مجموعة نداء السلام العربية ترفض صفقة القرن

مجموعة نداء السلام العربية ترفض صفقة القرن
رام الله - دنيا الوطن
أصدرت مجموعة نداء السلام العربي بيانا بمناسبة الذكرى الثانية والسبعين للنكبة السوداء التي حلت بالشعب الفلسطيني عند قيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين في الخامس عشر من مايو / ايار عام 1948 .

وتضم مجموعة نداء السلام العربية أكثر من عشرين شخصية سياسية وثقافية وفكرية عربية من مختلف الدول العربية، بما في ذلك عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عن فلسطين. وقال البيان أن الذكرى الثانية والسبعين للنكبة السوداء التي حلت بالشعب الفلسطيني بقيام الاحتلال  على أرضه في الخامس عشر من مايو / ايار عام 1948 تأتي في ظل أوضاع فلسطينية وعربية ودولية غاية في الصعوبة والتعقيد فرضتها بكل عنف وتحد، تنامي عملية التطرف اليميني في إسرائيل، والتي تحولت تدريجيا إلى أعلى مراحل التطرف في ظل قيادة اليمين المتطرف بزعامة نتنياهو إلى شكل من أشكال التمييز العنصري غير المسبوق تمارس فيه الأبرتهايد حتى على اليهود أنفسهمز

وأضاف البيان أن سياسة الهوس والارتجال للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يفتقد لخصائص القائد لدولة عظمى، وضعت العالم بأسره أمام أخطار غير مسبوقة. فكل ما نشهده من توترات وتهديدات متبادلة بين الإدارة الأمريكية مع أكثر من دولة عظمى في العالم، وبخاصة الصين الشعبية والاتحاد الروسي، بما في ذلك لغة الاستخفاف والتهديد التي يمارسها الرئيس ترامب ضد من يعتبروا في دائرة الحلفاء هي مدعاة للشعور بالخطر الأكبر.

يضاف إلى ذلك اجتياح العالم لوباء الكورونا الذي يفرض على العالم إعادة وحدة الجهد الإنساني لمواجهته.. تسير الإدارة الأمريكية وحكومة التطرف في إسرائيل باتجاه معاكس بمواصلة جرائمها مستغلة بذلك انشغال العالم بجائحة الكورونا. وأكد البيان أن إدارة ترامب اتخذت جملة من الإجراءات العدوانية بحق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، في محاولة يائسة بفرض رؤية للسلام تحت عنوان " صفقة القرن " طبقا للرؤية الإسرائيلية المرفوضة بالجملة والتفاصيل، متجاهلا عمق وأبعاد الصراع وحجم التضحيات الفلسطينية التي استحقت مزيدا من القرارات على صعيد مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، والمكانة التي استحقتها فلسطين كدولة مراقب، إضافة إلى دورها الفاعل في منظمات الأمم المتحدة.

وأكدت المجموعة في بيانها أن مجموعة نداء السلام العربي ترى أن استهداف فلسطين منذ البدايات كان استهدافا للشعب العربي من المحيط إلى الخليج وفقا لمؤتمر الدول الأوروبية الاستعمارية السبعة في ابريل عام 1907 برئاسة كامبل بانرمان رئيس بريطانيا العظمى ... تلك الدول التي نظرت إلى أهمية السيطرة على الشرق الأوسط لاستمرار تأمين مستعمراتها... ولإستراتيجية المكان ولخطورة مواطني المنطقة الموحدين باللغة والدين واللسان.. وأيضا ما تم اكتشافه من شريان الصناعات الحديثة وهو النفط، والذي يجب السيطرة عليه، لذلك صدر تقرير كامبل بانرمان والذي نص على فقرات ثلاث:

1. إقامة حاجز بشري يفصل المشرق العربي عن مغربه ويحول دون تحقيق الوحدة العربية. ،

2. فرض الهيمنة على مقدرات وثروات شعوب المنطقة.

3. منع العرب من التطور والاستقرار، بحيث يكون الجسم البشري هو إسرائيل أداة للغرب وقاعدتهم المتقدمة، وعلى قاعدة هذه الرؤيا الإستراتيجية للاستعمار القديم والجديد كانت اتفاقية سايكس بيكو عام 1916 ، ووعد بلفور في نوفمبر 1917 ومؤتمر سان ريمو للمجلس الأعلى للحلفاء في الحرب العالمية الأولى في ابريل عام 1920 وعام 1923 وفرض انتداب الحلفاء على شعوب شرقنا الأوسط الخاضع للتجزئة بين بريطانيا والعصابات الصهيونية " البالماخ اشتيرن ارغون الهاجانا " والتي قامت بارتكاب مذابح ومجازر دموية ضد الشعب الفلسطيني.

كما حدث في دير ياسين والدوايمة والطنطورة.... الخ، وقامت بتدمير أكثر من 530 قرية ومحوها من الوجود وطرد مليون فلسطيني حتى تمكنت من قيام الكيان الصهيوني في الخامس عشر من مايو / ايار 1948 .

واطلق البيان نداء إلى الشعب الفلسطيني بالإسراع في ترتيب بيتهم الداخلي المهدد من كل فج وصوب، وتحصينه بقرارات شجاعة تفاجئ العالم، بأن البحث عن السلام في ارض السلام لا يعني الاستسلام، وأن إسرائيل التي داست على كل الاتفاقيات والتفاهمات عليها أن تدفع الثمن، وأن الوحدة الوطنية الفلسطينية اليوم لها الأولية، ودونها مراوحة في المكان، وثقتنا عالية بأن التجارب النضالية الغنية والإرث النضالي للأشقاء الفلسطينيين سيفرضهم مجددا الرقم الصعب في معادلة الصراع لعدالة قضيتهم وبسالة شعبهم .

كما وجه البيان دعوته للدول العربية الشقيقة أن تتحمل مسئولياتها أمام قضيتهم المركزية، وان تلتزم بقرارات القمم العربية وخاصة قمة عمان عام 1980 وقمة بغداد عام 1990 التي تنص على قطع العلاقة مع أي دولة تعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ، كما ندعو لعقد قمة عربية طارئة لمواجهة برنامج حكومة الثنائي الإسرائيلية ، المدعومة بشكل مطلق من الإدارة الأمريكية ذات البرنامج التهويدي والضم والتوسع الذي وضع على سلم أولوياته ضم المستعمرات وشمال البحر الميت والأغوار الشمالية، كما فعل ذلك عندما ضم القدس وأعلنها عاصمة أبدية للكيان الصهيوني، وكذا مرتفعات الجولان السورية التي ضمها وأعلنها تحت السيادة الإسرائيلية، الأمر الذي يهدد السلم العالمي والاستقرار في المنطقة حيث يصعب السيطرة عليه .

كما ندعو الى إحياء اتفاقية الدفاع العربي المشترك، وإعادة الاعتبار لمكتب المقاطعة مع اسرائيل ومحاربة التطبيع . كما نوجه ندائنا للأمين العام للأمم المتحدة وكل أعضاء المنظومة الدولية للقيام بواجباتها ومسؤولياتها لحماية الشعب الفلسطيني وتنفيذ القرارات ذات الشأن في حل الصراع بما يحفظ الأمن والسلم الدوليين، والاعتراف بدولة فلسطين كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة، وفرض العقوبات الصارمة ضد الكيان الصهيوني ووضعه تحت البند السابع لميثاق الأمم المتحدة، حيث أن إسرائيل تعمل خارج إطار القانون الدولي.

التعليقات