"التعليم البيئي": في اليوم العالمي للتنوع الحيوي ننتصر للطبيعة

"التعليم البيئي": في اليوم العالمي للتنوع الحيوي ننتصر للطبيعة
رام الله - دنيا الوطن
أصدر مركز التعليم البيئي / الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة نشرة تعريفية باليوم العالمي للتنوع الحيوي،الذي يصادف في 22 أيار كل عام. واعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1992.

واستهلت النشرة بالدعوة إلى الانتصار للطبيعة، والتوقفعن استنزافها، وبذل كل جهد ممكن لحماية التنوع الحيوي من التعديات والاستهداف،والتوعية بمخاطر تدمير التنوع الحيوي على الإنسان والبيئة والحيوان، وجعله أحدمصادر التنمية المُستدامة.

وحث المركز على اتخاذ تدابير حكومية لوقف الصيد والقطفوالرعي الجائر، ومنع المتاجرة بالنباتات والطيور والحيوانات خاصة المهددةبالانقراض، وزيادة التدخل لحماية التنوع الحيوي وتوسيع رقعة الأشجار الأصلية، علىأن يجري تفقدها في مواسم الجفاف بحملات ري تكميلي، وتنفيذ مسح وطني شامل لعناصرالتنوع الحيوي في فلسطين؛ لما يمثله ذلك الإجراء من أهمية تنموية وبيئية واقتصاديةووطنية.

ودعا إلى تنظيم المسارات البيئية بحيث تكون أكثر بعيدةعن العشوائية، ولا تساهم في استزاف التنوع الحيوي أو تخريب موائل الطيور، أو القطفأو اقتلاع النباتات المهددة، أو ترك النفايات في المحميات ومناطق المسارات. كماطالب بالكف عن استخدام مبيدات الأعشاب المُدمرة للتنوع الحيوي، وتفادي إشعالالنيران بالأعشاب الجافة خاصة  خلال فتراتالحر الشديد، وتجنب الأسمدة والمبيدات الكيماوية لصالح الأسمدة والمكافحة العضويةللآفات.

وعرّفت النشرة بالتنوع الحيوي الذي يقصد بهوفق اتفاقية ريو عام 1992بأنه "تباين الكائنات الحية المستمدة من جميع المصادر، ومنها: النظم البيئيةالبرية، والبحرية، والأحياء المائية، والمكونات البيئية لهذا التنظيم".

وأشارت إلى أن شعار الاحتفال هذا العام بالمناسبة:(حلولنا في الطبيعة)، ينطلق وفق الأمم المتحدة من دعوة المجتمع العالمي لإعادةتمحيص علاقته مع العالم الطبيعي، لأنه "على الرغم من جميع التطوراتالتكنولوجية، نعتمد تمامًا على النظم البيئية الصحية والحيوية في الحصول علىمياهنا وغذائنا وأدويتنا وملابسنا ووقودنا ومأوانا والطاقة التي نستخدمها".

وقالت النشرة: وفق الأمم المتحدة، يؤكد  شعار هذا العام على الأمل، والتضامن، وأهميةالعمل الجماعي على كل المستويات لبناء مستقبل معيشي منسجم مع الطبيعة. وهو ما يحتمعلينا في فلسطين اتخاذ تدابير تنسجم مع اعتبار التنوع الحيوي صديقُا وليس عدوًا،لحمايته وليس إساءة استخدامه أو استنزافه.

وتابعت أن موضوع هذا العام يتوزع على ثلاثة مواضيع تركزعلى أهمية المعرفة والعلوم، وتهتم بالتوعية بأهمية التنوع البيولوجي، والعمل لحمايته،وخاصة أن المقاصد والغايات الهادفة لوقف فقدانه ولتعزيز الاستخدام المستدام للنظمالبيئية مدرجة في الهدف 15 من أهداف التنمية المستدامة، التي يجب أن نصل إليهابحلول 2030.

وربطت النشرة بين سلامة النظام البيئي وصحة الإنسانوالتنمية، في ظل انتشار جائحة "كورونا" في معظم دول العالم.  فيما تُعدل، وفق الأمم المتحدة، التغيراتالبيئية التي يتسبب فيها النشاط البشري في الهيكل السكاني للأحياء البرية وتقلل منالتنوع الحيوي، ما يؤدي إلى ظروف بيئية جديدة تفضل أنواعًا محددة من المضيفات أوالناقلات أو مسببات الأمراض. وهو ما يستدعي إجراء أبحاث علمية ودراسات تواكبالفايروسات الجديدة، واتخاذ إجراءات لزيادة الوقاية من الأمراض، وابتكار أنماطووسائل تقلل من نشر الأوبئة، وتهتم بالنظافة والوقاية منها.

وسردت معطيات هامة من الأمم المتحدة، أكدت أنه كلما زاد الاهتماموالحماية لعناصر التنوع البيولوجي قل انتشار مسببات الأوبئة. فيما ستقوض الاتجاهاتالسلبية الحالية في التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية التقدم المُحرز نحو تحقيق80% من الغايات المقيمة لثمانية أهداف من أهداف التنمية المستدامة. فيما غُيرتثلاثة أرباع البيئة البرية ونحو 66% من البيئة البحرية بشكل كبير بسبب الأنشطةالبشرية. بجوار وجود مليون نوع من الحيوانات والنباتات المهددة بالإنقراض حولالعالم، التي يعني فقدان تنوعها الحيوي خسارة للبشرية.

وعدّدت النشرة الاتفاقات الدولية الخاصة بالتنوع الحيوي،أبرزها بروتوكول "قرطاجنة" المُتعلق بالسلامة الأحيائية للاتفاقيةالمتعلقة بالتنوع البيولوجي، وبروتوكول "ناغويا" بشأن الحصول علىالموارد الجينية والتقاسم العادل والمنصف للمنافع الناشئة عن استخدامها، الملحقباتفاقية التنوع البيولوجي، وللخطة الاستراتيجية للتنوع البيولوجي 2011 – 2020، وقرار الجمعية العامة بإعلان اليومالدولي للتنوع البيولوجي. فيما وقعت دولة فلسطين بدءا من نهاية 2014 على العديد منالاتفاقيات الدولية البيئية وأبرزها الاتفاقية بشأن التنوع البيولوجي، وبروتوكولقرطاجنة بشأن السلامة البيولوجية.

وأكدت النشرة أن انتهاكات الاحتلال تعد التحدي الأكبرأمام التنوع الحيوي، خاصة أن المصادرة، والتجريف، واقتلاع الأشجار، وتداعيات جدارالفصل العنصري، والسيطرة على المحميات، ونهب الموارد المائية والطبيعية، والتلويث،والمصانع الخطرة، والنفايات الطبية والخطرة، والإشعاعات النووية، ومجاريالمستوطنات والمناطق الصناعية، تسمم البيئة الفلسطينية، وتمنع من تطويرها وحمايتهاوالتمتع بمقدراتها الطبيعية.

ولخصت أبرز مساهمات "التعليم البيئي" في حمايةالتنوع الحيوي والتعريف به، كإنشاء الحديقة النباتية، ومتحف فلسطين للتاريخالطبيعي، وتدشين محطات دائمة وموسمية لمراقبة الطيور وتحجيلها في عدة مواقع،والتعاون الوثيق مع سلطة جودة البيئة في إعلان يوم وطني للبيئة، وطائر وطنيلفلسطين، وإطلاق أسابيع وطنية لمراقبة الطيور وتحجيلها، وتأسيس مشتل للأشجار الأصيلة،وحملات الزراعة السنوية، فيما أنهى المركز مسابقة اليوم العالمي للتنوع الحيوي (صوّر،واكتشف، واحم)، التي تتزامن مع ظروف حرجة تمر بها فلسطين والعالم بسبب جائحةكورونا.

 وتهدف المسابقة إلىتعريف المواطنين بالتنوع الحيوي، وتشجيعهم على المساهمة في حمايته، وخاصة من الصيدالجائر أو الاحتجاز أو المصادرة، والقطف والقطع الجائرين، وتوثيق النباتات والطيوروالحيوانات البرية والكائنات الحية، والمساهمة في نشر المعرفة العلمية بالتنوعالحيوي، الذي تتميز فلسطين بوجود 4 أقاليم نباتية، فيما يقدر عدد الأنواعالحيوانية التي تعيش فيها بـ30850 نوعًا، منها 30 ألف من اللافقاريات، و373 نوعًامن الطيور، و297 نوعًا من الأسماك، و92 نوعًا من الثدييات، و81 نوعًا من الزواحف،و5 أنواع من البرمائيات، وأكثر من ألفي نوع من النباتات.



التعليقات