الثقافة الجماعية

الثقافة الجماعية
الثقافة الجماعية
 د. يسر الغريسي حجازي

" ان اللطف فضيلة وهي أفضل طريقة للدفاع عن الإنسانية. واللطف من شيم النبلاء والأقوياء. دعونا ننتمي لتلك القلوب الدافئة والمتفائلة."

هل اللطف فضيلة أم ضعف في القلب؟ ما هو المطلوب لنكون لطفًاء مع الآخرين؟ ما الذي يمنعنا من ذلك، وما هي فوائد اللطف؟ ومع ذلك، من السهل أن نكون لطفاء: ما علينا سوى فهم مشاعرنا وإدارتها، وإتقان ضبط النفس وإظهار حالة ذهنية خيرة لنا وكذلك للآخرين.

وحتي نستطيع انجاح تلك الحالة الذهنية، لا بد من تطبيقها على حياتنا اليومية لتصبح  جزءًا من عاداتنا و سمة من سمات شخصيتنا. ومع ذلك ، فإن إظهار اللطف هو في المقام الأول فائدة لصحتنا، وإيماءة اللطف للآخرين. لكن في الوقت الحاضر، يُنظر إلى اللطف على أنه شعور بالضعف، ويشعر الشخق الرقيق بأنه يتم التلاعب به واستغلاله لفائدة الاخرين. يبدو الأمر كما لو كنا خائفون من الآخرين لأنهم قد يضرون بنا، أو أنهم قد يسرقون رفاهيتنا الداخلية. في الواقع، تجعلنا فضيلة اللطف أقوياء ومتفائلون وسعداء في حياتنا الشخصية لأننا نتعلم التعرف على احتياجات  من هم من حولنا. ذلك يمنحنا سعادة كبيرة، وتتجدد تلك السعادة في كل مرة نقوم فيها بجبر خواطر الناس. نعم، ان اللطف هو مفتاح السعادة لأنه يساهم في تماسك المجتمع، وفي فهم مشاعر الآخرين ومشاطرة شعورهم. يجب أن نمنح اللطف بدون شروط أو توقعات، لأن انتظار العودة يمكن أن يجعلنا نشعر بخيبة أمل ويضعفنا. يجب أن نعلم أن العطاء يعني المساهمة في العيش في عالم أكثر إنسانية ووحدة.

أن نكون طيبون لا يتطلب الكثير من الجهد، لأن ببساطة يمكن أن يكون جزءًا من مواقفنا وقيمنا دون المساس بنا. في علم النفس الإيجابي ، يُنظر إلى اللطف على أنه قوة يمكن استخدامها بسخاء بلا نهاية، لأن سعادة الآخرين هي لنا أيضًا. واللطف ينمي التسامح والسيطرة على النفس في حالات الصراع. لذلك فهي قوة شخصية وليست ضعفًا، نظرًا  لمعرفة كيفية التراجع عن سلوك متهور حتى لا نخلق صراعات و ذلك يدل على قوة استثنائية وثقة كبيرة. في القيادية القوية ، علي الشخص الذي يمثل المجموعة قويًا ومتواصلًا ومصلحًا دائمًا مع كل عضو في المجموعة. علي سبيل المثال خلال الحملات الانتخابية والسياسية ، فإن أكثر المرشحين الذي يتم اختيارهم المحبوبين و أولئك الأقرب إلى القلوب، والذين يظهرون مواقف إنسانية في الإيماءات الطبيعية. بحكم فضيلة اللطف الذي يفوز به المرشحون في الانتخابات، ذلك ما يفسر أن اللطف هو بالفعل عملية تعلم طويلة. كما ان قلة اللطف يمكن أن تجعلنا نخسر، ما استغرقنا وقتًا طويلاً لكسب الثقة والمصدقية ووالمثالية في داخل الاسرة، في العمل وفي المجتمع. في حين أن لفتة واحدة من الإحسان، يمكن أن تكسبنا ثقة الآخرين وتسمح لنا بالمضي قدمًا في مشاريعنا الشخصية. ومع ذلك، يمكن أن يكون اللطف خطة هجوم كبيرة، لاسقاط خصمًا سيئًا. كلما ابتعدنا من الغضب كلما اكتسبنا احترام الآخرين، وذلك في كل المجالات. في بعض الصراعات، يمكن أن يكون هناك رد لطيف من الطرف الثاني مقابل سلوكنا الهمجي  في امور لا تعجبنا. ان تاثير هذه المعاملة اللطيفة، ياتي مثل الصفعة علي الوجه لانه يكبح جماح الطرف الاول ليعيده الي الالتزام واحترام الجلسة.

لدينا كل شيء لنكسبه من خلال التلطف ومجاملة الاخرين، وكل شيء لنخسره عندما ننخرط في ظلام الغضب، لأننا نخلق صراع وعدو محتمل. عندما يكون كل شيء في غاية البساطًة، قد يمنحنا ذلك الأمر وقتًا للتفكير من اجل التصرف بمنطق. يجب ألا ننسى أبدًا، أن كل واحد منا يمكنه أن يخطئ  في تفسير أي موقف، وأن تغزوه عواطف سلبية و كبرياء في غير محله. وغني عن القول، أن هناك العديد من الأشخاص الذين يستخدمون المعاملة اللطيفة لكسب الثقة واحترام الاخرين في سبيل الفوز بفرص جديدة. علاوة على ذلك، يساهم اللطف في تعزيز قدرتنا على التعاطف، وتطوير العقل وتسهيل التفاعلات الاجتماعية.

كما نحتاج جميعًا إلى الطاقة الإيجابية لنشعر بالسعادة، و اللطف عامل أساسي في الشعور بالثقة والاستعداد للازدهار مع الآخرين. كما يعزز التعاطف شعور الانتماء ويسهل العلاقات البناءة مع من هم من حولنا. باختصار، إن التأدب يكسبنا احترام الآخرين، ويثير إعجاب القائد في العمل. كما ان اللطف قوة وموهبة، تعلمنا كيفية العيش  بسعادة وتساهم في التماسك جتماعي والمثالية في القيم الاخلاقية.

التعليقات