(كورونا) تُصعب حياة ذوي الإعاقة بفلسطين وسط مطالبات بالدعم المالي وترجمة الإرشادات "بلغة الإشارة"

(كورونا) تُصعب حياة ذوي الإعاقة بفلسطين وسط مطالبات بالدعم المالي وترجمة الإرشادات "بلغة الإشارة"
صورة تعبيرية
خاص دنيا الوطن -أمنية أبو الخير 
يعاني ذوو الاحتياجات الخاصة في فلسطين، من صعوبة في الحصول على حقوقهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية الكاملة، إذ يُعتبرون من الفئات الهشة والمهمشة بالمجتمع، وفق ما تؤكده جمعيات مختصة في رعاية ذوي الاحتيجات الخاصة.

جاءت أزمة (كورونا)، لترفع وتيرة معانتهم بشكل كبير، يضاف إلى ذلك ما يواجهه ذووهم من صعوبات خلال حالة الطوارئ، وإغلاق جمعياتهم، وإلزامهم بالحجر المنزلي منذ أكثر من شهر.

صعوبات ومقترحات 

قال حسام عليان، رئيس جمعية تأهيل المعاقين والإرشاد الأسري برام الله: تُشكل فترة الطوارئ، صعوبة كبيرة على أصحاب الاحتياجات الخاصة وذويهم، لعدة أسباب، تتمثل في وجودهم داخل المنزل، وعدم خروجهم، بالإضافة لحالة الخوف التي تصيبهم من خلال مشاهدتهم لنشرات الأخبار، وخصوصاً أن مناعتهم أقل من الآخرين.

وأضاف عليان لـ"دنيا الوطن": "هذا عدا عن صعوبة توفير احتياجاتهم الخاصة من قبل ذويهم، نتيجة تردي الظروف الاقتصادية، وتلك الظروف مجتمعة، أثرت على أصحاب الاحتياجات الخاصة بشكل مباشر، وبالتالي أدت لتراجع حالتهم النفسية".

وأشار إلى أن تلك الفئة الهشة، تم تهميشها من قبل المؤسسات والجهات المعنية، مطالباً تلك الجهات بطمأنتهم من ناحية نفسية، ودعمهم لوجستياً من خلال تقديم أدويتهم واحتياجاتهم، خلال تلك الفترة الصعبة، متمماً: "هؤلاء الأشخاص يعانون من الأساس من مشكلة في العمل، وهم بحاجة للدعم بشكل دائم ومستمر". 

ونصح رئيس جمعية تأهيل المعاقين، الأهالي بالحديث مع أبنائهم حول فيروس (كورونا) بشكل مباشر، وطمأنتهم وتوعويتهم بكيفية المحافظة على أنفسهم من خلال النظافة الشخصية والتعقيم، وتوفير احتياجاتهم الخاصة بهذا الموضوع، ويُفضل أيضاً خلق جو إيجابي في المنزل، بعيداً عن موضوع الفيروس. 

وطالب الأهالي بإكمال علاج أبنائهم، من ناحية الأدوية والعلاج الطبيعي والتربية الخاصة، من خلال التواصل مع جمعياتهم ومدارسهم إلكترونياً، وتطبيق تلك النشاطات في المنزل، للحفاظ على المهارات، والتقدم الذي وصلوا إليه بشكل تراكمي. 

واقترح على العائلات، خلق جو أسري في المنزل، ودمج تلك الفئة في الأسرة، بحيث يصبح الشخص صاحب الإعاقة شريكاً معهم في النشاطات الترفيهية، والأعمال المنزلية، والمهام التي تتناسب مع قدراتهم العقلية والجسدية.

وطالب الدولة بتوفير حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، كحقهم في التنقل بحرية، وحقهم في التعليم والوظائف، وتوفير احتياجاتهم الخاصة، مشيراً إلى أنهم يعانون من تلك الأمور قبل أزمة (كورونا). 

وأشار إلى أن جمعية تأهيل المعاقين والإرشاد الأسري برام الله، أطلقت برنامج (العلاج عن بُعد) وهو برنامج، يحاول أن يتدخل مع الأهالي، ومع الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال توفير الخدمات والاحتياجات التي تلزمهم، للحافظ على جلسات العلاج
 والتأهيل، حتى وهو داخل المنزل، من خلال تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة. 

توفير مترجم إشارة لموجز (كورونا) 

وعن الوضع في قطاع غزة، قالت سماح الحلو، مدير برنامج التأهيل في جمعية التأهيل والتدريب الاجتماعي: ذوو الاحتياجات الخاصة هم الفئة الأكثر تهميشاً في المجتمع الفلسطيني بشكل عام، وفي قطاع غزة، هناك حصار شديد نشعر به أكثر شيء في الفئات المهمشة، التي تضمن شريحة كبيرة من الأشخاص ذوي الإعاقة. 

وأضافت الحلو لـ"دنيا الوطن": " نحاول جاهدين في ظل ضعف التمويل والحصار الخانق، توفير الحد الأدنى من سبل الحياة الكريمة، فالأمر لا يتوقف على الجانب الاقتصادي وفرص العمل، بل يشمل الصحة النفسية والجسدية، وتوفير الأدوات المساعدة لهم، لأن حياتهم تترتب عليها". 

وأوضحت أن هناك صعوبات يعاني منها الأشخاص ذوو الإعاقة السمعية، خلال فترة انتشار فيروس (كورونا)، تتمثل في حاجتهم الماسة للتواصل مع المجتمع، وفهم ما يحدث حولهم، لفهم حيثيات الفيروس، وطرق الوقاية منه. 

وكشفت عن برنامج جديد له علاقة بترجمة نشرات الأخبار والتعليمات والإرشادات التوعوية، بلغة الإشارة، حتى يستطيع الصم فهم هذا الخطر المحيط بهم، وكيفية الوقاية منه، متممة: "بالأمس كان هناك توجه من رئاسة الوزراء، بتوفير مترجم لغة إشارة في المؤتمرات الصحفية الرسمية للموجز اليومي".

وتحدثت عن معاناة من يعانون من (التخلف العقلي) وشعورهم بالخوف والهلع من المرض المنتشر، عبر انتقال خوف ذويهم لهم، دون مقدرة الأهل على توصيل المعلومة الصحيحة لهم، يضاف إلى ذلك حالة القلق من الظروف الاقتصادية الصعبة وضبابية المستقبل، التي تصيب الأهالي، وتنعكس على أبنائهم. 

وتقدم الجمعية لمنتسبيها برنامج الدعم النفسي، الذي أطلق مجموعات (واتساب) توفر للأهل وللأطفال، ملفات صوتية للاسترخاء، بالإضافة إلى نصائح لها علاقة بالتخلص من الخوف والتوتر، وكيفية التعامل مع أبنائهم في الأزمات، وعدم نقل خوفهم لأطفالهم من ذوي الاحتياجات الخاصة. 

وأكملت: الأهل هم الحضن الأول والدافئ للطفل، وإذا فقد الأمان في بيته، فلن يجده في الخارج، الآن نحن ننصح الأهل بالمحافظة على استقرارهم النفسي، فالأمور تتجه إلى الاستقرار، ولا تحتاج إلا لاتباع إجراءات الوقاية، وتعليم أبنائهم طرق الغسل السليمة والتعقيم، ولكن دون أن يشعر بالرعب والخوف والتوتر. 

وأشارت إلى أن هناك جانباً لـ (كورونا)، يمكن الاستفادة منه، يتمثل في اجتماع العائلة والجو الأسري، الذي قد يُستغل لتجديد العلاقة بين الأب والأم والأبناء، وطالبتهم بإكمال علاج أطفالهم التأهيلي والعلاجي، لأن الانقطاع لعدة شهور، قد يصيب الأطفال بانتكاسة، خصوصاً أطفال التوحد. 

فلسطينيو الداخل يعانون

تحدثت صبا عدوي، من مركز (الطفولة)، أحد مراكز رعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بالداخل الفلسطيني، عن معاناة (ذوي الاحتياجات الخاصة) خلال جائحة (كورونا) وقالت: أطلقنا خلال فترة الحجر مشروع (إتاحة) بهدف توجيه أهالي الأطفال أصحاب الإعاقة، والأشخاص ذوي الإعاقة للحقوق والخدمات الخاصة بهم، وموجودة في الدولة الإسرائيلية. 

وأضافت عدوي لـ "دنيا الوطن": " نعمل خلال هذه الفترة الصعبة مع الأهالي؛ لمساعدتهم بالتعامل مع أبنائهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، ونعمل كنوع من المرافقة النفسية، نظراً لما يعانونه خلال فترة الحجر الصحي جسدياً ونفسياً مع أبنائهم، فعادة يقضي الأولاد أوقاتهم حتى المساء في المدارس الخاصة، ويقضون ساعات محددة مع الأم في المنزل، أما الآن فتواجدهم أغلب اليوم في المنزل، يسبب الكثير من المشاكل، وقد لمسنا من الاتصالات أن هناك عدم معرفه بكيفية التعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من قبل ذويهم". 

وطالبت عدوي، الأهالي بإلزام أبنائهم من ذوي الاحتياجات الخاصة في المنازل للمحافظة عليهم، وإعداد البرامج المنزلية لهم من أجل إشغال وقتهم، بالإضافة لمتابعة علاجاتهم خلال تلك الفترة، والاستمرار في متابعة المؤسسات الخاصة بهم إلكترونياً وإكمال تعليمهم عن بُعد.

ونصحت الأمهات، بأخذ فترة استراحة خلال النهار لنفسها، عبر ترك الاهتمام بهم لأحد أفراد الأسرة، حتى تستطيع الاستمرار بعطائها بشكل أكبر ولفترة طويلة، وذلك لتضمن استقرار حالتها النفسية وأعصابها، التي قد تتلف بسبب ضغوطات هذه الفترة. 

واقترحت على الأهالي دفع أبنائهم الكبار من ذوي الاحتياجات الخاصة؛ لمتابعة البرامج الإلكترونية الخاصة بهم، والتي تعمل على رفع ثقافتهم وتنمية مواهبهم، وإشغال وقتهم خلال فترة الحجر المنزلي، هذا بالإضافة إلى الدخول لمواقع التواصل الاجتماعي والمشاركة بالحلقات الاجتماعية التي تساعدهم على التعبير عن معاناتهم، ومشاعرهم، بشكل أفضل. 

وختمت: نتحدث مع الأهالي أيضاً عن الحقوق الموجودة، ولكنها غير مطبقة بالمجتمع الفلسطيني داخل إسرائيل، قد تكون بمؤسسات الدولة باللغة العبرية، أو غير متاحه للأهالي العرب، لهذا نحاول توجيه الأهالي للحقوق والخدمات، بالإضافة لحث المجتمع وأصحاب الحاجات الخاصة، لاستخدام أدوات المساعدة، والاستقلال بذاتهم دون الحاجة لمن حولهم.

التعليقات