حنا: نتمنى ان تكون حقبة ما بعد (كورونا) اكثر انسانية وعدلا وانصافا

حنا: نتمنى ان تكون حقبة ما بعد (كورونا) اكثر انسانية وعدلا وانصافا
رام الله - دنيا الوطن
 شارك المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم في ندوة الكترونية اقامتها منظمة العدالة والسلام الالمانية وقد شارك سيادته من القدس في هذه الندوة حيث وجه كلمة للمشاركين في هذه الندوة من داخل المانيا وخارجها .
استهل سيادته كلمته برفع الدعاء والصلاة من اجل ان يزول وباء الكورونا هذا الوباء الخبيث وهذه الجائحة المأساوية التي اجتاحت العالم بأسره ووصلت الى مشرقنا والى بلادنا والى ارضنا المقدسة ايضا .

من هنا من مدينة القدس مدينة السلام وحاضنة المقدسات نبعث برسالة التضامن والتعاطف مع كافة الشعوب التي عانت وما زالت تعاني من وباء الكورونا مقدمين تعزيتنا لكل اولئك الذين فقدوا احبتهم او اصدقاءهم او معارفهم بسبب هذا الوباء ومتمنين الشفاء للمصابين .

ونتمنى بأن يكتشف العلماء والباحثون المختصون قريبا دواء وعلاجا لهذه الجائحة التي ألمت بعالمنا كله .

لقد توحد العالم كله خلال الاسابيع المنصرمة في الحديث عن الكورونا وتداعياتها فأصبح موضوع الساعة ، توحدت البشرية كلها في معاناتها وقلقها وترقبها لما سيحدث من تداعيات لهذه الجائحة المأساوية الغير مسبوقة التي ألمت بالعالم بأسره .

ان دولا عظمى تغنت بجبروتها واقتصادها واسلحتها وقوتها وقفت عاجزة امام هذا الفيروس الذي لا يرى بالعين المجردة وهنا وجب التنويه الى ضرورة ان تقوم بعض الدول العظمى في عالمنا بمراجعة حساباتها واعادة النظر في اولوياتها فالاولوية الاولى والاساسية يجب ان تكون للانسان وبدلا من الاهتمام بتصدير الاسلحة وافتعال الحروب والنزاعات في اماكن مختلفة في عالمنا وجب الاهتمام بالانسانية وبذل جهود اكبر فيما يتعلق بالقطاع الصحي والاجتماعي والانساني وبدلا من ان يدفع المال بغزارة من اجل السلاح والحروب والدمار والخراب ان يدفع المال من اجل التطور والرقي ومساعدة الشعوب الفقيرة والمقموعة في العالم الثالث وكذلك في كثير من الاقطار والدول في منطقتنا العربية .

ان الثروات النفطية والاموال التي يملكها جبابرة هذا العالم يجب ان تسخر في خدمة الانسان وليس من اجل تمويل الحروب والنزاعات التي نتمنى ان تنتهي وان تزول من عالمنا كله لكي تنعم البشرية بالسلام والطمأنينة والرخاء .

نرفض مظاهر العنصرية والكراهية بكافة اشكالها والوانها واتمنى ان تكون حقبة ما بعد الكورونا حقبة صحوة ضمير لدى الكثيرين لكي يعودوا الى انسانيتهم ولكي ينادوا بالقيم والاخلاق النبيلة التي يجب ان ندافع عنها جميعا .

ان حقبة ما بعد الكورونا لن تكون كسابقتها ونحن كفلسطينيين عندنا طموح ان تكون فترة ما بعد الكورونا اكثر عدلا وانصافا وانسانية من سابقتها .

نطمح الى عالم جديد تسوده قيم التسامح والمحبة والمصالحة والرحمة بعيدا عن ثقافة الموت والارهاب والحروب والسلاح .
نطمح ان يكون عالم ما بعد الكورونا عالما اكثر انحيازا لقضايا العدالة والحرية والكرامة الانسانية وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية التي هي قضية حق وعدالة وقضية شعب تعرض لظلم تاريخي ومن حق هذا الشعب ان يزول عنه هذا الظلم لكي ينعم بالحرية والكرامة ولكي يستعيد حقوقه السليبة .

نستذكر النكبة الفلسطينية كما وفي يوم القدس العالمي نذكر من يحتاجون الى تذكير بضرورة الالتفات الى فلسطين وقضيتها العادلة وخاصة مدينة القدس التي تعاني الامرين نتيجة سياسات الاحتلال وقمعه وظلمه واستهدافه للمقدسيين في كافة تفاصيل حياتهم .

نرفض الكراهية والعنف والتطرف والعنصرية ايا كان شكلها وايا كان لونها وندعو الى تحقيق العدالة في فلسطين وتحقيق العدالة في مفهومنا لا يمكن ان يكون الا من خلال انهاء الاحتلال وعودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم ، والقدس كانت وستبقى عاصمة لنا كأبناء للشعب الفلسطيني الواحد مسيحيين ومسلمين فهي حاضنة اهم مقدساتنا وتاريخنا وتراثنا الروحي والانساني والوطني .

نرفض التحريض الذي يتعرض له المدافعون عن القضية الفلسطينية في اكثر من مكان في عالمنا من قبل جهات واطراف مرتبطة باللوبي الصهيوني المعادي للشعب الفلسطيني ولقضيته العادلة ، فالدفاع عن القضية الفلسطينية هو واجب انساني واخلاقي بالدرجة الاولى ونتمنى ان تتسع رقعة الوعي في عالمنا تجاه هذه القضية والتي هي ليست قضية الفلسطينيين لوحدهم بل هي قضية العرب وقضية كافة الاحرار في عالمنا المؤمنين بقيم العدالة والحرية والكرامة الانسانية .