105 أعوام على انتصار الليبيين على الإيطاليين بمعركة القرضابية

105 أعوام على انتصار الليبيين على الإيطاليين بمعركة القرضابية
توضيحية
في نهاية القرن التاسع عشر كانت ليبيا هى الجزء الوحيد من الوطن العربي في شمال أفريقيا الذي لم يلحق به احتلال بعد، ولقربها من إيطاليا فقد كانت محط مطمع لها، وكانت إيطاليا آخر الدول الأوروبية التي دخلت مجال التوسع الاستعماري.

وتم لها احتلال ليبيا في 1911 وأدرك الليبيون أن عليهم أن ينظموا صفوفهم ويتولوا بأنفسهم المقاومة، وقد اشتدت مقاومة الليبيين للقوات الإيطالية، ولما دخلت إيطاليا الحرب العالمية الأولى 1915م حاولت تركيا استغلال الحركة السنوسية التى كانت بقيادة السيد أحمد الشريف السنوسي فمارست تركيا عليه بعض الضغوط ثم تنازل عن الزعامة لإدريس السنوسي وقاد الجهاد نيابة عنه في المنطقة الشرقية المجاهد عمر المختار بحسب تقرير "المصري اليوم".

وفي المنطقة الغربية قاد الجهاد سليمان باشا البارونى، وفي سياق المواجهات بين المجاهدين الليبيين وقوات الاحتلال الإيطالى كانت معركة «القرضابية» في المنطقة الوسطى والتى تعتبر معركة فاصلة في مسيرة الجهاد الليبي ضدالإيطاليين والتي شارك فيها جميع أبناء ليبيا وشكلت بداية اندحارالإيطاليين.

وعقب هذه المعركة سقطت الحاميات الإيطالية الواحدة تلو الأخرى وبحلول منتصف أغسطس من العام نفسه الذى وقعت فيه معركة «القرضابية» لم يبق بيد الإيطاليين إلا مدينتا طرابلس والخمس وقرر القائد الإيطالي إميانى استرداد فزّان بأى ثمن وسيّر جيشين الأول يتجه إليها من طرابلس عن طريق غريان، مزدة، القريات، وقد كمن له المجاهدون من قبائل الزنتان في الطريق الذى يمر عبر أراضيهم الشاسعة وهُزم شر هزيمة في يوم 7 أبريل 1915، في المعركة التى عرفت بمعركة مرسيط نسبة إلى الوادي الذى وقعت فيه.

أمّا الجيش الآخر، فقد قاده بنفسه واتجه إلى فزّان عن طريق سرت التي كان الإيطاليون قد احتلوها في أوائل سنة 1913 وصل جيش الجنرال إمياني إلى مدينة سرت وزحف يوم 29 أبريل 1915 فباغتهم المجاهدون بقيادة صالح الأطيوش، أحمد سيف النصر، وصفي الدين السنوسي في منطقة القرضابية التى تسمّت بها هذه المعركة وفي صبيحة يوم الخميس في 29 أبريل سنة 1915صدر الأمر بالهجوم، وما هى إلا لحظات حتى التقت طلائعه بالمجاهدين، فابتدروهم بالرصاص، وتدفقت سيوله عليهم من كل جهة، وكان النصر حليفا فتمزق ذلك الجيش ولم ينج منه إلا 500 جندى ونجا الكولونيل إميانى إلى سرت مجروحا مع من بقى من الجيش.

التعليقات