المطران حنا: كورونا وباء سوف يزول قريبا

رام الله - دنيا الوطن
قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأن اكثر من نصف سكان العالم محجورين في منازلهم وهم في حالة خوف وقلق وترقب لما سيحدث .

ان مسألة القضاء على فيروس الكورونا هي مسألة حتمية فهذا الوباء كما وكافة الاوبئة التي عانت منها الانسانية كانت لها بداية وكانت لها نهاية ايضا .

ولكنها المرة الاولى في التاريخ البشري الحديث والتي فيها تعاني البشرية بأسرها من وباء واحد والعالم يتحدث اليوم عن مسألة واحدة وهي الكورونا وكيف يجب ان نعمل من اجل القضاء عليها.

نتساءل بعد القضاء على الكورونا هل ستكون الغلبة للخير ام للشر؟ وهل سيصبح عالمنا افضل مما كان سابقا فهذه امنية ونحن نصلي الى الله دوما من اجل ان تكون حقبة ما بعد الكورونا افضل من سابقتها وان يكون هنالك تحول في عالمنا نحو ما هو افضل وما هو احسن .

نتضامن مع كافة المتألمين والمصابين حيثما كانوا واينما وجدوا ونتمنى بأن تُحدث الكورونا صحوة ضمير عند اولئك الذين يحتاجون الى هذه الصحوة في عالمنا وخاصة الدول العظمى التي اصابها شلل كامل بسبب هذا الوباء ولم تفيدها  ترسانتها العسكرية ولا اسلحتها النووية ولا قوتها الاقتصادية ، فكل شيء انهار امام هذا الفيروس الذي لا يرى بالعين المجردة .

نتألم مع المتألمين ونحزن مع المحزونين ونعاني مع كل انسان يتألم بسبب هذا الوباء ولكن وكما نقول بلغتنا العربية "لرب ضارة نافعة" ويمكن ان يتمخض عن الكورونا شيء جيد لعالمنا لكي يكون اكثر انسانية وتشبثا بالقيم والمبادىء الانسانية والروحية السامية .

نتمنى ان تكون فترة هذا الوباء قصيرة وان تكون فترة توبة وتصحيح للاعوجاجات ونتمنى من اولئك الذين يملكون القوة الاقتصادية والعسكرية في العالم ان يراجعوا حساباتهم وان يعود اليهم ضميرهم الذي فقدوه بشرورهم وعنجهيتهم وتسلطهم وتكريسهم لثقافة الحروب والعنف والموت هنا وهناك .

نتمنى ان يتغير وجه العالم الى ما هو افضل وليس من اللائق ان نشمت بأحد في هذه الظروف العصيبة لان هذا ليس من قيمنا ومبادئنا فدعاءنا هو من اجل كل انسان ألم به هذا الوباء ومن اجل شفاءه وافتقاده .

لغتنا يجب ان تكون دوما لغة المحبة فقد وحدتنا الكورونا في المعاناة والالم والهواجس والقلق ونتمنى ان تتوحد الانسانية بأسرها بعدئذ في تكريس قيم المحبة والاخوة الانسانية والمصالحة والرحمة والدفاع عن القيم الاخلاقية والروحية النبيلة.