"الديمقراطية" إقليم أوروبا/دائرتا أميركا الشمالية واللاتينية تصدر بياناً بالذكرى 72 للنكبة

"الديمقراطية" إقليم أوروبا/دائرتا أميركا الشمالية واللاتينية تصدر بياناً بالذكرى 72 للنكبة
رام الله - دنيا الوطن
أصدرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، إقليم أوروبا/دائرتي أميركا الشمالية واللاتينية بياناً بالذكرى 72 للنكبة.

وفيما يلي نص البيان الذي وصل "دنيا الوطن" نسخة عنه:

في ال 15 من أيار 2020، يحيي الشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده، الذكرى ال 72 للنكبة الفلسطينية الكبرى، التي شكلت أكثر المحطات إيلاما في القرن العشرين، بفعل ما ارتكبته العصابات الصهيونية من مجازر وتطهير عرقي وتشريد بحق الشعب الفلسطيني وأرضه، بحيث أعلن في ذروة هذه المجازر، عن قيام "دولة إسرائيل"، على أنقاض الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وعلى جماجم الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، الذين دفعوا ثمن المصالح الإمبريالية العالمية، وتقاطعاتها مع مشروع الحركة الصهيونية، في ظل صمت عالمي مهين.

فقد أتى ال 15 من أيار من العام 1948، ليتوج سلسة المجازر، التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني، والتي نفذتها العصابات الصهيونية المسلحة، والمدعومة من الإمبريالية الإنجليزية والامريكية، والتي سقط ضحيتها اللآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل، فضلا عن تدمير أكثر من 500 قرية فلسطينية بالكامل، وتهجير أكثر من 750 ألف مواطن فلسطيني، وتحويلهم الى لاجئين في جميع انحاء العالم، وهذا ما شكل نقطة تحول كبيرة، ليس فقط على صعيد الشعب الفلسطيني، انما على صعيد المنطقة العربية ككل وربما العالم.

واليوم، مازال الشعب الفلسطيني يعيش فصولا مستمرة من مسلسل المعاناة ، الذي بدأ بفعل النكبة الفلسطينية الكبرى، والمستمر في ظل تصاعد الإرهاب الصهيوني، بحق الشعب الفلسطيني وأرضه وحقوقه الوطنية، اذ لم يتوقف شلال الدم الفلسطيني النازف، على امتداد 72 عاما، والذي تعرض خلاله الشعب الفلسطيني الى جميع اشكال الارهاب، ومحاولات انهاء قضيته، وطمس حقوقه الوطنية، في ظل استمرار للصمت العالمي، الذي فشل الى الآن في منح الشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية والحماية الدولية، التي مازالت تقف على اعتاب الاستنكارات والادانات اللفظية، لجميع الممارسات الاجرامية، التي تقوم بها الحكومات الصهيونية المتعاقبة، التي تتنكر بشكل مستمر لجميع القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، والتي تمنح الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره، في دولته المستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران من العام 1967 بعاصمتها القدس، وإيجاد حل عادل للاجئين الفلسطينيين وفقا للقرار الاممي 194.

ان الشعب الفلسطيني اليوم، وهو يحيي هذه المناسبة الأليمة، يتعرض لهجمة صهيونية شرسة، تستهدف جميع حقوقه الوطنية، من خلال ما بات يعرف ب"صفقة القرن" الامريكية أو رؤية "ترامب-نتنياهو"، التي تهدف الى نسف جميع الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وتحويله الى تجمعات بشرية تعيش في عوازل، ضمن ما يسمى "دولة إسرائيل الكبرى"، تكريسا لدولة الفصل العنصري "الابارتهايد"، في تحدي صارخ لقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.

هذه الهجمة التي بدأت بنقل الولايات المتحدة الامريكية سفارتها من تل ابيب الى القدس المحتلة في 14 مايو 2018، واعلانها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، واقفال مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، ووقف جميع المساعدات عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا"، بما فيها تلك المقدمة للمستشفيات في مدينة القدس المحتلة، وإعادة تعريف اللاجئين الفلسطينيين، باعتبارهم فقط الذين ولدوا قبل عام 1948 أي قبل نكبة فلسطين، بالإضافة لتشريع الاستيطان واعتباره لا يخالف القانون الدولي، في ضرب للقرار الاممي 2334 الذي يدين الاستيطان باعتباره نشاطا غير شرعي في أراض محتلة، وآخرها التوقيع على بند في إطار "حكومة الوحدة" الإسرائيلية الجديدة التي يجري العمل على تشكيلها بين رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" ورئيس تحالف أزرق ابيض "بني غانتس"، يتعلق بتقديم خطط لضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك المستوطنات الإسرائيلية الغير قانونية، بدءًا من 1 يونيو المقبل.

إن احياء ذكرى النكبة الفلسطينية الكبرى في هذا العام، تتطلب خطوات عملية وميدانية تستنهض جميع عناصر القوة الفلسطينية، من أجل مواجهة خطر "نكبة أخرى"، تحاك ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية، وأصبحت جميع مؤشراتها واضحة، وذلك من خلال الانتقال الفوري من مربع التهديد اللفظي، الى مربع انتهاج استراتيجية نضالية وطنية بديلة، تبدأ بترجمة جميع قرارات المجلسين الوطني بدورته (23) والمركزي بدورتيه (27+28)، لما تمثله من قرارات الاجماع الوطني الفلسطيني، وذلك  بوقف العمل باتفاق "أوسلو" وسحب الاعتراف بدولة اسرائيل ووقف كافة اشكال التنسيق الأمني مع دولة الاحتلال الاسرائيلي، ووقف العمل ببروتوكول باريس الاقتصادي، وإنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية وذلك بالإسراع الى تشكيل حكومة وحدة وطنية تأخذ على عاتقها مهمة التحضير لإنجاز انتخابات شاملة تقوم على أساس قانون التمثيل النسبي الكامل، واحتضان الهبات الجماهيرية الفلسطينية وتطويرها الى انتفاضة فلسطينية ثالثة، وتصعيد الاشتباك السياسي في المحافل الدولية.

ان ذكرى النكبة الفلسطينية، كانت وستبقى الشاهد على وحشية الاحتلال الإسرائيلي وإجرامه بحق الشعب الفلسطيني وأرضه، والشاهد الحي على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، التي بذل في سبيلها الشعب الفلسطيني آلاف الشهداء، والأسرى والجرحى، وتحمل مرارة اللجوء، وسيبقى الشعب الفلسطيني، وعلى الرغم من آلامه ومعاناته المتواصلة، متمسكا بجميع حقوقه الوطنية، ومتمسكا في خيار المقاومة والانتفاضة الشعبية، يتناقل رايتها جيلا بعد جيل، فالكبار يستشهدون والصغار يستمرون على درب المقاومة، حتى انجاز المشروع الوطني الفلسطيني، وإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران من العام 1967 بعاصمتها القدس وتحقيق حق عودة اللاجئين الى الأراضي والممتلكات التي هجروا منها عام 1948 عملا بالقرار الاممي 194.

 المجد للمقاومة الباسلة

الخلود للشهداء الابرار

والحرية للأسرى الابطال

التعليقات