أم هارون

أم هارون
بقلم عبد الله عيسى 
رئيس التحرير 

للأسف أنتج مسلسل رمضاني كويتي للفنانة حياة الفهد (أم هارون) وهو يتحدث عن معاناة اليهود بدول الخليج، رغم أن هذه الصفحة منسية لدى اليهود في إسرائيل أنفسهم، فإن حياة الفهد والتي طالبت سابقاً الحكومة الكويتية بطرد العمالة العربية بالكويت، وإلقاءهم بالصحراء، وخاصة أن معظم العمالة العربية بالكويت، هم من الأشقاء المصريين، ثم خرجت علينا بمسلسل (أم هارون) يتباكى على اليهود بدول الخليج، والذين لم يعد لهم وجود هناك، والتاريخ يذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم، قام بدعوة أهل المدينة من الأوس والخزرج للإسلام، وفور دعوتهم، بادروا رسول الله بسؤال بقولهم: "أنت النبي المنتظر، الذي يتحدث عنه يهود يثرب، ويتوعدون أهل يثرب بالذبح، عندما يظهر هذا النبي، حسب معتقداتهم "بالتوراة.

وإن اليهود، كانوا يتوعدون سكان المدينة المنورة بالذبح، عندما يظهر هذا النبي، ظنا منهم أن النبي المنتظر سيكون من اليهود، ولكن الرسول الكريم أرسله الله من أبناء العرب من قريش، فخابت توقعاتهم، وعندما وقعت إحدى المعارك بين اليهود والمسلمين بالمدينة، وتآمروا على قتل الرسول، أسرت صفية بنت حيي بن أخطب، أحد زعماء اليهود، وتزوجت الرسول، وأسلمت وحسن إسلامها، فسألها الرسول لماذا أسلمتِ بسرعة؟ فقالت: عندما جئت من مكة ليثرب، سمعت والدي حيي بن أخطب وعمي يتحدثان، فقال له والدي: هل رأيت الرسول القادم من مكة فقال نعم وسأل والدي هل هو النبي المنتظر الذي تحدث عنه موسى عليه السلام بالتوراة فقال: نعم إنه هو والأوصاف تنطبق عليه فساله عمي، وماذا ستفعل هل ستتبع هذا النبي؟ فقال والدي كلا لن أتبعه وسوف أعاديه ما دمت حياً.

وسجل يهود المدينة سواء بني قينقاع أو بني قُريضة وبني خيبر حافل جداً بالدسائس والمكائد ضد الإسلام والمسلمين، حتى حاربهم الرسول بأمر من الله، عندما جاء سيدنا جبريل إلى رسولنا الكريم بعد معركة الخندق على هيئة أحد المسلمين، وهو دحية الكلبي، وقد نزع الرسول سلاحه فسأل جبريل عليه السلام الرسول الكريم، وقال له هل نزعت سلاحك فقال الرسول نعم، ولكن الملائكة الذين حاربوا معك بالخندق لم ينزعوا أسلحتهم بعد، فسأل الرسول الكريم ماذا أفعل؟ فقال له جبريل: اذهب إلى حصون قينقاع واطردهم منها، وأنا سأتوجه إليهم الآن وأزلزل الأرض من تحت أقدامهم، وكانت هذه أوامر الله سبحانه وتعالى، فتوجه جبريل إلى حصون قينقاع، ونادى الرسول الكريم في المسلمين لا يصلي أحدكم العصر إلا بحصون بني قينقاع، وتوجه المسلمون إلى حصون قينقاع، وقاموا بالقضاء على اليهود هناك؛ لأنهم تآمروا مع الكفار في حصار المدينة أثناء معركة الخندق.

والغريب أن الفنانة حياة الفهد، طالبت قبل شهر، بطرد جميع العمال العرب من الكويت، وإلقاءهم بالصحراء، وأخذت تتباكي على اليهود، الذين انقرضوا من دول الخليج، ولم يعد لهم وجود، وإثر احتلال صدام للكويت، بادر بعض الكويتيين بإقامة علاقات مع إسرائيل كرد فعل على احتلال الكويت. 

وكانت إسرائيل تتوقع، بأنه بعد تحرير الكويت، ستقيم الكويت علاقات قوية مع إسرائيل، ولكنها تفاجأت إسرائيل، بأن الكويت رفضت رفضاً قاطعاً إقامة علاقات مع إسرائيل، حتى إن رئيس البرلمان الكويتي (مرزوق الغانم) من أشد أعداء إسرائيل بالمؤتمرات الدولية، ومن أكثر المناصرين للقضية والحق الفلسطيني، حتى إن غزة، افتتحت شارعاً كبيراً بغزة باسم رئيس البرلمان الكويتي، (مرزوق الغانم).

أما هذا المسلسل الرديء (أم هارون) فقد رفض التليفزيون الكويتي بثه، وتطوعت فضائيات عربية لبثه.

التعليقات