متى وأين كان أول منع تجول في الإسلام؟

متى وأين كان أول منع تجول في الإسلام؟
أرشيفية
جاء فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة، بدون قتال، بعد أن امتثل كفار قريش لدعوة الرسول - صلى الله عليه وسلم - التي حملها أبو سفيان إلى قومه أن من دخل المسجد الحرام فهو آمن، ومن دخل دار أبى سفيان فهو آمن، ومن أغلق عليه داره فهو آمن.

يقول مدير مركز تاريخ مكة المكرمة التابع لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فواز الدهاس في حديث نقلته صحيفة "سبق" السعودية: عندما عزم الرسول - صلى الله عليه وسلم - لفتح مكة في العام الثامن الهجري، ووصل إلى مرّ الظهران بالجيش، توافدت إليه وفود قريش تحاول أن تثنيه عن دخول مكة، لكن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أصرّ على ذلك وأبلغ أبا سفيان الذي كان رئيس وفد قريش بعزمه على دخول مكة.

وقد قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم - إن أبا سفيان رجل يحب الفخر فأعطه شيئًا يفتخر به على قومه، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: يا أبا سفيان، اذهب إلى مكة وأبلغ قومك بأن من دخل المسجد الحرام فهو آمن، ومن أغلق عليه داره فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ثم قال الرسول صلى الله عليه وسلم لعمه العباس: احبس أبي سفيان عند خطم الجبل ليرى جيش المسلمين وليجعل الرعب في قلبه، فمرّت فرق الجيش الإسلامي واحداً تلو الآخر، وكان أبو سفيان يسأل العباس: من هولاء؟ فيقول العباس: هؤلاء بنو فلان وقائدهم فلان، حتى إذا اكتمل الجيش الإسلامي أطلق العباس أبا سفيان الذي اتجه مسرعاً إلى مكة يخبر قومه بجيش المسلمين.

وأضاف "الدهاس": دخل الرسول- صلى الله عليه وسلم- بجيشه إلى مكة حتى وصل وخيم عند بئر طوى، ثم وزع الرسول الجيش من هناك بعد أن بات ليلته قبل فتح مكة، ثم عاد الرسول أدراجه حتى دخل مكة من ثنية أذاخر، ولما أقبل على كدا "الحجون" أخبره الصحابة بأن مكة خالية من الناس، وأن الناس في بيوتهم وفي المسجد الحرام امثالاً لدعوة أبي سفيان الذي وجه الرسول بها إلى قريش.

ويواصل "الدهاس": بعد ذلك دخل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الحرام وخطب خطبته الشهيرة بقوله: "ما تظنون أني فاعل بكم؟" فردوا: قالوا: خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: اذهبوا فأنتم الطلقاء".

وأشار مدير مركز تاريخ مكة إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم دخل مكة بدون قتال، وأمّن أهلها بذلك النظام الذي دعا إليه بـ"منع التجول" قبل دخوله مكة عندما قال لأبي سفيان: "أبلغ قومك أن من دخل المسجد الحرام فهو آمن، ومن أغلق عليه داره فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن". وكان نظاماً لا يهدف إلى غايات دنيوية وإنما يهدف لحفظ حقوق الإنسان كإنسان، فقريش في هذه الفترة لم تٌسلِم بعد، وقد لقي منهم الرسول الأذى، فكان حريّاً أن يقاتلهم وينتقم منهم، ولكن رسالته صلى الله عليه وسلم لم تكن لهذا الغرض، وإنما رسالته كانت للإسلام والسلام، فدخل الناس في دين الله أفواجاً.

التعليقات