السلطة الفلسطينية و(كورونا) والأردن

السلطة الفلسطينية و(كورونا) والأردن
بقلم : عبدالله عيسى  رئيس التحرير
أبهرت السلطة الفلسطينية، معظم المراقبين، بالإجراءات التي اتخذتها لحماية الشعب الفلسطيني من مخاطر وباء (كورونا)، حتى إن بعض المراقبين، تحدثوا عما قامت به السلطة الفلسطينية من إجراءات توازي تقريباً الإجراءات التي اتخذتها دول صناعية كبري، ذات إمكانيات هائلة.

وكان يفترض، أن يصل هذا الوباء إلى الضفة الغربية، وأن تتحول الضفة الغربية إلى أسوء منطقة ناقلة للوباء في العالم، خاصة أن إمكانيات السلطة ضعيفة، مقارنة بدول أوروبية، ولكن حزم وشدة (أبو مازن) دفعته إلى اتخاذ قرارات سريعة وجريئة؛ لمكافحة هذا الوباء بكل الوسائل المتاحة، وقام الدكتور محمد اشتية، بتنفيذ تعليمات الرئيس (أبو مازن) بكل جدية وأمانة.

واستطاعت هذه الإجراءات، أن تحول السلطة الفلسطينية إلى سد منيع؛ لمنع تسرب الوباء إلى الأردن ودول أخرى.

ويبدو أن إسرائيل أصبحت من أكثر الدول تضرراً من وباء (كورونا) ولا نعلم إن كانت إسرائيل، قد قامت بما قامت به بشكل متعمد أو غير متعمد، بحيث تَسرب عددٌ كبيرٌ من المصابين الفلسطينيين من داخل الخط الأخضر، لمناطق السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية، وقامت السيدة ليلي غنام، مشكورة، بملاحقة تلك الحالات المرضية، ولم تترك منطقة بالضفة الغربية إلا وزارتها، ووصفها البعض بالمكوك، وهي محافظ رام الله والبيرة، وتعتبر السيدة الوحيدة في منصب محافظ، حتى إن البعض قال عنها: إنها الرجل الوحيد بين المحافظين الرجال.

والطرف المقابل، كان الأردن يشهد إجراءات مميزة جداً، فاصدر الملك عبد الله الثاني، تعليماته للجهات المختصة، بتوفير أماكن للحجر الصحي، وهي فنادق فاخرة، كما أمر الجهات المختصة بتوزيع الخبز مجاناً على المواطنين، إضافة إلي المعلبات والمواد الغذائية والأجبان، وكل ما يحتاجه المواطن الأردني، وهذه القرارات امتداد لسنة حميدة، قام بها الهاشميون بالأردن.

حيث كان الملك الراحل، الحسين بن طلال، يستمع يومياً صباحاً إلى الإذاعة الأردنية، ويتصل بالإذاعة بنفسه؛ للاستجابة لمناشدات المواطنين الأردنيين، وذات مرة، اتصل مواطن بالإذاعة الأردنية ببرنامج البث المباشر، واشتكي من أن طفله يحتاج إلى حليب بنوع معين، غير متوفر إلا بفرنسا، وغير متوفر بالأردن، واستمع الملك الحسين للمناشدة، وعلى الفور أعطى اوامره لطائرة خاصة بالتوجه لباريس؛ لجلب كمية كافية من علب الحليب الخاص لهذا الطفل، وهكذا يتصرف الهاشميون مع المناشدة، خاصة الإنسانية، ولاسيما لمرضي السرطان، بينما كان الملك الحسين- رحمه الله- لا يسمع بمريض حتى عربي خارج الأردن، إلا يأمر بعلاجه على نفقة الأردن، كما حصل مع الشاعر الكبير السوري، نزار قباني، وكما قام الملك الحسين، بإعادة إعمار قبة الصخرة المشرفة على نفقة الأردن.

حتى إن الشعب الأردني، هب بيوم واحد لدعم بناء مستشفى لمرضى السرطان بالأردن، بناء على طلب الملك الحسين، وقد اتخذ قرار بالأردن بأن أي مريض سرطان أردني، يُعالج مجاناً على نفقة الدولة.

هذه المآثر الهاشمية، وجدت طريقها الآن خلال أزمة (كورونا) بتعليمات الملك عبدالله الثاني، الذي منح الشعب الأردني كل وسائل الرفاهية، والعيش الكريم، وعند النظر للتعاون الأردني الفلسطيني، نجد أنه بأعلى درجاته، حيث إن الإجراءات التي اتخذتها السلطة الفلسطينية، أسهمت بوضع حد لتمدد هذا الوباء إلى الأردن.

وهذا التعاون، هو الذي تسعي إليه معظم دول العالم، على عكس توقعات الباحث الدكتور طلال أبو غزالة، الذي توقع أن تنتهي أزمة (كورونا) بحرب عالمية ثالثة، حيث توقع أبو غزالة، أن تنشب حرب عالمية بين الصين وأمريكا، ولا نعرف ما علاقة (كورونا) بهذه الحرب، رغم أن المؤشرات، تتحدث عن أن دول العالم، تتكاتف وتُوحد جهودها لصد هذا الوباء.

التعليقات