لجنة القدس في المؤتمر الشعبي تعقد ندوة بعنوان القدس بين تحديات كورونا

لجنة القدس في المؤتمر الشعبي تعقد ندوة بعنوان القدس بين تحديات كورونا
رام الله - دنيا الوطن
نظمت لجنة القدس في المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، الخميس 23-4-2020، ندوة بعنوان "القدس بين تحديات كورونا وعنصرية الاحتلال الإسرائيلي"، للوقوف على واقع المدينة الحالي، في ظل انتشار جائحة كورونا، والتمييز العنصري الذي يقوم به الاحتلال تجاه أهالي مدينة القدس المحتلة واستبعادهم من إجراءاته الاحترازية لمكافحة انتشار الفيروس.

وشارك في الندوة الشيخ الدكتور عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى المبارك ورئيس الهيئة الإسلامية العليا، والدكتور عبد الله معروف مدير أكاديمية نون لبحوث ودراسات بيت المقدس، والدكتور شريف أبو شمالة مدير مؤسسة القدس ماليزيا، والمهندس نور الدين خضر مدرب مختص في المعارف
المقدسية، والأستاذ عزام أبو السعود كاتب مختص في شؤون القدس.

 وأدار الندوة الدكتور إبراهيم مهنا رئيس لجنة القدس في المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج بالإنابة.

وقال الشيخ عكرمة صبري في كلمته: "نستقبل شهر رمضان الكريم والقدس محاصرة ومنكوبة، محاصرة من قبل الاحتلال، فهي نكبة، ومنكوبة لوجود وباء الكورونا، فهنا نكبتان، نكبة احتلال ونكبة وباء خطير، وإن المقدسيين ثابتون صابرون محتسبون".

وأشار الشيخ صبري إلى أن الاحتلال زاد من هجمته على مدينة القدس المحتلة  بوضع الحواجز، واقتحام البلدة القديمة في العيساوية وصور باهر، بهدف منع الأعمال التطوعية من قبل المقدسيين في ظل أزمة كورونا.

وأضاف: "مدينة القدس بحاجة إلى وقفة إيمانية حقيقة وموضوعية لأن القدس شأنها شأن مكة والمدينة المنورة، والمسجد الأقصى شأنه شأن المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف فعليه فإن المسؤولة شاملة".

ودعا الشيخ صبري إلى أن تكون قضية القدس شاملة واستراتيجية في العالم الإسلامي والمسيحي، وإلى دعم صمود المقدسيين من خلال الزكاة والمشاريع الخيرية في شهر رمضان.

وحذر الشيخ صبري من استفراد الاحتلال بالقدس والمقدسيين مستغلا أزمة كورونا، لاستمراره في مشاريع التهويد في القدس والمسجد الأقصى المبارك، من خلال زيادة الكاميرات "التجسسية" حول المسجد الأقصى.

وتابع: "نطمئن المشاهدين بأن العملية الوظيفية هي قائمة الآن في المسجد الأقصى، بمعنى أن جميع الأئمة والحراس والمؤذنين وجميع الموظفين يداومون يوميا على مدار الساعة وبالتالي فإن الأقصى عامر بكوادره".

وأكد الشيخ عكرمة صبري أن أهل القدس لن يمكّنوا الاحتلال الصهيوني من المسجد الأقصى، وتحقيق أهدافه التوسعية، داعيا جميع المسلمين والعرب إلى تحمل مسؤوليتهم تجاه الأقصى.

من جانبه أشار الدكتور عبد الله معروف إلى الاهتمام العالمي بأخبار كورونا، وغياب قضية القدس والمسجد الأقصى عن الواجهة في ظل الأزمة الراهنة.

وحول الظروف التي يعيشها أهالي القدس المحتلة في ظل كورونا قال: "شعبنا في مدينة القدس مضطر إلى أخذ الأمر على عاتقه فيما يتعلق بكورونا، وكأنه لا يوجد أي نظام أو وزارة صحة وهذه واحدة من المشاكل التي يعيشها أهلنا في القدس".

وأكد معروف على أن الاحتلال الإسرائيلي يتبع سياسة الإهمال المتعمد تجاه أهالي القدس، منطلقا من قانون "يهودية الدولة" العنصري الذي أصدره الاحتلال.

وأضاف معروف: "الاحتلال الإسرائيلي يحاول استغلال هذه الجائحة بشكل واضح لتقطيع الأحياء العربية في مدينة القدس، ووضع قواعد جديدة على مدينة القدس، منها وضع حواجز أوتوماتيكية عند مدخل باب الأسباط".

ونوه معروف إلى أن سلطات الاحتلال تدعم المتطرفين الصهاينة ضد أهالي القدس، متحدثا عن منع شباب منطقة العيساوية عن تعقيم البلدة من قبل بلدية الاحتلال.

وختم معروف بالقول: "المشكلة التي نعاني منها هو غياب الإعلام وغياب الصورة العامة عن الوسائل العربية والإسلامية والعالمية في التركيز على ما يحدث في المدينة وسط الانشغال الكبير بجائحة كورونا".

من جهته المهندس نور الدين خضر، تحدث عن سياسة التهويد الصهيونية في القدس والمسجد الأقصى المبارك، من خلال التشديد على المصليين عند أبواب الأقصى، بالإضافة إلى إغلاق أبواب المسجد والمصليات وصولا إلى أبواب مدينة القدس المحتلة.

وتطرق خضر إلى الاقتحامات للأقصى من قبل الجماعات المتطرفة والمدعومة من الشرطة الإسرائيلية، والاعتداء على المصلين وحملات الاعتقال في القدس، وقرارت الإبعاد عن الأقصى والقدس بحق المرابطين.

وأضاف: "للاحتلال مخطط يسعى إلى تنفيذه بل التعجيل به، فيأخذ هذه الجائحة كذريعة كي يستطيع أن يحقق جميع أهدافه على أرض فلسطين".

وقال المختص في شؤون القدس عزام أبو السعود، إن أزمة كورونا كانت لها تبعات على السياحة في مدينة القدس المحتلة وتجار القدس.

كما أشار أبو السعود إلى أن القطاع الصحي في القدس أيضا قد تضرر، حيث تعاني المستشفيات الخاصة في مدينة القدس من ديون متراكمة على السلطة الفلسطينية، وقد بادر المقدسيون لتقديم التبرعات للمشافي في القدس حتى تتمكن من العمل ومواجهة الأزمة.

وحول التعليم في القدس قال أبو السعود: "التعليم عن بعد في مدينة القدس يواجه مشكلة رئيسة، أساسا إن عددا كبيرا من الطلاب في القدس ليس لديهم في بيوتهم وسائل للتواصل للتعليم عن بعد بحيث يستطيعون متابعة الدروس عبر وسائل الاتصال الحديثة، وهؤلاء لديهم مشكلة واضحة في استمرار التعليم عن
بعد. إضافة إلى أن كثيرا من المدارس الخاصة أخرجت معلميها إلى البطالة".

من جانبه دعا الدكتور شريف أبو شمالة جميع المؤسسات والهيئات العاملة لأجل القدس إلى بذل المزيد من الجهود لإبقاء قضية القدس حية في ظل الأزمة الراهنة، وتطوير برامجها الإغاثية والإعلامية تجاه القدس.

وقال أبو شمالة: "أهم دور للأمة هو عدم ترك القدس وحيدة في مواجهة هذه الهجمة سواء هجمة المرض أو الاحتلال، والعمل على تكوين رأي عام ضاغط على الحكومات وصناع القرار سواء في العالم العربي أو الإسلامي أو الغربي للوقوف تجاه تغول الفيروس أو فيروس الاحتلال للمقدسات وحمايتها".

كما طالب السلطة الفلسطينية بتحمل مسؤوليتها تجاه القدس والمقدسيين، وأن تتحرك من أجل التخفيف عن أهالي القدس.
وأضاف: "إخواننا المسيحيين سواء في بيت المقدس أو خارجه، فقضية بيت المقدس لا بد أن ترجع قضية عالمية ليست فقط للمسلمين بل أن نعيد إخواننا المسيحيين في هذه القضية".

وفي ختام الندوة وجه الدكتور إبراهيم مهنا الشكر للمشاركين في الندوة، كما أكد على أن لجنة القدس في المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج ستواصل جهودها في خدمة قضية القدس والدفاع عن المسجد الأقصى المبارك في مختلف الميادين.

التعليقات