سيدي الرئيس:شكراً لهذا الحضور

سيدي الرئيس:شكراً لهذا الحضور
اللواء د. محمد المصري

يجدر القول في هذه الجائحة العاصفة، ان الجمهور -كل جمهور- يبحث عن أكثر اسلحته مضاءاً، وأعمق ثوابته رسوخاً، ليواجه بها المخاطر والمخاوف والهواجس. هكذا يفعل أي فرد منا حينما يشعر بالخطر، فالتهديد يقود الى التوحيد، والخطر يؤدي الى القدر، ولا تنضج الشعوب ولا تستوي الا بالتجارب العميقة الكاوية الجارحة، فالتجربة العميقة كالنار للذهب، تذهب عنه الخبث والتفل والزوائد والاخلاط.

وشعبنا الفلسطيني، وعلى مدى مئة عام تقريباً، توحد على روايته وعلى رؤيته، والتف حول سردياته وقيادته، واصاغ لنفسه ولغيره حكاية الارض والشعب والتاريخ والمرجعية.
 
وقد اثبت شعبنا هذه المرة ايضاً، انه موحد تماماً خلف قيادته الشرعية والتاريخية والرمزية التي يمثلها اخر الكبار من الرعيل الاول، السيد الرئيس محمود عباس، الذي يعطي ويوزع الادوار ويراقب أداء الجميع، ويرشد ويوجه، والكل يعلم ذلك، ينجح الجميع حينما يعمل برؤية الرئيس، هذا الرجل الذي مثل لنا وللعالم القدرة على اتخاذ القرار الصعب رغم الامتحان المرير، والذي استطاع ان يقود شعبنا خلال اشد اللحظات حلكة، فاستطاع ان يفرض الوجود الفلسطيني على المستوى الدولي، واستطاع ان يحمي منجزات الفلسطيني كمقدمة لإقامة الدولة، واستطاع ان يتعامل مع الانقسام البغيض بطريقة منعته من التطور او الاكتمال، واستطاع ان يحافظ على مسافة امنة بين الاحلاف والمعسكرات والقيادات، واستطاع ان يكبح سعار الاحتلال وان يمنعه من ان ينفلت من عقاله، من خلال سياسة سحب الذرائع والمحاصرة الدولية.

وفي هذه الجائحة، استطاع الرئيس محمود عباس ان يقود الجهود الحكومية والرسمية والشعبية في تناغم فعال حيث وقف الرئيس محمود عباس على كل تفصيل وتفضيل، من اعلان الطوارئ، والى ضبط الايقاع الحكومي اللافت للنظر، لذا نرى الاداء الحكومي المنسق، وانضباطية رجل الامن الذي يستوحي خطواته من توجيهات القائد الاعلى ، اجهزة وافراد، الى الحديث المباشر مع الشعب، الى الاجتماع الدائم بلجان العطاء والنشاط والمبادرة، ولم يتوقف الرئيس لحظة واحدة عن متابعة مجريات هذه الجائحة، تراه يخاطب المحافظين، ويطمئن على نشاط التنظيم، ويعزي اهالي الشهداء، ويؤازر الاطباء، ويرفع همم ابناءنا واحباءنا في الاجهزة الامنية، فقد شعر – مثل كل قائد تاريخي – ان هذه المعركة معركة مصيرية ايضاً تتحد فيها المصائر في المنطقة والعالم.

ان من يخرج من هذه المعركة سالماً او بخسائر قليلة ويحافظ على العمل الجماعي، ويسترشد بالرؤية الوطنية التي يعزف عليها قلب الرئيس، فان مقعده محجوز في قطار المستقبل. ولهذا، كان الرئيس وما يزال على رأس الفريق الوطني كله الذي يشمل الحكومة والشعب معاً.

في هذه الاثناء، وفي معركة لم تنتهي بعد نقول للبعض ما زلنا على الجبل، ودعونا نشدد على وحدتنا، وعلى تكافلنا ونأخذ من فعل رئيسنا قدوة، وهو القائد الاعلى، ويجب ان نقول للرئيس محمود عباس شكراً ايها القائد، شكراً على مكارمك التي لم تتوقف، وشكراً على هذا الدفيء والعناية التي تمنحها لشعبك في كل لحظة.

شكراً لهذا الحضور الذي ما زلنا بحاجة اليه حتى نقطع وحشة الطريق

التعليقات