قرية جلبون نموذج في الإلتزام واتخاذ التدابير الوقائية لمكافحة فيروس كورونا

قرية جلبون نموذج في الإلتزام واتخاذ التدابير الوقائية لمكافحة فيروس كورونا
رام الله - دنيا الوطن
ريمان ابو الرب

قرية جلبون في محافظة جنين تقع الى الشرق من المدينة ، وتبعد أحد عشر كيلو مترا عن مركز المدينة، حيث تعتبر قرية حدودية مع أراضينا المحتلة عام 1948 (دولة الإحتلال)، وهي محاطة من الجهات الشرقية بثلاث مستوطنات وجدار فصل عنصري التهم آلاف الدونمات من أراضي القرية.

وفي ظل انتشار فيروس كوفيد 19 (كورونا) المستجد وسرعة انتقال العدوى به ووصول الفيروس إلى فلسطين فقد اتخذت الحكومة الفلسطينية بتوجيهات من الرئيس الفلسطيني محمود عباس سلسلة من الإجراءات والتدابير الوقائية لمنع تفشي هذا الوباء والحد من انتشاره، وراهنت وما زالت تراهن على وعي المواطن الفلسطيني واستجابته للتعليمات الصادرة عن الحكومة وتعاطيه مع القرارات الصادرة بمسؤولية حماية لنفسه وأسرته ومجتمعه بشكل عام.

وتماشيا مع قرارات الحكومة فقد سارعت قرية جلبون ممثلة برئيس مجلسها الأستاذ نضال أبو الرب إلى تشكيل لجنة طوارئ برئاسته وبناءا على توصيات محافظ محافظة جنين ووزارة الحكم المحلي، لمواجهة هذه الأزمة ومنع وصول هذا الوباء إلى القرية، واتخذت لجنة الطوارئ سلسلة من الإجراءات والتدابير الوقائية والاحترازية، فقامت بإغلاق جميع الطرق التي تصل القرية بقرى أخرى وأبقت على المدخل الرئيسي للقرية، ونصبت حاجزا على هذا المدخل يتناوب على حراسته حوالي 120 متطوعا من شباب وفعاليات القرية من كافة الشرائح ، وعمل الأستاذ نضال أبو الرب رئيس اللجنة على دمج عدد لايستهان به من منتسبي الأجهزة الأمنية الذين يعملون كمتطوعين وبحوزتهم بطاقاتهم العسكرية تحقيقا للمصلحة العامة وتسهيلا لعمل لجنة الطوارئ خاصة وأن قرية جلبون مصنفة منطقة (ج) وهي غير خاضعة للسيطرة الأمنية الفلسطينية.

وعن عمل لجنة الطوارئ فقد أفاد رئيس المجلس ورئيس لجنة
الطوارئ نضال أبو الرب بأن المجلس القروي ولجنة الطوارئ
والمتطوعين يواصلون الليل بالنهار لحماية قريتهم وأهلها، حيث يقع على عاتقهم العديد من المسؤوليات المتمثلة بتقديم المجلس لخدماته اليومية والاعتيادية إضافة إلى نشر الوعي لدى المتطوعين حول آليات التعامل مع المواطنين، واستخدام المعقمات ومنع دخول الغرباء إلى القرية باستثناء الموزعين التجاريين وبعض الحالات الضرورية وهذا يكون فقط من الساعة العاشرة صباحا وحتى الخامسة مساءا، وتقوم لجنة الطوارئ بتقديم الخدمات للأسر المحتاجة والمعوزة ماديا ومعنويا، خاصة وأن هناك العديد من الناس الذين يقتاتون لقاء عملهم وجهدهم اليومي وأصبحوا الآن عاطلين عن العمل وبدون أي دخل يذكر.

وذكر أن هناك العديد من العمال في القرية الذين يعملون داخل الخط الأخضر، جزء منهم عاد وتم حجره منزليا وعددهم عشرة عمال، وأنهوا مدة الحجر المحددة لهم وتبين أنهم معافون ولا يحملون الفيروس بعد إجراء الفحوصات اللازمة لهم، وهناك خمسة عشر عاملا ما زالوا يخضعون للحجر المنزلي حتى هذه اللحظة. 

أما حول المعيقات والعقبات التي تواجه لجنة الطوارئ والمخاوف التي يتمنى الأستاذ نضال أبو الرب ألا يصل إليها فقد أشار في حديثه إلى أن أولى العقبات التي تم التغلب عليها كانت بكلمة حاجز، لأن كلمة حاجز كانت مرتبطة تاريخيا في الذهنية الفلسطينية بالاحتلال وممارساته الوحشية واللا أخلاقية. 

وأضالف: "هناك بعض العقبات التي نعمل بكل جد للتغلب عليها كاستهتار البعض بهذه الإجراءات، وعدم أخذ الموضوع على محمل الجد".

وأكد أن أكثر ما يخشاه المرء سواء كان مسؤولا أم مواطنا عاديا وغيورا على بلده هو انتشار هذا الفيروس الخطير في القرية، واحتمالية الإصابة به. لذلك شدد على مراهنته على وعي الناس وتحمل كل إنسان لمسؤولياته، لافتا أن عددا من عمال القرية سيعودون خلال أيام إلى بيوتهم، وأنه سيتم حجرهم منزليا بإجراءات وقائية عالية المستوى لضمان عدم اختلاطهم بعائلاتهم وأسرهم تجنبا للعدوى في حال تبين أن احدا منهم يحمل الفيروس لا قدر الله.

ويبقى سلاحنا الوحيد لمواجهة فيروس كورونا هو عدم الاختلاط، وتجنب التزاور والتغلب على عادة التسليم باليد والتقبيل، واستخدام المعقمات وغسل اليدين بالماء والصابون بعد كل عملية ملامسة للاسطح أو اختلاط مع الآخرين، وضرورة الالتزام بكل ما يصدر عن الحكومة من قرارات حماية لأنفسنا وحماية للآخرين وتحديدا أعمدة بيوتنا(آباؤنا وأمهاتنا).