محللون يُوضحون ما وراء مبادرة السنوار المتعلقة بالأسرى.. وهل من صفقة تبادل قريبة؟

محللون يُوضحون ما وراء مبادرة السنوار المتعلقة بالأسرى.. وهل من صفقة تبادل قريبة؟
صورة أرشيفية
خاص دنيا الوطن - أحمد العشي
قدم يحيى السنوار، قائد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، قبل عدة أيام، مبادرة تعتبر إنسانية، فيما يتعلق بالأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة الكبار والنساء والمرضى والأطفال منهم.

وتقضي هذه المبادرة، بأنه يمكن لحركة حماسأان تقدم تنازلاً جزئياً في موضوع جنود الاحتلال الأسرى لدى الحركة، مقابل الإفراج عن الأسرى، وخاصة من كبار السن والمرضى.

"دنيا الوطن"، تواصلت مع عدد من المحللين السياسيين حول هذه المبادرة، وهل يمكن أن نشهد في القريب العاجل، صفقة تبادل أسرى جديدة؟

أكد الدكتور هاني العقاد، المحلل السياسي، أنه لم يكن أحد يتوقع أن تُقدم حركة (حماس) بعض التنازلات في موضوع الأسرى، وخاصة في صفقة التبادل، التي يحاول بعض الوسطاء التوصل إليها، لافتاً إلى أن تصريح السنوار، جاء لإبرام صفقة تبادل، تشمل الأسرى القدامى والمرضى، لدواعٍ إنسانية.

وقال: "كان هذا باعتباره رداً على بعض تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي نيفتالي بينت، الذي يتحدث عن الإنسانية في موضوع إعادة جثث الجنود والاسرى لدي المقاومة بغزة، وأعتقد أن هذه التصريحات، أسكتت بينت، وجعلته يبلع لسانه، حيث كان يحاول الاستعراض أمام نتنياهو؛ ليكون من جديد ضمن وزراء حكومة الوحدة مع بيني غانتس".

وأشار العقاد إلى أن تصريحات السنوار، كانت موجهة إلى وجهتين، الأولى للحكومة الإسرائيلية، بأن تلتقط هذه الفرصة التي لن تتكرر، وتوعز لمسؤولي الملف بالبدء بالتحرك مع الوسطاء لإبرام الصفقة، لافتاً إلى أن الوجهة الثانية، هم الوسطاء الذي علقوا المفاوضات والاتصالات بسبب عدم جاهزية إسرائيل للدخول في صفقة حقيقية، جراء الانتخابات الإسرائيلية الثلاث خلال عام؛ ليجهزوا أنفسهم لمفاوضات جديدة بناء علي قوائم جديدة. 

واعتبر المحلل السياسي، أن مبادرة السنوار، انسانية، وقد جاءت في ظروف استثنائية، أولاً لإنقاذ حياة الأسرى المرضي وكبار السن بالسجون الإسرائيلية، بعد تهديد (كورونا) لهم وبعد محاولات إسرئيل لنقل الفيروس للمعتقلات، منوهاً في الوقت ذاته إلى أن إسرائيل، ستخسر الكثير إذا لم تلتقط هذه المبادرة، ولن تحصل على تنازلات أخرى مقبلة، ولن تحصل على أي معلومة عن أسراها، وجثث جنودها بالمجان، أو مقابل ما يقول عنه وزير حربهم بأنها مساعدات إنسانية طبية في ظل تهديد فيروس (كورونا) لغزة.

وقال: "أتحدى إن أفلح بينت في ربط أي مساعدات قادمة لغزة بإطلاق (حماس) سراح الأسرى الأحياء وإعادة الجنود، مقابل ذلك دون أن تضطر إسرائيل لإطلاق سراح أسرى فلسطينيين مرضى وكبار السن والقدامى، ضمن صفقة حقيقية وإنسانية، ترضي الجميع".

وأضاف العقاد: "إذا التقطت إسرائيل الفرصة، وأجرت اتصالاتها بالوسطاء، أعتقد أن الفترة المقبلة، سوفت تشهد حلحلة في هذا الملف، وقد يتوصل الطرفان لصفقة إنسانية، ولكن إذا تجاهلت
 إسرائيل هذه المبادرة، التي تقدم بها رئيس حركة حماس في غزة فإن علي إسرائيل، أن تتوقع دفع أثمان مضاعفة عند رغبتها بعقد صفقة تبادل مستقبلية.

بدوره، أكد الدكتور ناجي الظاظا، المحلل السياسي، أن هذه المبادرة، تعتبر مبادرة إنسانية من حركة حماس، من أجل تحريك ملف إنساني، وهو إطلاق سراح الأسرى الجنود الإسرائيليين، مقابل الأسرى الفلسطينيين من هم كبار السن، لافتاً إلى أن ذلك هو الهدف الاستراتيجي من وراء المبادرة.

في حال تعذر ذلك بسبب الأوضاع الحالية والانشغال الداخلي الإسرائيلي، وعدم وجود حكومة تستطيع اتخاذ قرارات استراتيجية بهذا الوزن، فإن الحديث هنا يأتي لتحريك هذا الملف، عبر مبادرة بتقديم ثمن جزئي مقابل إطلاق سراح الاسرى المرضى، وكبار السن، والنساء، والأطفال.

وبين الظاظا، أن هذا الثمن، يمكن الحديث عنه بناءً على تجارب سابقة في صفقة شاليط، عبر الوسطاء، حيث تم الإفراج عن شريط فيديو له، مقابل أنه تم الإفراج عن 20 أسيرة بدوافع إنسانية، وهذا ما حدث كذلك مع المقاومة اللبنانية، والاسير الإسرائيلي، أرون أراد.

وقال: "مبادرة إنسانية واضحة، تهدف إلى أن المقاومة تقدم نموذجاً إنسانياً، وأنها لا تبحث عن الاحتفاظ بالجنود الأسرى الإسرائيليين، بل لجعل الاحتلال يستجيب لحقوق الأسرى".

وفي السياق ذاته، أكد الظاظا، أنه حتى اللحظة، لا يوجد حراك حقيقي باتجاه إتمام صفقة تبادل أسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، منوهاً إلى أن السنوار، تحدث بأن لهذه الصفقة ثمن كبير، وأن الحكومة الإسرائيلية الحالية، تدرك بأنها لا تستطيع اتخاذ قرارات استراتيجية مثل ذلك.

من جانبه، أكد محمد أبو هربيد، المختص في الشأن الأمني، أن المبادرة التي قدمها السنوار، تدل على مدى اهتمام حركة حماس بالأسرى، وخاصة في ظل الحديث عن تفشي فيروس (كورونا)، في بعض السجون، لافتاً إلى أن المسألة تقلق حماس والمقاومة. 

وبين أبو هربيد، أن السنوار، يريد ان يستثمر الأجواء الإنسانية ليعبر عن إنسانية المقاومة، ويكشف حقيقة الاحتلال، الذي يضرب كل قيم الإنسانية بعرض الحائط، في ظل الانشغال العالمي بفيروس (كورونا)، لافتاً إلى أنه يريد أن يحدث نافذة جديدة لإعادة فتح الملف، خاصة وهو يرد على بينت، الذي ربط إدخال أجهزة تنفس إلى قطاع غزة، مقابل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين.

وأشار المختص في الشأن الأمني، إلى أن اللغة التي تحدث بها السنوار، تعبر عن حالة الفلسطينيين والأسرى، مقابل سلوك لا أخلاقي من قبل دولة الاحتلال، التي تريد دفع ثمن بسيط مقابل الإفراج عن إسراها في قطاع غزة.

وبين، أن الاحتلال غير جاهز لاتمام صفقة تبادل أسرى مع المقاومة، بسبب عدم استقرار الحكومة، منوهاً إلى أن من الملفات التي تحدث خلافاً داخلياً لدى دولة الاحتلال، هي المقاومة والأسرى وقطاع غزة، حيث إن دولة الاحتلال، تخشى أن تدفع ثمناً كبيراً للمقاومة، وبذلك تهتز مكانتها في العالم، وفي الإقليم.

وأوضح، أنه لا يوجد هناك ضغوط من قبل عوائل الأسرى الإسرائيليين، كما كانت في فترة شاليط، مستبعداً بأن يكون هناك صفقة على المدى القريب.

التعليقات