47 عاماً "ضد مجهول".. قصة اغتيال مؤسس الحرس الجمهوري المصري في بريطانيا

47 عاماً "ضد مجهول".. قصة اغتيال مؤسس الحرس الجمهوري المصري في بريطانيا
اللواء الليثى ناصف
فى عالم الجريمة لا توجد جريمة كاملة، نظرية ثابتة لا تتغير بمرور الزمان، ولكن لكل قاعدة شواذ ، فهناك جرائم قتل خرقت تلك النظرية وقيدت ضد مجهول، ومرت سنوات على ارتكابها، ولم يستدل على الجاني، سواء كان أبطالها سياسيين وفنانين وشخصيات عامة أو مواطنين عاديين، ولكن ظلت تفاصيلها لغزًا حير رجال الشرطة، ودفعتهم في أغلب الحالات إلى حفظ القضية تحت مسمى "ضد مجهول"، واستعرضت صحيفة "اليوم السابع" تفاصيل اغتيال اللواء "الليثى ناصف" مؤسس الحرس الجمهوري فى مصر.

الزمان: أغسطس 1973

المكان: لندن

الواقعة: اغتيال اللواء "الليثى ناصف"

هو  واحد من أهم قادة الجيش المصرى على مر تاريخه، اللواء الليثى ناصف مؤسس سلاح الحرس الجمهورى فى مصر، وقائده فى عهدى عبد الناصر والسادات، والذى تم اغتياله فى 24 أغسطس عام 1973 بشقة تابعة لمؤسسة الرئاسة بالعاصمة لندن.

ولد اللواء الليثى ناصف، عام 1922 وتخرّج من الكلية الحربية عام 1940، وتقلد الليثى عدة مناصب فى الجيش إلى أن اختاره عبد الناصر لتأسيس سلاح "الحرس الجمهوري" وقيادته تقديراً لثقته به، وبالفعل أسس "الليثي" سلاح الحرس الجمهوري.

بعد وفاة  الرئيس "جمال عبد الناصر"، تولى الرئيس السادات الحكم لكنه لم يستغنى عن خدمات اللواء " الليثى ناصف" رغم أنه محسوب على عهد الرئيس السابق "عبد الناصر"، وقرر ترقيته إلى رتبة فريق وعينه مستشاراً عسكرياً له بالإضافة الى عمله كقائد للحرس الجمهورى.

لحظة من لحظات الاختيار الصعب فى حياة اللواء الليث ناصف وهى تكليفه بإعتقال الشخصيات الناصرية أصدقاء الأمس "لليثى" ، ونجح قائد الحرس الجمهورى بالإختبار وقتها واستطاع القبض على أصدقاء الأمس جميعاً.

بعد القبض على العناصر البارزة فى التيار الناصرى، بدأت العلاقة بين اللواء "الليثى" والرئيس "السادات" تتخذ منحدر الفشل لعدم  رضا قائد الحرس الجمهورى،  عن القبض على قيادات الحزب الناصرى، وتقدم باستقالته عن قيادته للحرس الجمهورى ليعمل بوزارة الخارجية بعيدا عن الحياة السياسية.

سافر "الليثى" برفقة زوجته وابنتيه إلى إنجلترا لإجراء بعد الفحوصات الطبية، وسكن بشقة تابعة للمؤسسة الرئاسة فى عمارة شرق العاصمة البريطانية لندن، وفى يوم 24 أغسطس عام 1973، استيقظ "الليثى" كعادته مبكراً، وبعد دقائق معدودة، فوجئت زوجته بضابط بريطانى يطرق الباب ليخبرها بأن زوجها ألقى بنفسه من البلكونة وأن جثته ملقاة على رصيف الشارع الآن.

انتهت التحقيقات التى أجرتها المباحث البريطانية، لكشف ملابسات الحادث إلى أن "الليثى" توفى نتيجة شعوره بدوار وأن ما أدى إلى سقوطه بهذا الشكل أنه طويل القامة وبالتالى يسهل سقوطه من الشرفة.

رغم انتهاء التحقيقات بتلك النتيجة التى قدمها الأمن البريطانى، إلا أن عائلة وأصدقاء "الليثى" لم يقتنعوا بتلك النتيجة، مؤكدين أنها حادث اغتيال مدبر واستهدف اغتيال اللواء الليثى ناصف.

47 سنة مرت على الحادث الذى أحدث الكثير من علامات الاستفهام، ومازال لغز الوفاة فى طى الكتمان لتسجل قضية جديدة "ضد مجهول"



التعليقات