مخيمات اللاجئين في مواجهة فايروس (كورونا)
رام الله - دنيا الوطن
تقرير: عماد عفانة
في المخيمات المكتظة في قطاع غزة، يجد اللاجئون الفلسطينيون الذين يعيشون ظروفا صعبة أنفسهم أمام كارثة جديدة قد يولدها انتشار فيروس كورونا المستجد بين صفوفهم. ففي قطاع غزة الذي يؤوي اكثر من 1.4 مليون لاجئ فلسطيني ، ولحسن الحظ لم يتم تسجيل أي حالة إصابة بفايروس كورونا حتى الآن، حيث كانت وكالة (أونروا) الأممية حذرت من تفشي الفيروس في المخيمات الفلسطينية المكتظة، حيث يستحيل تطبيق العزل المنزلي، نظرا لكون المخيمات قد تحولت على مرّ السنين إلى أحياء عشوائية مكتظة بالسكان والأبنية والأسلاك الكهربائية المتشابكة.
إلا أن المخيمات، سواء المشيدة منازلها الملتصقة ببعضها البعض منذ عقود أو تلك الحديثة تبقى الأكثر عرضة لانتشار أوسع وأسرع للوباء، مع معاناة سكانها أساساً من نقص في الخدمات الأساسية، واعتمادهم على المساعدات الدولية بالدرجة الأولى.
وتفتقر المخيمات الفلسطينية التي تشهد كثافة سكانية مرتفعة إلى شبكات الصرف الصحي وإمدادات المياه الضرورية من أجل النظافة الشخصية لمواجهة الفيروس. ولا يساعد اكتظاظها على تطبيق إجراءات وقائية بينها التباعد الاجتماعي.
وفي غياب مستشفيات للأونروا خاصة باللاجئين، يتوجب نقل أي حالات قد تتعرض للاصابة بالفايروس إلى المستشفيات والمعازل التي جهزتها حكومة غزة المحاصرة، والتي تعاني أصلا من نقص الأسرة اللازمة لعلاج عدد كبير من المرضى ممن يحتاجون إلى عناية مركزة.
ففي مواجهة الوباء الذي تخطى عدد المصابين به حول العالم عتبة المليوني مصاب، تفتقر المخيمات لمنظمات إنسانية تعمل على توفير المساعدات الضرورية للاجئين، مثل توزيع مواد تنظيف كالصابون والمعقمات، حيث أن غالبية سكان المخيمات لا قدرة لهم على شراء مواد التعقيم في الحد الأدنى، مع ارتفاع أسعارها في خضم الإقبال الكثيف عليها، وفي ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يترنح منها قطاع غزة المحاصر.
اللجان الشعبية تطالب
من جانبها تطالب اللجان الشعبية في مخيمات اللاجئين الفلسطينين الأونروا بالعمل على تحمل مسؤولياتها اتجاه اللاجئين في ظل ما تعانيه المخيمات من مخاوف وقوع اصابات جراء فايروس كورونا.
وطالبتها برفع استعداداتها لتقديم المساعدات الطبية بالمخيمات من جهة كما طالبت بتقديم الدعم والاسناد الطارئ للمخيمات الثمانية من الجهة الاخرى، اعمالا لحالة الطوارئ القصوى لاتخاذ ما يلزم من اجراءات تجاه المخيمات التي تقع تحت وصاية ورعاية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الانروا، عبر توزيع المستلزمات الصحية كالمعقمات والكمامات على كل بيت في المخيمات، فضلا عن تعقيم الشوارع بشكل يومي، وتوفير طرود غذائية لجميع اللاجئين بشكل عام، نظرا للضرر العام الذي لحق بالجميع جراء تعطل اعمالهم.
الاونروا تناشد
من جانبها دعت الاونروا المانحين إلى تقديم الدعم للخطة التي تم إعدادها للتعامل مع الجائحة، حيث عقدت اجتماعات معهم مؤخراً معهم من أجل هذا الغرض.
وكانت الاونروا حذرت من وصول الوباء إلى قطاع غزة لانه قد يكون مخيفاً نتيجة الاكتظاظ السكاني، وكذلك محدودية النظام الصحي القائم في غزة.
ويقتصر عمل الاونروا حاليا على التواصل المباشر مع وزارة الصحة، ومنظمة الصحة العالمية وشركائها الآخرين للوصول الى مقاربات مهمة ومساعِدة على احتواء الأزمة.
ورغم ان الجائحة زادت ظروف اللاجئين تعقيدا الا ان اللاجئين يفتقدون تحركا ملموسا للاونروا لصالح الوقاية والاستجابة، حيث لم تنظم حملات للفحص والاختبار، ولم تساهم في عزل اي من مخيمات اللاجئين ولوعلى سبيل المناورة، حيث لا نعرف بوضوح كيف سيكون الوضع في المستقبل إذ كما رأينا في دول أخرى، منحى الجائحة شديد للغاية.
فهل تكتفي الاونروا بالجهود التي تقوم بها الصحة الحكومية لغزة ، ويبدوا ان الاونروا باتت تكتفي بالعمل والتعاون مع الجهات ذات الاختصاص، رغم ان على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ان يتحمل مسؤولية سلامة اللاجئين، فهل باتت الأونروا تكتفي بتشجيع مؤسسات أهلية للقيام بأدوار الوكالة، وتحميل الدول المضيفة عبء تقديم الخدمات بدلاً عن الوكالة.
وهل ستكتفي الاونروا بإجراءاتها المتواضعة التي اتخذتها مراكز الرعاية الأولية التابعة لها للحد من انتشار فايروس كورونا في قطاع غزة، فهي حتى لم توفر أدوات الحماية الشخصية مثل الكمامات والملابس الواقية لعامة الناس كما وفرتها للذين يعملون في خط المواجهة الأول ويقدمون الخدمات الطبية.
والسؤال الذي يطرج نفسه، الأونروا جزء من بروتوكولات منظمة الصحة العالمية فلماذا لم تقوم باستثمار هذه العلاقة والتقدم بطلب الدعم المالي واللوجستي من المنظمة، وهذه أولوية ويمكن الإستجابة لها وعلى جناح السرعة بسبب الخطورة التي تهدد الجميع؟!.
وهل سيبقى جمهور اللاجئين صامتين ازاء اكتفاء الأونروا بالقيام بأدوار "احترازية ووقائية فقط في ظل حالة طوارئ تتطلب ادوارا أخرى.
منع الاكتظاظ
ومع تعطل عمل المدارس فقد حولت الاونروا بعضها لاستقبال الحالات المرضية في الجهاز التنفسي كي لا يختلطوا بعامة المرضى الذين يرتادون العيادات الصحية.
ولاحقا باتت العيادات تتلقى اتصالات المرضى لتقوم بارسال الادوية الخاصة بهم الى بيوتهم في الازقة والمخيمات خصوصا اولئك المصابين بالامراض المزمنة.
اما اولئك الذين حالفهم الحظ وباتوا يتلقون المساعدات الغذائية من الاونروا، فقد خصصت الاونروا مقاولين لايصال المساعدات الى بيوتهم للحيولة دون حضورهم الى مقرات التوزيع مع ما يصاحب ذلك من اكتظاظ وتزاحم قد يكون وبالا عليهم.
حملات تعقيم محدودة
في أزقة لا تكاد تصل إليها الشمس بمخيم الشاطئ الذي يعيش فيه قرابة 90 ألف لاجئ في قطاع غزة قام عمال قطاع الصحة في الأونروا وهم يرتدون أردية واقية تغطيهم من الرأس إلى القدمين برش المطهرات على سيارات الأمم المتحدة فقط رغم ان حملات التعقيم كان يجب ان تطال جميع مرافق المخيم شوارعه منازله وسياراته.
ازمة مالية
المشكلة الكبرى للاونروا المتمثلة في نقص الموارد ونقص التمويل، يصاحبه الان نقص المواد في السوق العالمي حالياً، كمواد الحماية والوقاية وكذلك مجموعات الفحص، وأجهزة التنفس الصناعي ونقصها عالمياً.
وباتت الاونروا تبحث عن الجانب المادي لتحضر المواد الطبية والأجهزة وغيرها، كجزء من خطتها لمواجهة الجائحة، ويا للمفارقة كانت الاونروا تجمع التبرعات لاطعام اللاجئين اما الان فهي تجمع الاموال لعلاجهم فقط، رغم ان 50% من السكان عاطلون عن العمل، حيث تسود الخشية من انخفاض المساعدات المتضائلة التي يتلقونها من الأونروا مع استمرار الأزمة الصحية وتغير أولويات المانحين، حيث تواجه ميزانية الأونروا عرقلة منذ سنوات وسط تراجع المانحين في ظل تفاقم ال صراعات الأخرى في سوريا واليمنو ليبيا وغيرها، علما أن مشاكلها الأونروا المالية تصاعدت بعد 2018 حين أوقفت الولايات المتحدة أكبر المانحين للوكالة مساعداتها السنوية البالغة 360 مليون دولار
فهل تراهن الأونروا على قدرة اللاجئين البالغ عددهم نحو 6 ملايين لاجئ على التأقلم لأنهم يتعاملون مع ذلك منذ سنوات طويلة، فهم يعيشون في 58 مخيما مسجلا لدى الأونروا في أنحاء الضفة الغربية ولبنان وسوريا والأردن، 8 منها في قطاع غزة. يعيشون ظروف بالغة الصعوبة منذ 14 سنة ، حيث باتوا يتمتعون بالمرونة لأن عليهم البقاء على قيد الحياة، ويعلمون كيف يفعلون ذلك، فيما الأونروا لم تقم حتى الان بأي حملة لتعقيم المخيمات ولم تجند مزيد من العمال للمحافظة على نظافة المخيمات في إطار جهود مكافحة الوباء.
وكانت الاونروا أطلقت نداءات عاجلة من أجل توفير التمويل لها وقالت إنها تحتاج 14 مليون دولار على مدار ثلاثة أشهر بصفة مبدئية للتصدي للمرض في المخيمات في وقت تواجه فيه الأونروا أسوأ أزمة مالية في تاريخها.
رغم ذلك فان التدابير الاحترازية التي اتخذتها الاونروا بما في ذلك إغلاق جميع المدارس التي تديرها وتوصيل الأدوية والمساعدات الغذائية مباشرة لبيوت اللاجئين لتقليل التجمعات عند مراكز التوزيع تبدوا غير كافية في ظل تنامي حدة البطالة بين اللاجئين، ما ادى الى زيادة حدة الفقر بين اللاجئين الذين يرزحون تحت وطأة المعاناة المتفاقمة من جانب وبين عدم قيام الأونروا الموكلة بتشغيلهم واغاثتهم بدورها الانساني كما يجب.
تقرير: عماد عفانة
في المخيمات المكتظة في قطاع غزة، يجد اللاجئون الفلسطينيون الذين يعيشون ظروفا صعبة أنفسهم أمام كارثة جديدة قد يولدها انتشار فيروس كورونا المستجد بين صفوفهم. ففي قطاع غزة الذي يؤوي اكثر من 1.4 مليون لاجئ فلسطيني ، ولحسن الحظ لم يتم تسجيل أي حالة إصابة بفايروس كورونا حتى الآن، حيث كانت وكالة (أونروا) الأممية حذرت من تفشي الفيروس في المخيمات الفلسطينية المكتظة، حيث يستحيل تطبيق العزل المنزلي، نظرا لكون المخيمات قد تحولت على مرّ السنين إلى أحياء عشوائية مكتظة بالسكان والأبنية والأسلاك الكهربائية المتشابكة.
إلا أن المخيمات، سواء المشيدة منازلها الملتصقة ببعضها البعض منذ عقود أو تلك الحديثة تبقى الأكثر عرضة لانتشار أوسع وأسرع للوباء، مع معاناة سكانها أساساً من نقص في الخدمات الأساسية، واعتمادهم على المساعدات الدولية بالدرجة الأولى.
وتفتقر المخيمات الفلسطينية التي تشهد كثافة سكانية مرتفعة إلى شبكات الصرف الصحي وإمدادات المياه الضرورية من أجل النظافة الشخصية لمواجهة الفيروس. ولا يساعد اكتظاظها على تطبيق إجراءات وقائية بينها التباعد الاجتماعي.
وفي غياب مستشفيات للأونروا خاصة باللاجئين، يتوجب نقل أي حالات قد تتعرض للاصابة بالفايروس إلى المستشفيات والمعازل التي جهزتها حكومة غزة المحاصرة، والتي تعاني أصلا من نقص الأسرة اللازمة لعلاج عدد كبير من المرضى ممن يحتاجون إلى عناية مركزة.
ففي مواجهة الوباء الذي تخطى عدد المصابين به حول العالم عتبة المليوني مصاب، تفتقر المخيمات لمنظمات إنسانية تعمل على توفير المساعدات الضرورية للاجئين، مثل توزيع مواد تنظيف كالصابون والمعقمات، حيث أن غالبية سكان المخيمات لا قدرة لهم على شراء مواد التعقيم في الحد الأدنى، مع ارتفاع أسعارها في خضم الإقبال الكثيف عليها، وفي ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يترنح منها قطاع غزة المحاصر.
اللجان الشعبية تطالب
من جانبها تطالب اللجان الشعبية في مخيمات اللاجئين الفلسطينين الأونروا بالعمل على تحمل مسؤولياتها اتجاه اللاجئين في ظل ما تعانيه المخيمات من مخاوف وقوع اصابات جراء فايروس كورونا.
وطالبتها برفع استعداداتها لتقديم المساعدات الطبية بالمخيمات من جهة كما طالبت بتقديم الدعم والاسناد الطارئ للمخيمات الثمانية من الجهة الاخرى، اعمالا لحالة الطوارئ القصوى لاتخاذ ما يلزم من اجراءات تجاه المخيمات التي تقع تحت وصاية ورعاية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الانروا، عبر توزيع المستلزمات الصحية كالمعقمات والكمامات على كل بيت في المخيمات، فضلا عن تعقيم الشوارع بشكل يومي، وتوفير طرود غذائية لجميع اللاجئين بشكل عام، نظرا للضرر العام الذي لحق بالجميع جراء تعطل اعمالهم.
الاونروا تناشد
من جانبها دعت الاونروا المانحين إلى تقديم الدعم للخطة التي تم إعدادها للتعامل مع الجائحة، حيث عقدت اجتماعات معهم مؤخراً معهم من أجل هذا الغرض.
وكانت الاونروا حذرت من وصول الوباء إلى قطاع غزة لانه قد يكون مخيفاً نتيجة الاكتظاظ السكاني، وكذلك محدودية النظام الصحي القائم في غزة.
ويقتصر عمل الاونروا حاليا على التواصل المباشر مع وزارة الصحة، ومنظمة الصحة العالمية وشركائها الآخرين للوصول الى مقاربات مهمة ومساعِدة على احتواء الأزمة.
ورغم ان الجائحة زادت ظروف اللاجئين تعقيدا الا ان اللاجئين يفتقدون تحركا ملموسا للاونروا لصالح الوقاية والاستجابة، حيث لم تنظم حملات للفحص والاختبار، ولم تساهم في عزل اي من مخيمات اللاجئين ولوعلى سبيل المناورة، حيث لا نعرف بوضوح كيف سيكون الوضع في المستقبل إذ كما رأينا في دول أخرى، منحى الجائحة شديد للغاية.
فهل تكتفي الاونروا بالجهود التي تقوم بها الصحة الحكومية لغزة ، ويبدوا ان الاونروا باتت تكتفي بالعمل والتعاون مع الجهات ذات الاختصاص، رغم ان على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ان يتحمل مسؤولية سلامة اللاجئين، فهل باتت الأونروا تكتفي بتشجيع مؤسسات أهلية للقيام بأدوار الوكالة، وتحميل الدول المضيفة عبء تقديم الخدمات بدلاً عن الوكالة.
وهل ستكتفي الاونروا بإجراءاتها المتواضعة التي اتخذتها مراكز الرعاية الأولية التابعة لها للحد من انتشار فايروس كورونا في قطاع غزة، فهي حتى لم توفر أدوات الحماية الشخصية مثل الكمامات والملابس الواقية لعامة الناس كما وفرتها للذين يعملون في خط المواجهة الأول ويقدمون الخدمات الطبية.
والسؤال الذي يطرج نفسه، الأونروا جزء من بروتوكولات منظمة الصحة العالمية فلماذا لم تقوم باستثمار هذه العلاقة والتقدم بطلب الدعم المالي واللوجستي من المنظمة، وهذه أولوية ويمكن الإستجابة لها وعلى جناح السرعة بسبب الخطورة التي تهدد الجميع؟!.
وهل سيبقى جمهور اللاجئين صامتين ازاء اكتفاء الأونروا بالقيام بأدوار "احترازية ووقائية فقط في ظل حالة طوارئ تتطلب ادوارا أخرى.
منع الاكتظاظ
ومع تعطل عمل المدارس فقد حولت الاونروا بعضها لاستقبال الحالات المرضية في الجهاز التنفسي كي لا يختلطوا بعامة المرضى الذين يرتادون العيادات الصحية.
ولاحقا باتت العيادات تتلقى اتصالات المرضى لتقوم بارسال الادوية الخاصة بهم الى بيوتهم في الازقة والمخيمات خصوصا اولئك المصابين بالامراض المزمنة.
اما اولئك الذين حالفهم الحظ وباتوا يتلقون المساعدات الغذائية من الاونروا، فقد خصصت الاونروا مقاولين لايصال المساعدات الى بيوتهم للحيولة دون حضورهم الى مقرات التوزيع مع ما يصاحب ذلك من اكتظاظ وتزاحم قد يكون وبالا عليهم.
حملات تعقيم محدودة
في أزقة لا تكاد تصل إليها الشمس بمخيم الشاطئ الذي يعيش فيه قرابة 90 ألف لاجئ في قطاع غزة قام عمال قطاع الصحة في الأونروا وهم يرتدون أردية واقية تغطيهم من الرأس إلى القدمين برش المطهرات على سيارات الأمم المتحدة فقط رغم ان حملات التعقيم كان يجب ان تطال جميع مرافق المخيم شوارعه منازله وسياراته.
ازمة مالية
المشكلة الكبرى للاونروا المتمثلة في نقص الموارد ونقص التمويل، يصاحبه الان نقص المواد في السوق العالمي حالياً، كمواد الحماية والوقاية وكذلك مجموعات الفحص، وأجهزة التنفس الصناعي ونقصها عالمياً.
وباتت الاونروا تبحث عن الجانب المادي لتحضر المواد الطبية والأجهزة وغيرها، كجزء من خطتها لمواجهة الجائحة، ويا للمفارقة كانت الاونروا تجمع التبرعات لاطعام اللاجئين اما الان فهي تجمع الاموال لعلاجهم فقط، رغم ان 50% من السكان عاطلون عن العمل، حيث تسود الخشية من انخفاض المساعدات المتضائلة التي يتلقونها من الأونروا مع استمرار الأزمة الصحية وتغير أولويات المانحين، حيث تواجه ميزانية الأونروا عرقلة منذ سنوات وسط تراجع المانحين في ظل تفاقم ال صراعات الأخرى في سوريا واليمنو ليبيا وغيرها، علما أن مشاكلها الأونروا المالية تصاعدت بعد 2018 حين أوقفت الولايات المتحدة أكبر المانحين للوكالة مساعداتها السنوية البالغة 360 مليون دولار
فهل تراهن الأونروا على قدرة اللاجئين البالغ عددهم نحو 6 ملايين لاجئ على التأقلم لأنهم يتعاملون مع ذلك منذ سنوات طويلة، فهم يعيشون في 58 مخيما مسجلا لدى الأونروا في أنحاء الضفة الغربية ولبنان وسوريا والأردن، 8 منها في قطاع غزة. يعيشون ظروف بالغة الصعوبة منذ 14 سنة ، حيث باتوا يتمتعون بالمرونة لأن عليهم البقاء على قيد الحياة، ويعلمون كيف يفعلون ذلك، فيما الأونروا لم تقم حتى الان بأي حملة لتعقيم المخيمات ولم تجند مزيد من العمال للمحافظة على نظافة المخيمات في إطار جهود مكافحة الوباء.
وكانت الاونروا أطلقت نداءات عاجلة من أجل توفير التمويل لها وقالت إنها تحتاج 14 مليون دولار على مدار ثلاثة أشهر بصفة مبدئية للتصدي للمرض في المخيمات في وقت تواجه فيه الأونروا أسوأ أزمة مالية في تاريخها.
رغم ذلك فان التدابير الاحترازية التي اتخذتها الاونروا بما في ذلك إغلاق جميع المدارس التي تديرها وتوصيل الأدوية والمساعدات الغذائية مباشرة لبيوت اللاجئين لتقليل التجمعات عند مراكز التوزيع تبدوا غير كافية في ظل تنامي حدة البطالة بين اللاجئين، ما ادى الى زيادة حدة الفقر بين اللاجئين الذين يرزحون تحت وطأة المعاناة المتفاقمة من جانب وبين عدم قيام الأونروا الموكلة بتشغيلهم واغاثتهم بدورها الانساني كما يجب.
التعليقات