كورونا: هل يُوصلنا الاستخدام العشوائي للمضادات والمعقمات لأمراض جديدة وبكتيريا مُقاومة للمضادات؟

كورونا: هل يُوصلنا الاستخدام العشوائي للمضادات والمعقمات لأمراض جديدة وبكتيريا مُقاومة للمضادات؟
صورة تعبيرية
خاص دنيا الوطن- أمنية أبو الخير
بالتزامن مع انتشار فيروس (كورونا) حول العالم، ظهرت حالة من العشوائية في استخدام المواد المضادة للجراثيم والمنظفات بأنواعها؛ والأدوية والمضادات الحيوية بشكل مبالغ فيه وغير مدروس، للتخلص من الميكروبات، فهل نشهد ظهور أمراض جديدة و(بكتيريا) مقاومه للمضادات الحيوية بعد انتهاء تلك الجائحة؟

أكد الدكتور على الوعري، أخصائي جراحة الصدر والتكنولوجيا البيولوجي في الصين، أن استعمال الأدوية بشكل عشوائي، سيؤثر على استجابة البكتيريا للأدوية مستقبلاً.

وقال الوعري لـ"دنيا الوطن": استعمال المضادات لفترة طويلة، أيضاً، سيعطي نفس النتيجة السابقة، وسيؤثر على استجابة البكتيريا للدواء، وهذا ما حدث لكثير من مرضى (كوفيد 19)، (كورونا) في العناية المركزة، وفي هذه الحالة، يجب عمل مزرعة للبكتيريا لتحديد العلاج الفعال لهم. 

وحول طبيعة الأمراض والأعراض التي قد يصاب بها الإنسان بعد الانتهاء من جائحة (كورونا)، قال: سؤال من الصعب الاجابة عليه في الوقت الراهن ، ولا يوجد أحد يستطيع التنبؤ بهذا الشيء.

في ذات السياق، قال الأستاذ الدكتور عبد المنعم حميد، استشاري أمراض الصدر والعناية الفائقة، واختصاصي زراعة الرئة من فرنسا: تكرار عملية التعقيم بالمعقمات والمطهرات، بشكل يومي بالمنازل في أماكن العمل، لا يؤدي إلى أي خلل صحي على الإنسان في المستقبل، المعقم مطهر يقي الإنسان من الكثير من الفيروسات والجراثيم. 

وأضاف الدكتور حميد لـ"دنيا الوطن": " نسبة الوقاية حتى الآن لا تكون 100% ولكن النسبة تكون عالية، عندما نقول غسل اليدين بالصابون لمدة 20 ثانية، هذا كفيل في أغلب الحالات بالقضاء على الفيروس، الذي يضرب العالم حالياً (كورونا)". 

وأشار إلى أن الاستخدام العشوائي للأدوية مضر جداً على الصعيد الشخصي، وعلى الصعيد العام، موضحاً" على الصعيد الشخصي لأنه قد يغفل البعض مضار استخدام هذه الأدوية، واستخدامها قد يؤثر على صحته بتأثير سلبي أو عكسي".

وكشف أن الاستخدام العشوائي وغير المدروس وغير المتقن للمضادات الحيوية، يمكن أن يسبب بالمستقبل تعنداً أو مقاومة للجراثيم التي تستخدم لها (المضادات الحيوية)، متمماً، "وهذا ما نشاهده الآن في استخدامات بعض المضادات الحيوية، حتى إن بعض المرضى لديهم تعنداً أو مقاومة للبنسلين نتيجة الأخذ المستمر للأدوية، الجراثيم تستطيع أن تكون مستقبلاً مقاومة للمضادات الحيوية. 

وأكمل استشاري أمراض الصدر والعناية الفائقة واختصاص زراعة الرئة من فرنسا: حالياً منظمة الصحة العالمية، حذرت من الاستخدامات العشوائية للأدوية، حتى حذرت من استخدام (الهيدروكسيكلوروكين) وهو الدواء الخاص بعلاج الملاريا، أو الذئبة الحميمية.

وأكد أن الأطباء لا يمكنهم حالياً توقع ماهية الأمراض التي قد تظهر بعد الانتهاء من فيروس (كورونا)، ولكن المؤكد أنه سيكون هناك للمرضى الذين دخلوا لوحدات الإنعاش، واحتاجوا للتنفس الاصطناعي لفترة طويلة، مع قصور رئوي حاد، أن يكون لديهم علامات أو وسمات للصورة الشعاعية، تؤدي إلى جزء من القصور التنفسي أو صعوبة التنفس التي قد تستمر لفترة طويلة. 

وأوضح أن أي استخدام عشوائي للمضادات الحيوية، يمكن أن يبدل الطبيعة الجرثومية في الأمعاء، ويمكن أن يؤدي إلى تعنت الجراثيم، وقدرتها على مقاومة المضادات الحيوية.

وقال البروفيسور فؤاد عودة، رئيس الرابطة الطبية الأوروبية-الشرق الأوسطية (أميم) ونقابة الأطباء من أصل أجنبي في إيطاليا: لقد قلنا منذ البداية، أنه من الضروري أن يعالج (كورونا) فيروس من ناحية طبية وعلمية، ولا يتحدث عن هذا الأمر إلا الأطباء، ومعدو الأبحاث العلمية، حتى لا يقع ضرر من وراء التصريحات غير الصحيحة.  

وأضاف البروفيسور عودة لـ"دنيا الوطن": "للأسف حتى الآن لا يوجد لقاح، لذلك نستخدم أدوية، وكان من ضمنها الدواء الخاص بالملاريا، بالإضافة للدواء الخاص بالروماتيزم، و(البلازما ثيربي)، وكان لها إيجابية، وعدد من تعافى كبير".

وأكمل: أينما ذهبت وعبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر الوكالات الإعلامية، الجميع يسأل نفس السؤال، ما هو الدواء؟ وهل أستطيع أن أتناول هذا الدواء؟ هناك حالة من العشوائية، الجميع يريد أن يعالج نفسه، ودون أن تظهر عليهم عوارض المرض حتى. 

وشدد على أن الطب لا يستخدم المضادات الحيوية في علاج الفيروسات، ولا فعالية له على الفيروسات، بل في حالات (الجرثوم)، وشدد على أن العلاج، يجب أن يكون نفسي، بحيث يبتعد الإنسان عن الخوف والرعب، لأنهم يذلك يضعفون الجسم، وبالتالي يضعفون جهاز المناعة. 

التعليقات