أبوغزاله يترأس اجتماع مجلس أمناء جمعية رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم

رام الله - دنيا الوطن
عقد تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبنانيين في العالم (RDCL World) اجتماعاً لمجلس أمنائه عبر تقنية الفيديو برئاسة سعادة الدكتور طلال أبوغزاله، رئيس مجلس الأمناء للتجمع والرئيس المؤسس لطلال أبوغزاله العالمية.

ويهدف الاجتماع الذي أداره رئيس التجمع الدكتور فؤاد زمكحل إلى الاستماع إلى نظرة أبوغزاله ونصائحه لمجتمع الأعمال في ظل ما تشهده الساحة العالمية من تحديات صحية واقتصادية بسبب فايروس كورونا المستجد، وفي ظل ما يشهده لبنان على وجه الخصوص بسبب الصعوبات الاقتصادية والمالية وازمة البنوك.

وفي بداية الاجتماع، أشار زمكحل إلى الأزمات التي توقعها أبوغزاله خلال اجتماع الجمعية العام الماضي والتي حدثت بالفعل كما توقع خلال العام 2020، مضيفا أن سيدات ورجال الأعمال في لبنان يرغبون في معرفة كيفية تهيئة بيئة الأعمال لمواجهة فايروس كورونا والتحضير لمرحلة ما بعد الكورونا في ظل أزمة السيولة والكساد.

وفي هذا الصدد أكد أبوغزاله أن أزمة فايروس كورونا ستستمر لفترة أطول بكثير مما يصرح به السياسيون، مشيرا إلى أن "أمامنا على الأقل سنة وليس أقل لحين اختراع علاج ولقاح لهذا الفايروس."

وقال إنه "منذ بداية أزمة كورونا، صرحت بأنه علينا من الآن التحضير لما بعد الأزمة ولكنني تعرضت لانتقادات واتهامات بأنني اهتم بالاقتصاد أكثر من الأرواح. ولكن في الحقيقة كل همنا هو حماية الأرواح هو الأهم ولكن حماية الاقتصاد مهم أيضا لحماية تلك الأرواح، فلا يجب أن نسمح لهذا الوباء بأن يقضي على مستقبلنا واقتصادنا وأن لا ننسى أن هناك أرواح بحاجة إلى العمل والسكن والخدمات وهذا ما نبهت له."

واكد أبوغزاله أنه "يجب علينا العمل على مسارين، الأول مكافحة الوباء والمسار الثاني أن نقوم بإجراءات فورية لمعالجة آثار الوباء على الاقتصاد ونحن كمؤسسة ومنذ العام 2017 قمنا بإجراءات وخطوات كبيرة لضمان الاستدامة في عملنا.

وقال "للأسف جميع دولنا العربية تبحث في كيفية زيادة ايرادات الدولة وهذا شيء مهم ولكن الأهم هو كيفية تنمية الناتج القومي لتزيد تلك الإيرادات. يجب على الدول التفكير في زيادة القاعدة الضريبية دون زيادة الضرائب."

ورداً على سؤال حول جدوى زيادة الضريبة في لبنان، تمنى أبوغزاله على الحكومة اللبنانية بأن لا تقدم على مشروع زيادة ضريبية إلا بعد عملية نمو وتحفيز الاقتصاد.

وأكد أبوغزاله أن البنوك في لبنان ليست مفلسة بل تعاني من صعوبات، مشيرا إلى أن السياسة النقدية في الدولة تقوم على ثلاثة أضلاع تشبه مثلث برمودا وهي الحكومة والبنك المركزي والمصارف حيث أن البنوك قامت بإقراض الحكومة والبنك المركزي، مشيرا إلى أن البنوك لو استردت أموالها من الحكومة والبنك المركزي لما حصلت هناك مشكلة في السيولة.

وقال" "من منطلق محبتي للبنان، البلد العزيز على قلبي والذي عشت فيه وتعلمت فيه، أود أن أوضح أن لبنان يعاني من أزمة ولكنها ليست بسبب المصارف فقط بل بسبب أنها أعطت أكثر مما تملك ولهذا حصل العجز، ولكن الكارثة الكبرى ستحصل لا سمح الله إذا قررت الحكومة اعتماد "الهير كات" أو "الكابيتال كونترول" لأن ذلك سيعني أن الدولة فعلا مفلسة وليس فقط البنوك".

وأضاف إن الخوف على لبنان كدولة وكوجود هو إذا قامت بما لا يجوز دستوريا ولا في النظام المالي العالمي الذي يصنف أي دولة تعتدي على أموال المودعين بأنها دولة عاجزة ومفلسة.

وفي معرض رده على أسئلة الأعضاء، قال أبوغزاله أن الصين تعمل على إنتاج تقنية الـ G6 في عام 2026، والولايات المتحدة ضغطت بكل الوسائل على دول العالم لتمنع نظام الـ G5 لأنه يهدد مشروع الإنترنت الأمريكي، مشيرا إلى أن الإنترنت هو سلاح حيوي للولايات المتحدة إلى جانب التكنولوجيا وعملة الدولار، ولذلك لن تسمح أمريكا للصين بأن يكون لها إنترنت ينافس شبكتها لأنه سيسمح لها بالاطلاع على كافة المعلومات في العالم.

وأشار إلى أن هناك عشر نقاط خلافية بين أمريكا والصين وكل نقطة منها من الممكن أن تكون سببا للحرب القادمة والتي ستحدث خلال هذا العام في شهر ايلول أو تشرين أول، بحسب تقديرات أبوغزاله، مؤكدا أنه لا يوجد حل إلا بجلوس الطرفين على طاولة المفاوضات لصياغة نظام عالمي جديد ثنائي القطب، سيتبعها عملية ازدهار وتطور خصوصا في المنطقة العربية لأنها أكثر المناطق في العالم متضررة وبنفس الوقت هي أكثر مناطق العالم غنى بالثروات والمصادر.

وقال أبوغزاله أنه وبعد أزمة الكورونا فإن الاتحاد الأوروبي لن يستمر أكثر من عشر سنوات، مشيرا "انني قد قلت هذا الكلام سابقا منذ أكثر من خمس سنوات حيث أن أوروبا مشروع مصطنع تمت صياغته بعد الحرب العالمية."

وأشار إلى الثورة الصناعية الجديدة التي سيشهدها العالم حيث أن قطاع الصناعة سيشهد مرحلة تحول تاريخي بسبب ثورة المعرفة التي ستخلق فرصا لصناعات جديدة.

واقترح أبوغزاله تشكيل فريق من رجال الأعمال والخبراء من القطاع الخاص لبحث مستقبل لبنان لأن القطاع الخاص هو من يصنع الثروة والازدهار بينما الدولة دورها تنظيمي. وأضاف أن على الفريق إيجاد الحل الحقيقي للمشاكل في لبنان، مبديا استعداده للمشاركة في تقديم أي دور استشاري أو خطط مستقبلية لمعالجة القضايا الاقتصادية التي يواجهها لبنان.

وردا على سؤال حول الحل الآمن للاستثمار سواء في الذهب أو النفط أو العقار وغيرها، أكد أبوغزاله أن العمل المنتج المبني على التقنية والمعرفة هو الحل الآمن حيث أن من الممكن لصناعات بسيطة أن تعطي أرباحا كبيرة خصوصا إذا كانت مبنية على تقنية المعرفة، مضيفا أن "طلال أبوغزاله العالمية" هي أكبر شركة في العالم في مجال الملكية الفكرية لأنها اعتمدت على التطور التقني والتفوق الرقمي ما جعلها تتفوق على جميع منافسيها.

وفي ختام الاجتماع، توجه أبوغزاله للمجتمعين بالقول "إن طفلاً كان يبلغ من العمر عشرة اعوام كان قد لجأ إلى لبنان من الاحتلال الإسرائيلي عام 1948 وعاش في لبنان حتى عام 1960 وهي أهم فترة في حياته لتكوين شخصيته. وهذا الطفل هو الذي يخاطبكم الآن، طلال أبوغزاله، عاش بفضل ورعاية لبنان حيث تعلم طيبة وكرم هذا البلد. وتعلم وتخرج من لبنان، وأسس شركات في بداية حياته في لبنان وسيبقى لهذا البلد الفضل دائماً، فشكراً للبنان ولكل لبناني."

التعليقات