حنا: تضامن الاغنياء مع الفقراء في هذه المرحلة انما هو واجب أخلاقي

حنا: تضامن الاغنياء مع الفقراء في هذه المرحلة انما هو واجب أخلاقي
رام الله - دنيا الوطن
 قال المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس في حديث اذاعي صباح اليوم بأن مدينة القدس وفي ظل الاجراءات الاحترازية التي اتخذت مؤخرا انما فيها جيش من العاطلين عن العمل لا سيما شريحة الشباب وهؤلاء غالبيتهم الساحقة متزوجون وعندهم اولاد ، فقد اقيلوا او فرضت عليهم الاقالة او الاستقالة بدون راتب .

وقال في بيان صحفي له نتمنى الا تطول فترة هذه الاغلاقات والاجراءات الاحترازية لانها اذا طالت اكثر من اللازم سوف توصلنا في القدس الى حالة مجاعة وعوز ومآساة انسانية وما نخشاه هو ان نصل الى حالة غير مسبوقة من الفقر والعوز والجوع لدى شريحة كبيرة من ابناءنا.

وأكد ان الاجراءات الاحترازية الصارمة التي اتخذت بهدف مواجهة وباء الكورونا يجب ان تجعلنا جميعا نفكر وبشكل مسؤول عن احوال ابناءنا وعائلاتنا وخاصة في ظل حالة منع التجول وفقدان الكثيرين لاعمالهم واشغالهم ومدخولهم الشهري .
ان تضامن الاغنياء مع الفقراء في هذه المرحلة انما هو واجب اخلاقي وانساني ووطني بالدرجة الاولى ولذلك فإننا نحث المقتدرين في مدينتنا المقدسة بأن يلتفتوا الى العائلات الفقيرة المحتاجة وان تكون هنالك حالة تكافل اجتماعي وتعاون بين جميع المؤسسات والهيئات المقدسية حتى نتجاوز هذه المرحلة الخطيرة بسلام وبأقل الخسائر.

لقد صدر مرسوم رئاسي بتجديد فترة الطوارىء لشهر ويحق لنا ان نتساءل كما يتساءل الكثيرون من اين سيجد الفقراء والمحتاجين خبزهم وطعامهم خلال هذه الايام القادمة .
من السهل ان نقول للناس شدوا احزمتكم او نحن مقبولون على اوضاع صعبة فهذه مفردات نسمعها ويرددها البعض ولكن هنالك شريحة من ابناء شعبنا في مدينة القدس وفي باقي الاراضي الفلسطينية التي تحتاج الى العون والمساعدة والمؤازرة في هذه الظروف لا سيما ان المعيل لهذه الاسر قد فقد عمله ومدخوله وبالتالي هو ليس باستطاعته ان يقدم ما تحتاجه اسرته من طعام وحليب ودواء الخ 

وأضاف نتمنى ونسأل الله بأن تزول هذه الغمامة السوداء عن بلادنا وعالمنا بسرعة ولكن حتى نصل الى ذلك لا يمكننا ان نكون مكتوفي الايدي امام مآساة انسانية وشيكة قد تحدث بسبب الاغلاقات وبسبب البطالة وخاصة في مدينة القدس القديمة حيث نعيش حالة مأساوية في ظل ظروف قاهرة فرضت على الجميع .
اعود واكرر بأن الاغنياء يجب ان يتضامنوا مع الفقراء في هذه المرحلة والغني الذي يبذل من ماله من اجل اطعام الفقراء سوف يباركه الرب ويغدق عليه المزيد من النعم والبركات .
من يقدم ويضحي في سبيل الاخرين يباركه الرب ولذلك فإننا نقول للمقتدرين بأن دعمكم للفقراء ليس خسارة بل هو ربح وهذا ما ستلاحظونه مستقبلا لان الرب يبارك اولئك الذين يقدمون بسخاء ويفتقدون الفقراء والمحتاجين ويساهمون في ادخال الامل والرجاء والسعادة لمن يحتاجون اليها .

نحيي كافة المبادرات التي اطلقت من محافظة القدس وغيرها من المؤسسات المقدسية ففي هذه الاوقات العصيبة يجب ان نكون موحدين حتى نجتاز هذه المحنة التي نمر بها .