الشيخ محمد لافي يصدر رسالة حول تعاليم الإسلام والوقاية من فيروس (كورونا)

الشيخ محمد لافي يصدر رسالة حول تعاليم الإسلام والوقاية من فيروس (كورونا)
رام الله - دنيا الوطن
أصدر الشيخ محمد لافي عضو لجنة التحكيم الشرعي برفح رسالة حول تعاليم الإسلام والوقاية من فايروس كورونا

وتتضمن الرسالة تعريف بفايروس كورونا وكيفية انتشاره وطرق الحماية من هذا الوباء وتعاليم الإسلام العظيم ودورها في الوقاية من كورونا.

وقام الشيخ لافي بترجمة الرسالة التوجيهية بعدة لغات عالمية.

يشار إلى أن الشيخ محمد لافي موظف بوزارة الأوقاف وعضو لجنة التحكيم الشرعي برفح ومحاضر بجامعة الأزهر بغزة.


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد:-

لما أخذت وسائل الإعلام ومنظمة الصحة العالمية الإعلان عن انتشار داء كورونا (كوفيد19)، وتنقل اكتشافات إصابات الكثير من أقطار العالم وأولها : الصين والدول الآسيوية والأوروبية من بلدان الكرة الأرضية وأخذت تؤكد على وجود هذا المرض الذي يسببه فيروس أو مجموعة فيروسات، فأخذت الكثير من دول العالم بالقيام على أخذ الاحتياطات والتدابير الوقائية اللازمة في مواجهة هذه الأمراض والأوبئة المعدية، فمن بعض الدول أعلنت إغلاق المدارس والجامعات وكافة المحلات التي يتجمع فيها الناس، ووضعت شروطاً على تجمعات الناس احترازاً من هذا المرض.

وقامت برش دور العبادة والأماكن العامة من مدارس وغيرها بالمطهرات.

وأخذت أبحث للتعرف على هذا الفيروس، فقلت وأقول: إن المسلم الملتزم بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وبتعاليم الإسلام فستكون له حصناً ورعاية من هذا المرض ومن غيره من الأمراض المعدية بإذن الله.

وقد كتبت أكثر من رسالة في هذا المضمار والتي تؤكد على أن قواعد وآداب الإسلام حصن للبلاد والعباد، كتبت: الإسلام يكافح الإيدز، انفلونزا الطيور، انفلونزا الخنازير. أكدت في هذه الرسائل: بأن تعاليم إسلامنا الحنيف فيها الخير والنجاة، دنيا وآخرة.

والله من وراء القصد

الشيخ/ محمد محمد عبد الهادي لافي

رفح- فلسطين

15رجب سنة 1441هـ

10/3/2020م

هول الوباء

مرض كورونا (كوفيد19) يهدد البشرية ويغزو أعظم دول العالم: دولة الصين وغيرها من الدول.

فانتشار هذا المرض –لا قدر الله- يُشكل كارثة حيث إن الكثير من دول العالم أخذت بأعمال احترازية من تعطيل التعليم والكثير من المؤسسات الخدماتية التي يتجمع فيها الناس، وتسعى المؤسسات الطبية عاكفة على دراسة هذه الفيروسات المُسببة لهذا المرض تبحث عن أدوية علاجية له.

وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية: حتى تاريخه: لا يوجد أي دواء مُحدد للوقاية وللعلاج من فيروس كورونا المستجد (كوفيد19).

لكن منظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات المهتمة بهذا الخصوص ذكرت: كيفية انتشار هذا المرض، وكيفية حماية الفرد نفسه منه، وكيفية منع انتشاره.

كيفية انتشار كورونا

قال أهل الاختصاص:

ينتشر هذا المرض عن طريق أشخاص آخرين مصابين بفيروس كورونا عن طريق القُطيرات الصغيرة التي تتناثر من الأنف أو السُعال عندما يَسعُل الشخص المصاب، أو عندما يعطس المصاب وتتساقط القطرات الخارجة منه على الأشياء والأسطح المحيطة بالشخص، وعند ملامسة المعافى لهذه الأشياء الملوثة ينتقل إليه المرض، وإذا تنفس المُعافى القطرات الملوثة التي تخرج من المصاب عند سُعاله أو زفيره.

طريقة الحماية من هذا الوباء ومنع انتشاره

ذكرت المنظمات الطبية والصحية العالمية والإقليمية تدابير وقائية من هذا المرض وهي:-

-        نظافة اليدين، بغسلهما جيداً بالماء والصابون أو أي مُطهر.

-        الابتعاد عن أي شخص يسعل أو يعطس مسافة لا تقل عن متر واحد.

-        عدم مس الأنف أو الفم أو العينين عندما تلمس بيديك أسطح يُحتمل أنها ملوثة بفيروس المرض، لأن الأنف والفم والعينين منافذ للجهاز التنفسي.

-        تغطية الفم والأنف عند السُعال أو العطس، والتخلص من المنديل المُستعمل على الفور.

-        إذا شعرت بالمرض: الزم المنزل، والتمس الرعاية الطبية، والتزم بمشورة الطبيب.

وكل ما ذُكر هي إرشادات وقائية لمنع انتشار هذا المرض والالتزام بهذه الإرشادات يحمي الفرد نفسه من هذا المرض، ويحفظ المجتمعات من انتشاره.

إن هذه الإرشادات فيها رعاية واهتمام بصحة الإنسان ووقاية من هذا الخطر الذي يهدد البشرية كافة في أنحاء الكرة الأرضية والتي تضم المسلمين.

فيلزم المسلم الاهتمام والأخذ بهذه الإرشادات، والأخذ بهذه الإرشادات لا يتنافى مع التوكل على الله وتوحيده.

بل إن المتأمل إلى هذه الإرشادات والتوجيهات الصحية الوقائية التي توجهها المنظمات العالمية للصحة يجد بأن التشريع الإسلامي له السَبْق في هذه التعليمات وهي مُستمدة من تعاليم ديننا الحنيف وهدي النبي صلى الله عليه وسلم .

ويتوصل الباحث والمقارن بأن طريق السلامة وحصن الوقاية من هذا الوباء كورونا وغيره من الأمراض المعدية: الالتزام بتشريع الإسلام والأخذ بهدي سيد الأنام وآدابه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.    

توجيهات المنظمات العالمية للوقاية من مرض كورونا

وتعليمات وآداب الإسلام

1- النظافة وغسل اليدين:

التشريع الإسلامي يحث على النظافة ويهتم بها اهتماماً بالغاً حيث إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول :( النظافة من الإيمان) بدءاً من نظافة اليد إلى نظافة كافة أعضاء الجسد.

وإسلامنا يأمرنا بنظافة المكان واللباس والجسد من خلال ما شرعه الله لنا من عبادات، فقد شرع الله الطهارة قبل أداء الصلاة: الفرض والسنة، وجعل الوضوء شرطاً لصحة الصلاة، وجعل طهارة البدن والثوب والمكان شرطاً لصحة الصلاة، والله تعالى يقول:" يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين"  المائدة 6.

والمتأمل إلى سُنن الوضوء يجد أنها من أهم وسائل الوقاية من فيروسات كورونا وغيرها من الفيروسات والجراثيم والبكتيريا، حيث جعل النبي صلى الله عليه وسلم من سُنن الوضوء: المضمضة والاستنشاق والاستنثار.

فهذه السنن: تمنع الفيروسات وغيرها من التسرب إلى الجهاز التنفسي أو الفم.

ومن السنن: غسل الأيدي قبل تناول الطعام وبعده.

فقد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( بركة الطعام: الوضوء قبله، والوضوء بعده)، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( من أحب أن يُكثر خير بيته: فليتوضأ إذا حضر غذاؤه وإذا رُفع).

ويقول الحافظ المنذري في هذا الحديث: المراد بالوضوء: غسل اليدين قبل الأكل وبعده لإزالة ما عسى أن يكون قد عَلِق بها قبل الأكل ولا يدع شيئاً من بقايا الأكل في يديه بعد الأكل.

وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من عدم غسل الأيدي بعد الأكل وإبقاء بقايا الطعام في الأيدي، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( من بات وفي يده غَمَر لم يغسله فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه).

والغَمَر: الدسم والزهومة من اللحم.

وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم الوضوء احترازاً واحتياطاً من التلوث بملوثات تصيب الأيادي، فقد روى البخاري ومسلم بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يدخل يده في الإناء حتى يغسلها ثلاث مرات، فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده).

2- منظمة الصحة العالمية تجعل سبيل الوقاية من مرض كورونا:

غسل الأيدي بالماء والصابون، أو: أي وسيلة قاتلة للفيروسات – كالكلور والكحول- والتي على الأيدي.

هذا لا يتنافى مع تعاليم الشريعة الإسلامية، بل لذلك أصل من أصول أحكام الشريعة، فقد جاء في الحديث:( إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليرقه، ثم ليغسله سبع مرات إحداهن بالتراب)

ويؤكد العلم الحديث بأن التراب فيه من المواد التي تقضي على داء الكَلَب الموجود في لعاب الكلاب.

3- الابتعاد عن المُصاب والذي يسعل مسافة، حتى لا يصله رذاذ العاطس والمُصاب.

وهذا من تعاليم إسلامنا الحنيف للوقاية من الأمراض وبالأخذ بالأسباب والحيطة، حيث جاء في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم:( ... فر من المجذوم فرارك من الأسد).

4- تغطية الفم والأنف عند العطس والسُعال وعند التثاؤب، والتخلُص من المنديل المُستعمل على الفور.

فقد روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عطس وضع يده أو ثوبه على فيه (فمه)، وخفض أو غَضَّ بها صوته – شك الراوي-.

يقول شارح الحديث:ـ لئلا يخرج منه شيء من بصاق أو مخاط، فوضع ما ذُكر على فيه (فمه) لئلا يؤذي جليسه بما يبرزه منه، ولو لوى عنقه صيانة لجليسه لم يأمن من الالتواء...هـ.

وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب، فإذا عطس أحدكم وحمد الله كان حقاً على كل مسلم سمعه أن يقول رحمك الله، أما التثاؤب فإنما هو من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان).

وقال شُراح هذا الحديث في قوله صلى الله عليه وسلم:( فليرده ما استطاع) أي: يرد نفسه قدر استطاعته وذلك بإطباق فمه ، فإن لم يندفع بذلك: فبوضع يده على فمه.

وفي رواية الإمام مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه (فمه)، فإن الشيطان يدخل فيه).

وأما التخلص من المناديل المستعملة والمناشف الورقية المستخدمة، فإن ذلك لمنع تفشي وانتشار المرض، وقد أكّد النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك فيما رواه البخاري عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( البزاق في المسجد خطيئة، وكفارتها الدفن).

فالنبي صلى الله عليه وسلم جعل دفن البزاق أو مسحه أو إزالته بأي وسيلة من الوسائل لإزالة القذر والبصاق: كفارة.

ويقاس على ذلك: كل ما يتأذى منه الإنسان، يلزم على المسلم أن يُزيله ويتخلص منه بأي طريقة من الطرق التي تدفع الأذى عن الآدمي وتمنع تفشي الضرر والمرض.

5- توجه وتُرشد المنظمة الصحية العالمية الآدمي بقولها:

إذا شعرت بالمرض: الزم بيتك، والتمس الرعاية الطبية، والتزم بمشورة الطبيب.

ونقول: إن الرسول صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالعلاج من أي مرض بقوله صلى الله عليه وسلم :( تداووا عباد الله، فإن الله جعل لكل داء دواء...).

وعلى المريض أن يأخذ بالأسباب التي لا تنشر المرض الذي أصابه، وعلى الأصحاء أن يأخذوا بأسباب الوقاية التي أرشدنا إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول:( إن من القرف التلف)، فقد قال شراح الحديث: القرف هو: مدناة الوباء والمرض، أي: القُرب من المرض.

فما تقرره المؤسسات الطبية والصحية والحكومات من حَجر وحجز للمريض فإنه من الشريعة الغراء التي قررت قواعد وأسس الحجر الصحي، وقايةً للأصحاء، ومنعاً لنشر الوباء، فقد روى أصحاب السُنن بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا نزل وأنتم بأرض فلا تخرجوا منها).

وجاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن النوق الجرباء:( لا يُورِد مُمْرِضٌ على مُصِح)، وقال شراح الحديث: أي: لا يورد صاحب الإبل المريضة على صاحب الإبل السليمة فَيَعدي مريضها سليمها.

فالأخذ بأسباب الوقاية والحذر قرره رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله:( ... فر من المجذوم فِرارك من الأسد) رواه البخاري ومسلم.

وعدم الالتزام والتهاون بأخذ الأسباب المانعة من المرض: تفريط ومعصية يُعاقب عليها المسلم والله تعالى يقول: " ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة".

 فيروس كورونا عقاب أم ابتلاء؟!

[وقدرة الله وعظمته تتجلى]

جاء في كنز العمال حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه:( يا معشر المهاجرين خصال خمس إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها: إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا...)

وعظمة الله تتجلى حينما نعلم بأن أهل الاختصاص قالوا:

الفيروس: كائن مجهري يعيش داخل خلية كائن حي آخر، فهو: صغير الحجم يتراوح حجمه بين 0.01 و 0.03 ميكرون.

والميكرون = 0.001 من المليمتر.

فهو لا يُرى إلا تحت المجهر الإلكتروني الذي يُكَبّر حجمها ألاف المرات.

ويقول أهل الاختصاص:

رغم أن الفيروس صغير الحجم إلا أنه سبب رئيسي من أسباب إتلاف خلايا جسم الإنسان، والفيروسات هي التي تهاجم خلايا الإنسان وتوقف مواجهتها الجهاز المناعي الدفاعي عند الإنسان وتؤدي إلى وفاة الإنسان.

والفيروسات هي التي تسبب الأمراض العديدة للإنسان حسب نوعها ونوع الخلايا التي تغزوها.

حجم فيروس كورونا كباقي أحجام الفيروسات التي أحدث ضجة إعلامية عالمية شملت الكرة الأرضية وأول ما فشت في أعظم دول العالم: الصين. ألا يدل على عظمة الله وقدرته أمام هذا الفيروس؟!

الصين بقدرتها الصناعية وبابتكاراتها الإنتاجية الخدماتية: تقف عاجزة عن معالجة ومداواة مواطنيها!! عاجزة أمام هذا الوباء حجمه: 0.01 ميكرون!! ، إنها قدرة الله "... وما يعلم جنود ربك إلا هو...".   المدثر 31.

الالتزام بوسائل الوقاية: واجب شرعي

وإن قرر أولو الأمر: ترك عبادة (فريضة)

لقد أخذت الدول والحكومات احتياطاتها لمنع تفشي وباء (الكورونا): بمنع التجمعات البشرية وازدحام الآدميين، وأقامت الحكومات الحواجز الصحية، والمخيمات الاحترازية للتأكد من القادمين والمسافرين إليها من خلوهم من هذا الوباء أخذاً بالتدابير الوقائية (الحجر الصحي).

وأدت هذه التدابير الوقائية في بعض البلدان: منع مواطنيها من أداء مشاعرهم الدينية كمنع المسلمين من أداء صلاة الجمعة والجماعة، ومنع النصارى عن أداء قُداس الأحد.

فقد نص فقهاء المسلمين بأن الجمعة والجماعة تُترك لأعذار مقبولة منها: الخوف على النفس بإتلاف أو اعتداء أو ضرب أو خطف أو تعرض لأذى سبع أو غيره.

وذكر الفقهاء شروط وجوب الجمعة والجماعة منها:

إذا لم يكن على الإنسان ضرر في نفسه أو ماله أو أهله، وجاء في الحديث الذي يرويه أبو داوود:( من سمع المنادي فلم يمنعه من إتباعه عذر، قالوا: ومال العذر؟ قال: (خوف أو مرض)).

وقال ابن قدامة في المغني: الخوف ثلاثة أنواع: خوف على النفس، وخوف على المال، وخوف على الأهل.

وقد ثبت بأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه منع امرأة مريضة بالجذام عن أداء الحج فامتنعت.

وبعد وفاة عمر بن الخطاب أُخبرت بوفاة عمر، ورغبوها بالحج، فقالت: ما كنت أطيعه حياً وأعصيه ميتاً.

وفي هذا الأثر: يظهر جلياً: مدى اهتمام وعناية المسئول والراعي برعيته وأخذه بالسبل الوقائية حفاظاً عليهم.

كما ويظهر مدى التزام المواطن بقول وقرار الراعي حفاظاً على مجتمعه، فهل من مدكر؟!

وقد قرر علماؤنا بأن التفريط والتهاون بأسباب ووسائل الوقاية من هذا الوباء وغيره من الأمراض: معصية يعاقبه الله تعالى على تركها.

آخر كلمة ونصيحة للمسلمين

نظراً لهول هذا الوباء ومخاطره كما أشارت وأعلنت منظمة الصحة العالمية، ونظراً لسرعة تفشيه لأن العالم كقرية صغيرة في حاضرنا لتوفر وسائل النقل والمواصلات وسرعتها، فذلك يعتبر: ناقوس ونذير وخطر يهدد البشرية.

والبعض بل الكثير من الناس من يُهون وَيُقلل من مخاوف الكورونا ويقول: إنها حرب بيولوجية تستخدمها عِظام الدول لتُهلك اقتصاد وقوى بعضها البعض.

وأقول: إن كانت حرب بيولوجية فالراعي والمسئول لا يؤخذ على غِرة، ويلزمه أن يكون كيساً فطناً، فعليه أن يهتم برعيته ومواطنيه بأخذ التدابير الوقائية ليَرُد كيد الكائدين.

فما اتخذته بعض البلدان بقرارات احترازية فهي عين الحكمة.

ذكرنا ونقول:

إن كافة سبل الوقاية من هذا الوباء التي أعلنت عنها المنظمات الصحية تدابير وقواعد لسلامة الأفراد من هذا الوباء، وقلنا: بأن جميع هذه الوسائل الوقائية مستمدة من هدي النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم.

فاغتنم أيها المسلم التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم باستحضار النية أنك تفعل هذه الوسائل اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم فلك الأجر والثواب في الآخرة، وتحفظ نفسك من شرور هذا المرض، وتحفظ مجتمعك من تفشي هذا المرض في دنياك.

فبذلك يكون أمرك كله خير دنيا وآخرة.

وقد ثبت بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( يا أيها الناس إن الناس لم يُعطوا في الدنيا خير من اليقين والمعافاة فسلوها الله عز وجل).

اللهم إنا نسألك العفو والعافية فاعفُ عنا وعن كافة بلاد المسلمين واحفظ اللهم البلاد والعباد.

آمين