ارتفاع أسعار الملابس.. يغتال فرحة العيد بحضرموت

رام الله - دنيا الوطن
تشهد أسواق مدينة القطن بحضرموت ( شرقي اليمن ) خلال ساعات الصباح المسموح بها للتسوق إقبالا كبيرا من قبل المستهلكين لشراء احتياجاتهم من الملابس والأحذية وغيرها من المشتريات التي يحتاجها المستهلك استعدادا لاستقبال عيد الفطر المبارك على الرغم من قيود حظر التجوال بالمساء التي فرضتها السلطات بسبب جائحة كورونا، وعلى الرغم من الفرحة التي يستقبل بها الناس العيد إلا أن هذه الفرحة وكما عبر عنها العديد من المستهلكين أصبحت غائبة في ظل ارتفاع الأسعار وسعي الخياطين ومحلات الملابس والأحذية إلى رفع الأسعار بشكل مبالغ فيه ما أنسى الكثيرين من أرباب العائلات فرحة العيد الحقيقة، وجعلهم يبحثون عن الخروج من مأزق العيد الذي يستدعي توفير الملابس الجديدة لأطفالهم وعائلاتهم, سيما في ظل الظروف التي تمر بها البلاد من حروب وأزمات وتوقف الأعمال بسبب وباء كورونا وخصوصًا العاملين في القطاع الخاص أو المعتمدين كلياً على الحوالات الخارجية من دول الخليج .

" قبلة الفقراء "
وباتت أسواق الملابس المستخدمة وبائعو الارصفة قِبلة الفقراء، للهرب من مذبحة الغلاء مع اقتراب حلول عيد الفطر المبارك وتشهد ازدحامًا كبيرًا من الأسر التي بدأت تتوافد لشراء متطلبات واحتياجات العيد، أبرزها الملابس، والتي تشهد أسعارها هذا العام ارتفاعًا كبيرًا جعل الكثير من الأسر تعود إلى منازلها دون أن تشتري قطعة واحدة بسبب الغلاء.

المواطنون اشتكوا من ارتفاع الأسعار وعدم قدرتهم على الشراء في ظل تهاوي العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، وازدياد رقعة الفقر والغلاء الفاحش الذي فرضته الحرب الجارية في اليمن.

" اصبح العيد همًا"
وفي هذا الصدد يقول أحمد علي أنا موظف متقاعد راتبي التقاعدي يبلغ ستين الف ريال يمني ، ولا أملك أي دخل أخر يساعدني على الإيفاء بمستلزمات العيد لأطفالي وعائلتي ، بالفعل لقد أصبح العيد هماً وذهبت فرحة العيد مع ارتفاع الأسعار, لأنني وبحسبة بسيطة لا استطيع الإيفاء بكل احتياجات أسرتي، فملابس ومستلزمات العيد تتجاوز حدود ميزانيتي كذلك ملابس النساء التي بلغت أسعارا مبالغا فيها إذ يصل ثوب المرأة الواحدة ( روب عادي ) إلى 25000ريال، أضف إلى ذلك أن الصرف يتضاعف مع دخول رمضان من مواد غذائية وما أن ينتهي رب الأسرة من التفكير في مصروفات رمضان حتى يدخل في دوامة العيد.

"غياب الرقابة"
ويؤكد  مطيع أبوبكر  أن السوق يتحدث عن نفسه والرقابة غائبة تماما ويقول خلال اليوم نزلت إلى السوق ودفعت قرابة مئة ألف وعندما عدت إلى البيت وجدت أن ما اشتريته لأسرتي لا يستأهل كل هذا المبلغ، ونفس المشتريات منذ ثلاث سنوات لم تكن تتجاوز الثلاثين ألف,  لا يعطي الحق للتاجر لرفع السعر كلما حصلنا على زيادات ثم أن هناك شرائح كثيرة وخصوصا المتقاعدين والعاملين في القطاع الخاص لم يحصلوا على أي زيادة وهنا كيف لهم أن يتعايشوا وهذا الغلاء الواضح في كل الجوانب سواء احتياجات العيد ومستلزمات الأسرة أو المواد الغذائية.

نتمنى أن تكون هناك رقابة صارمة على الأسواق لمنع هؤلاء التجار من العبث بمقدراتنا وفق أهوائهم.

"أسعار الأقمشة"
ويؤكد " سالم أحمد" أن أسعار الأقمشة زادت فترة العيد فقط إذ كان الثوب الواحد قبل شهر رمضان يصل إلى 13000 ريال وخلال شهر رمضان وصل إلى 20000، هذا عند بعض الخياطين فيما وصل عند البعض الأخر ولأقمشة معينة قرابة ال 30000 ، مع سعي الخياطين لاحتكار خامات معينة من الأقمشة حتى يتحكموا في أسعارها وفق ما يناسبهم.

ويضيف قائلا المشكلة ليست عند الخياطين وحسب بل نجدها عند المحلات الأخرى التي تبيع المعاوز والشمزان والغتر والنعالات (الصندل) والتي تجاوزت أسعارها حد المعقول فمن كان يصدق أن النعال (الصندل) تصل قيمتها عشرة ألاف ريال, بينما تفاوتت أسعار المعاوز بين 20000الى 50000 وبلغ قيمة الشميز 15000 ريال ,  وكم من الناس يستطيعون شراءها بهذه القيمة العالية التي من الممكن أن تكون دخلاً لإحدى الأسر الفقيرة التي لا يتجاوز دخلها الاربعين الفا  أو تلك التي تعتمد على رواتب المساعدات الاجتماعية وغيرها.

" التعامل بالعقل"
وتقول " أم علي "  نحن أربع أسر نعيش في بيت واحد ولك أن تتخيل احتياجات أربع اسر من الكساء والغذاء، ولك أن تتخيل كم نضع ميزانية لتغطية احتياجات الجميع اعتقد أن المبلغ ليس سهلا على الإطلاق ويتعدى ميزانية العائلة كاملة.

نناشد التجار أن يتعاملوا بالعقل وأن تتدخل الحكومة لوقف هذا الاستنزاف لجيوب المستهلكين الذين بات كثير منهم غير قادرين على الإيفاء بكل هذه الالتزامات.

وتضيف قائلة: " البعض حاول الاستغناء عن الكثير من الاحتياجات ولكن السؤال هل يستطيع الجميع الاستغناء كغيرهم مع العلم أن هناك شريحة كبيرة لم تستفد من الزيادات التي ارتفعت بناء عليها الأسعار بشكل مبالغ فيه وهل ستكون هذه الزيادات هي النهائية ام أنها سلسلة لا نعلم متى ستنتهي.

" العرض اقوى من الطلب "
ويرى  صلاح سالم أن كم العرض أصبح كبيرا جدا مقارنة بالسابق ولكن التنافس أصبح باتجاه رأسي بدلا من أن يكون لصالح المستهلك الذي يعاني من غلاء المعيشة وخصوصا أصحاب العائلات الكبيرة وأصحاب المداخيل المحدودة، والغلاء الذي نتحدث عنه مرتبط بالعيد وقبل ذلك برمضان مع العلم أن الكثير من السلع يمكن شراؤها بعد رمضان بأسعار اقل وخصوصا الملابس ومستلزمات العيد،  ويسعى العديد من التجار للاستفادة من هذه الفترة باعتبارها موسما لهم قد يوفر لهم دخل باقي السنة.

" أطفال بدون فرحة "
ترى علياء أحمد ان ارتفاع أسعار الملابس وغيرها من مستلزمات العيد أغتال فرحة العيد وخصوصًا الأطفال, وتضيف : " لكم ان تتخيلوا بدلة الطفل سنتين تبلغ سته ألاف ريال وضف اليها زوج حذاء بثلاثة الف , ناهيك عن أسعار ملابس البنات البدلة الواحدة بخمسة عشر الف ريال والحذاء بستة الآف " " أمر لا يطاق!"  وخصوصاً الأسر محدودة الدخل والذين يوجد لديهم أطفال كثر, 

" مبررات "
ويبرر أصحاب المحال التجارية أسباب ارتفاع الاسعار بسبب عدم وجود الواردات نظراً للحظر والتكلفة في النقل وفي الأجرة والزيادة في تعرفة الكهرباء والإيجارات وغيرها .

التعليقات