عاجل

  • 5 شهداء في قصف إسرائيلي على مواطنين في مدينة الزهراء وسط قطاع غزة

أطباء نفسيون يُقدمون نصائحهم لمساعدتكم على النوم بظل القلق من (كورونا)

أطباء نفسيون يُقدمون نصائحهم لمساعدتكم على النوم بظل القلق من (كورونا)
صورة تعبيرية
خاص دنيا الوطن- أمنية أبو الخير 
عادة ما يعاني الناس من اضطرابات وحالات من القلق، عندما يتولد لديهم شعور الخوف المفرط والمستمر، وهو أمر طبيعي ورد فعل طبيعي لأي طارئ في حياتهم، وتتضمن اضطرابات القلق نوبات متكررة من المشاعر المفاجئة للقلق الشديد والخوف أو الرعب، وتصل إلى ذروتها في غضون دقائق (نوبات الهلع). 

تتداخل مشاعر القلق والذعر هذه مع الأنشطة اليومية، ويصعب التحكم بها، ولا تتناسب مع الخطر الفعلي، ويمكن أن تستمر لفترة طويلة، ومن أبرز أعراضها الإصابة بصعوبة في النوم، وهو ما يعاني منه الناس بسبب انتشار فيروس (كورونا) حول العالم ليصيب (861,305) أشخاص، ويقتل (42,365) آخرين، ويترك الباقين على قيد الانتظار والترقب والخوف.  

توقفوا عن سماع الاخبار 

قال الدكتور عصام بنورة، مدير مستشفى بيت لحم، للطب النفسي: الكثير من الناس يعانون من القلق والتوتر واضطرابات النوم، نتيجة حظر التجول، وتواجدهم بالمنازل طول الوقت، بالإضافة لسماعهم الأخبار المتداولة عالمياً حول (كورونا) وارتفاع نسبة الوفيات العالمي. 

وأضاف بنورة لـ"دنيا الوطن":" الناس يعانون من الأرق والخوف من المجهول، وهو رد فعل طبيعي، نتيجة الأزمة التي طالت، وانتشار (كورونا) في كل العالم، وهناك بعض الدول التي دخلت في أزمة حقيقية، وفقدت القدرة على السيطرة على انتشار المرض كما حدث في إيطاليا، وسماع الأخبار المُحزنة طول الوقت، وهذا سبب للناس حالة من الأرق وقلة النوم، والكثير من المشاكل النفسية الأخرى".

ووجه للمواطنين نصائح للتغلب على تلك المشاكل، كان أبرزها التوقف عن متابعة الأخبار بشكل مستمر، والابتعاد عن النشرات الإخبارية، والترفيه عن أنفسهم بوسائل أخرى، كمشاهدة الأفلام والمسلسلات، وسماع الأغاني، أو القراءة والمطالعة، بالإضافة إلى ضرورة ممارسة النشاطات الرياضية. 

وحث مدير مستشفى بيت لحم للطب النفسي، المواطنين على زيادة الجلسات العائلية، والحديث بين أفراد الأسرة الواحدة، عن مواضيع مختلفة عن أزمة (كورونا) وتفاصيلها، متمماً: "أنا أفسر لهفة الناس على متابعة الأخبار، بأنهم يريدون أن يسمعوا خبراً جيداً، ولكن للأسف كافة الأخبار، تأتي بعكس ما يتوقعون، لذلك يجب على الناس الابتعاد عن الأخبار بين الفترة والأخرى وممارسة الأعمال المنزلية والرياضية، وترتيب المنزل والحديقة والزراعة". 

وأكمل: المشكلة مازالت قائمة ومستمرة، لذلك يجب أن نعتاد عليها، لأنه لا توقعات بحلها خلال الأسابيع القريبة، فعلى المواطنين التحلي بمزيد من الصبر والتقليل من اللهفة على سماع الأخبار. 

وحث الوكالات الإعلامية، ومواقع التواصل الاجتماعي، على إعداد برامج هدفها طمأنة المجتمع، وطمأنة المواطنين، وتوجيههم وإرشادهم نحو بعض الفعاليات المنزلية، التي تبعدهم على التوتر والقلق والخوف.

وأكد الأخصائي النفسي، الدكتور سفيان مطر، أن الوقاية هي السبيل في مواجهة فيروس (كورونا)، عبر تعقيم المنزل بشكل جيد، والحرص الشديد على النظافة الشخصية، وعدم التلامس مع الآخرين، والبقاء في المنازل بقدر المستطاع، حتى لا تقع عملية المخالطة مع غيره، وتجنب الخروج إلا في حالات الضرورة القصوى. 

المفتاح بيد رب الأسرة

وقال الدكتور مطر لـ"دنيا الوطن": "الأعراض النفسية التي تحدث نتيجة انتشار هذا الوباء، تصنف بعلم النفس بموضوع (الفوبيا) الناتج عن الخوف، وبالتالي تحدث بعض الأعراض النفسية مثل: القلق، وقلة النوم، أو قلة الأكل، أو زيادة الأكل، كل تلك الأعراض هي أعراض نفسية واضحة، نتيجة حالة القلق التي يعيشها الناس في مثل هذه الظروف، وانتشار مثل هذه الأوبئة الفتاكة. 

وأكمل: على رب الأسرة، أن يكون هو النموذج، الذي يحتذى به داخل الأسرة، من حيث طمأنة العائلة، والحرص على الوقاية، ومنع كبار السن، وأصحاب الامراض المزمنة من الخروج، والإشراف على تعقيم المنزل، ونظافة الجميع.

وحث المواطنين على تقسيم أوقات الفراغ الناتجة عن الحجر المنزلي في عدة أمور مفيدة، تنعكس بشكل إيجابي على نفسية الإنسان، كالقراءة، ومشاهدة التلفاز، واللعب مع الأنباء، وممارسة الأنشطة الرياضية، كل ذلك يخفف من حدة التوتر، نتيجة الخوف من انتشار الوباء.

وشدد على ضرورة التزام رب الأسرة، بأعلى درجات ضبط النفس، في مثل هذه الحالات، مما ينعكس بإيجاب على من حوله من أفراد الأسرة. 

تمارين رياضية وحمام دافئ 

قال الدكتور أسعد يوسف أبو غليون، استشاري الطب النفسي والعصبي: الأرق وعدم القدرة على النوم، هو جزء من القلق النفسي الموجود، وهو الخوف المستقبلي والخوف من المجهول، وتوقع حدوث السيئ، وأهم أعراضه (الأرق) إمام قلة النوم أو عدم القدرة على النوم.

وأضاف أبو غليون لـ"دنيا الوطن": " النوم نعمة، وعدم النوم في الليل، يؤثر على باقي اليوم، حالياً يعيش العالم في ظرف استثنائي، وحالة من الخوف والهلع، وحالة من الترقب لنشرات الأخبار، والتفاصيل السيئة، وهو ما يسبب للناس نوعاً من الأرق، وهو أمر طبيعي، ومن ثم ينعكس على النوم".

ونصح المواطنين بعمل نشاطات ثقافية ورياضية واجتماعية مختلفة، بعيداً عن قضية (كورونا)، مكملاً: "يجب أن تكون غرفة النوم نظيفة، وقد قام الشخص بتهويتها خلال النهار، وأن تكون خالية من الأضواء والضجيج، ويجب أن يمارس الشخص بعض التمارين الرياضية، وأن يأخذ حماماً دافئاً قبل موعد النوم، ومن الضروري الابتعاد عن المنبهات كالقهوة والشاي، ويفضل ألا يتناول الشخص الكثير من الأطعمة، بالإضافة للتوقف عن متابعة الأخبار في فترة المساء".

التعليقات