التنمّر الإلكتروني ضد مصابي فايروس كورونا

التنمّر الإلكتروني ضد مصابي فايروس كورونا
التنمّر الإلكتروني ضد مصابي فايروس كورونا
بقلم الدكتورة: وفاء الريماوي

في ظل البعد عن الدين والأخلاق والقيم يتعرض الإنسان للعديد من السلوكيات السلبية غير السويّة في مجتمعه، لعل من أهم تلك السلوكيات ما يطُلق عليه التنمّر الإلكتروني، يشير مفهوم التنمّر الإلكتروني إلى السلوك العدواني غير المرغوب فيه من خلال إستخدام شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وغير ذلك الكثير من الوسائل لإلحاق الأذى بالآخرين والإساءة لهم بعدة أنواع وأشكال، يُستخدم التنمّر من قبل أشخاص يعانون العديد من المشاكل ويتصفون بالعديد من الصفات السلبية التي تدفعهم لإستخدام هذا النوع من العنف.
إن ما لاحظناه وما زلنا نلاحظه من تنمّر إلكتروني ضد مصابي فايروس كورونا في العالم العربي بشكل عام وفلسطين بشكل خاص يدفعنا للحديث عنه، فبالرغم من أن هذا الفايروس هو مرض كأي مرض أخرى لا يختاره السخص بإرادته مقارنة بالسلوك الاجتماعي السلبي الذي يختاره، إلا أن من يُصاب به يواجه العديد من التنمّر لدرجة أصبح هناك تخوف من قبل العديد من الأشخاص ممن تظهر عليهم أعراض الفايروس أو يُصابون به بالبوح عنه خوفاً من التعرض لأي شكل من أشكال التنمرّ، ضاربين بعرض الحائط أهمية الحديث عن المرض فالشخص المصاب في الفايروس عليه أن يأخذ على عاتقه الحديث عن المرض والتوعية بمخاطره، فمشاركته لما يحدث معه يشجع الآخرين على التعامل بنفس الطريقة الصحيحة مع المرض، ويُخفف عنهم ما يتعرضون له من تنمّر ووصمة مجتمعيّة.
إن ما نشاهده ونسمعه عبر مواقع التواصل الاجتماعي من تنمّر ضد مصابي فايروس كورونا المُستجد جعل التنمّر فايروس أخطر بكثير من فايروس الكورونا نفسه، كونه يؤثر على الحالة النفسيّة للمصاب لا الحالة الجسديّة، من هنا علينا مواجهته بكل ما أوتينا من قوة، تحديداً في هذه المرحلة الاستثنائية التي نعيشها.

 محاضرة في جامعة القدس
 برنامج علم الجريمة

التعليقات