العالم الإسلامي بعد (كورونا)

العالم الإسلامي بعد (كورونا)
بقلم : عبدالله عيسى رئيس التحرير

يُروى أن أبا جهل، كان من ألد أعداء الله ورسوله والإسلام، وحارب الإسلام والمسلمين حرباً شديدة، حتى كان يحرض كفار قريش عل عدم الدخول بالإسلام، ويخترع الوسائل والأساليب التي تستفز كفار قريش؛ كي لا يدخلوا بالإسلام مثل حادثة لقاء والد خالد بن الوليد مع رسول الله، وقد أظهر والد خالد بن الوليد، ميلاً للدخول بالإسلام، ولكن أبا جهل، قام بتحريضه واستفزازه، حتى تراجع، ولم يدخل الإسلام.  

إضافة إلى التصرفات الكثيرة، التي قام بها أبو جهل بالتحريض ضد الإسلام ورسول الله شخصياً، وفي معركة بدر قتل أبو جهل، ثم بعد ذلك، توجه كل من خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وعكرمة ابن أبي جهل، للدخول بالإسلام بالمدينة المنورة، وبلغ الرسول الكريم، أنهم قادمون إليه فقال للصحابة الكرام، الذين كانوا يجلسون معه: إن قريشاً قد ألقت إليكم بفلزات أكبادها، لكن لا أحد منكم يشتم أبا جهل، لان شتم أبي جهل، وهو ميت لن يؤذيه، ولن يصله، ولكن يؤذي ابنه عكرمة، فالتزم الصحابة الكرام، ورحبوا بوفد قريش، وبدخولهم الإسلام.

وحالياً بعد انتشار وباء (كورونا) بالعالم كله، أثبت بعض المسلمين أن الإسلام دين تسامح ورحمة، والأمثلة كثيرة، حتى إن الرئيس الأمريكي ترامب، قال: الآن ولأول مرة أكتشف حقيقة الإسلام، إنه دين رحمة، وليس ما كنت أتصوره.

وقبل فترة، أمر الرئيس المصري السيسي، بطائرة محملة بالمساعدات الطبية إلى إيطاليا، وقد أحدثت المساعدات الطبية المصرية، رد فعل هائل بإيطاليا، ترحيباً بالمساعدات المصرية، وعبّر الشعب الإيطالي عن عظيم امتنانه وشكره للرئيس السيسي ولمصر، وقد أعلن ذلك وزير خارجية إيطاليا، كما نشر عشرات الإيطاليين تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي، يشكرون خلالها جمهورية مصر العربية.

كما قام طبيب باكستاني مسلم، باختراع جهاز تنفس صناعي وسلمه للحكومة الأمريكية، ورفض تقاضي أي مبلغ عن براءة الاختراع، واعتبره تبرعاً للشعب الأمريكي، فأثار هذا التصرف الحسن، ردود إيجابية واسعة بأوساط الشعب الأمريكي، بأن قام بالذهاب إلى منزله، وإلقاء تحية امتنان وعرفان؛ لما قدمه للشعب الأمريكي.

هذا التصرف وغيره من الأمثلة الحسنة، من شأنها أن تتحسن العلاقات العربية والإسلامية مع أمريكا، ودول العالم، وأن تلغي صفة الإرهاب التي كان الإسلام متهماً بها.

وهنا تقع المسؤولية على دول العالم الإسلامي، حكومات وشعوب؛ لتحسين الصورة، وتغيير العلاقات مع دول العالم، نحو الأحسن كما فعل الرئيس السيسي.

وتقع على رجال الدين المسلمين، مسؤولية كبرى بعدم إصدار فتاوى من شأنها أن تلحق الضرر بالعالم الإسلامي، ولا تلحق الضرر بأمريكا وأوروبا، وانما تضر علاقات العالم الإسلامي مع أمريكا وأوروبا.

كما ذكرنا بالمثال الأول، عندما طلب رسول الله صلي عليه وسلم من الصحابة الكرام، عدم شتم أبي جهل، رغم عدائه السابق للإسلام، وكان من حكمة رسول الله صلي الله عليه وسلم، أن تحول عكرمة بن أبي جهل إلى أحد أهم المجاهدين بالإسلام، فاستشهد بأحد المعارك، وعندما كان يحتضر قبل وفاته، جاء خالد بن الوليد؛ ليسعفه، فقال عكرمة لخالد بن الوليد: "يا أبا سليمان هل تري هذه الميتة، يرضي عنها الله ورسوله، فقال له نعم".

وبالتالي: على العالم الإسلامي، أن يستعد لعلاقات حسنة مع أمريكا وأوروبا، وفي حديث مع الصديق اللواء محمد المصري، أكد لي على هذا لجانب، وعلى ضرورة القيام بمبادرة إيجابية وحسنة من مشايخ المسلمين والفلسطينيين والحكومات والشعوب، بحيث لا نعود إلى الأخطاء السابقة، وأن التحريض على أمريكا وأوروبا لن يفيدنا بشيء، وسوف يضر ضرراً فادحاً، وتذكرنا الرئيس كلينتون، عندما اشتكت إسرائيل لأول مرة بالتاريخ من الانحياز الأمريكي لصالح الفلسطينيين، حتى إن الجانب الإسرائيلي، كان يرفض حضور الجانب الأمريكي بالاجتماعات المشتركة بتلك الفترة، والفرصة الآن مهيأة لترميم العلاقات الفلسطينية- الأمريكية، وكافة دول العالم بمبادرات حسنة.

التعليقات