليها سلام، بينما قام الملك الحسين بتزين الكشك بيافطات وبالونات، كتب عليها جميعاً سلام، ويظهر أمام الملك الأردني كمية صغيرة من الأموال، بينما يظهر أمام الرئيس المصري أكياس ضخمة من الأموال.

ورغم ذلك، فقد التزم الأردن باتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية، وفق النهج الأردني في التزمه الدائم بالمعاهدات الدولية، حتى يعتبر الأردن من أكثر الدول صفاء ونقاء في التعامل بالمؤسسة الدولية، حيث لم يتأخر بتاريخه يوماً عن سداد الالتزامات التي تترتب على الأردن لجامعة الدول العربية، أو الأمم المتحدة أو (يونسكو) وهذا نابع من احترام الأردن العميق للقانون الدولي.

وفي عام 1997 أقدم نتنياهو في حكومته الأولى على حماقة معروفة بمحاولة اغتيال خالد مشعل بعمان، والتي حال دون نجاحها يقظة أجهزة الأمن الأردنية، وتم على إثر هذه المحاولة صفقة تبادل أسرى، حيث أفرجت إسرائيل عن خمسين أسيراً فلسطينياً، وعلى رأسهم الشيخ أحمد ياسين، وتعرضت إسرائيل لهزة سياسية رهيبة على إثر محاولة الاغتيال، وانتهاك السيادة الأردنية، والآن يعود نتنياهو إلى حماقاته الأولى، رغم الصفعة التي وجهها الأردن في عهد الملك الراحل حسين بن طلال لإسرائيل ونتنياهو، وعلى ما يبدو فإن إسرائيل أصبحت تتوق إلى صفعات أردنية جديدة.

ولا أعلم إلى أين ستصل هذه الأزمة بين الأردن وإسرائيل، ولكن الذي أعلمه أن طوفان هزيمة 67 قد غطى بالكامل على بطولات أردنية نادرة، مثل بطولات الشهيد فراس العجلوني، الذي قام أثناء حرب 67 بقصف مدينة حيفا بطائرته، وهو الحادث الأول في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، ومذكرات الوزير الاسرائيلي موشيه ديان، يتحدث فيها عن المعارك الشرسة والضارية التي خاضها الجيش العربي الأردني في معركة باب الواد بالقدس.

وكان دور اللواء الأربعين الأردني في حماية دمشق من السقوط خلال حرب 73.

والحقيقة أن صفاء ونقاء وشهامة البادية الأردنية، هي محدد لسياسية الأردن الداخلية والخارجية، فكان الأردن دائماً أول دولة عربية تهرع فوراً لنجدة الأشقاء العرب في أي مكان، حتى إنه في جائحة (كورونا) تطوع الطيران الأردني بنقل الأشقاء العرب والطلبة من دول العالم؛ للعودة إلى بلادهم، وهذه من مآثر الهاشميين.

التعليقات