اتصال هنية باشتية.. هل يُحدث اختراقاً في ملف المصالحة؟

اتصال هنية باشتية.. هل يُحدث اختراقاً في ملف المصالحة؟
خاص دنيا الوطن - أحمد العشي
أجرى إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) قبل يومين، اتصالاً هاتفياً برئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، للتباحث في تداعيات انتشار فيروس (كورونا) المستجد.

وقال هنية خلال اتصاله باشتية: "إننا كفلسطينيين موحدون في خندق واحد؛ لمواجهة هذا الوباء".

ولكن السؤال هنا، هل لهذا الاتصال تداعيات على ملف المصالحة الفلسطينية، وهل يعيد تحريك المياه الراكدة فيه؟

أكد يونس الزريعي، المحلل السياسي لـ "دنيا الوطن"، أنه يجب أن يكون لحكومة الدكتور محمد اشتية عمل في قطاع غزة، بسبب انتشار فيروس (كورونا)، وأن يكون لها فعالية في القطاع، سواء على الصعيد الصحي أو الاقتصادي، وبالتالي يجب أن يكون لها وجود في القطاع بصفتها التي تتعامل مع العالم كله.

وأوضح الزريعي، أن الاتصال، الذي أجراه هنية باشتية، كان ضرورة، وفي هذا الوقت بالذات، على الرغم من تأخره، منوهاً في الوقت ذاته إلى أن هناك مؤشراً حقيقياً ودلالة واضحة بأن الانقسام مكون تاريخي، فإن الحكومة التي يقودها اشتية، سيكون لها دور فاعل في قطاع غزة.

وقال: "التوقف عن المضي قدماً بملف المصالحة، ليس له معنى وبالذات في الوقت الحالي"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن العودة للمفاوضات الخاصة بالمصالحة غير واردة، ولكن ذهاب الحكومة إلى قطاع غزة، يجسد حقيقة وجود حكومة واحدة، مع إبقاء الأمن في يد حركة (حماس).

من جانبه، أكد الدكتور ناصر اليافاوي، الكاتب والمحلل السياسي، أن اتصالات هنية الثنائية تارة بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأخرى برئيس الوزراء محمد اشتية، تأتي في توقيت محدد، يحمل في طياته أهدافاً سياسية.

وأوضح اليافاوي لـ"دنيا الوطن"، أن تلك الاتصالات هي تحريك مياه حماس الراكدة دولياً، وليس تحريك ملف المصالحة، كون أن جميع الدول الإقليمية والدولية الحاضنة لحماس نسبياً، اصبح هناك الكثير من قضياها الداخلية ما يشغلها، وعلى رأسها أزمة وباء (كورونا).

وأشار إلى أن حركة (حماس) بهذه الاتصالات، ترغب في توجيه رسائل داخلية وخارجية، أنها جزء من المعادلة، وأنها تنسق وطنياً فى سبيل الخروج من هذه الجائحة، استكمالاً لما تقوم به من إجراءات، وما يتبعها من احتفالات الخروج من الحجر الصحي.

وقال: "نلاحظ أن المشهد يتكرر مع كل مصيبة تحل بالشعب الفلسطيني، وتكثر الدعوات حول الوحدة والمصالحة، وعند انقشاع المصائب، تعود المناكفات، وتبرى الألسن الفتاكة، وما نسمعه اليوم من بعض وسائل الإعلام الحزبية، خير ترجمة على صدق الاتصال".

من جانبه، أكد الكاتب والمحلل السياسي، شرحبيل الغريب لـ "دنيا الوطن"، أن الاتصال الذي جرى بين هنية واشتية، يتعلق بالدرجة الأولى بالأوضاع المترتبة على فيروس (كورونا)، أما المصالحة الفلسطينية، فهي قرار سياسي، وليس حكومياً.

وقال الغريب: "اشتية ليس صاحب القرار بإنفاذ المصالحة أو تحريك المياه الراكدة في هذا الملف"، لافتاً إلى أن هناك سوابق كثيرة، جرت وأبرزها اتصالات بين هنية والرئيس عباس، ولم تستطع إحداث اختراق حقيقي في هذا الملف، لوجود تباينات كثيرة واختلاف في الرؤى، وعدم توفر الإرادة الحقيقية لإنهاء الانقسام.

وقلل المحلل السياسي من إمكانية حدوث تقدم أو تحرك المياه الراكدة في ملف المصالحة، مع التأكيد بأن تحقيق الوحدة الوطنية هي صمام الأمان؛ لخروج الشعب الفلسطيني من كثير من مشاكله وأزماته.

وقال: "كل الأعراف تقول: إنه في وقت الأزمات تزيد فرص الاتحاد والوحدة، وهذه فرصة سانحة، وهذا الوقت مهم جداً لإنهاء حالة الانقسام، وطي هذه الصفحة، حيث إن وباء (كورونا) هز دولاً كبيرة، فكيف يمكن أن يكون المشهد حال تفشي الفيروس في المحافظات الفلسطينية".

وأضاف: "هذا يتطلب مسؤولية وطنية وأخلاقية، وحرصاً وطنياً كبيراً لتجميع كل الجهود المبذولة؛ لمواجهة الكوارث والفيروسات التي تهدد الشعب الفلسطيني، وصولاً إلى تحقيق الوحدة الوطنية، وللتفرغ للقضايا الكبرى، فشعبنا الفلسطيني، يواجه اليوم، وباءين (كورونا والاحتلال)".

التعليقات