مُبرمج غزي يُطوّر برنامجاً لتشخيص مصابي (كورونا) بشكل فوري

مُبرمج غزي يُطوّر برنامجاً لتشخيص مصابي (كورونا) بشكل فوري
صورة تعبيرية
خاص دنيا الوطن- أمنية أبو الخير 
كشف المبرمج الغزي، محمود أبو غوش، أنه استطاع تطوير برنامج قادر على تشخيص فيروس (كورونا)، (COVID19) بواسطة الأشعة السينية لمنطقة الصدر "الرئة تحديداً"، باستخدام مجموعة كبيرة من أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي؛ لتحديد هل المريض مصاب أم لا.

وأكد أبو غوش لـ"دنيا الوطن" أن برنامجه، وجد تجاوب من قبل وزارة الصحة، بقطاع غزة، ولكن كان هناك معيقات متعلقه بعدم وجود إلا جهاز واحد متنقل، ومستشفى الشفاء بحاجة له بشكل دائم، والحاجة لممول خارجي لشراء أجهزة متنقلة للأشعة السينية. 

وقال المبرمج الغزي: لقد طبق البرنامج، أمس، في مستشفى في إيطاليا، وكانت نتائجه رائعة جداً، فقد شخص 713 حالة مصابة بـ (كورونا) من أصل 3000 حالة، وقد شخصها بدقة بنسبة 83%.

وفيما يلي حوار "دنيا الوطن" مع المبرمج الغزي محمود أبو غوش

حدثنا عن برنامجك القادر على تشخيص فيروس كورونا بالأشعة؟ 
انتهيت بالأمس من تطوير برنامج، قادر على تشخيص فيروس (كورونا)، (COVID19) بواسطة الأشعة التالية (CT) أو Ultrasound أو x-ray لمنطقة الصدر "الرئة تحديداً"، باستخدام مجموعة كبيرة من أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي؛ لتحديد هل المريض مصاب أم لا.

بالمناسبة الأشعة لا تجزم جزماً تاماً بوجود الفيروس أم لا، لكنها في الفترة الحالية مفيدة جداً نتيجة الضغط لعدم القدرة على أخذ عينات (PCR) من الجميع لفحصها، حيث إنها تأخد وقتاً في صدور النتيجة، النتيجة تصدر خلال أقل من دقيقة لمعالجة الصورة.

ما آلية عمل البرنامج؟ 

البرنامج يحتوي على 55 ألف صورة متنوعة (CT-Ultrasound-x-ray) لأشخاص مصابة بالمرض، تم جمعها بواسطة أصدقاء من 13 دولة أجنبية ودولتين عربيتين، ويحتوي على 30 ألف صورة لأشخاص مصابين بالتهاب رئوي، ومدخنين للتفرقة، ومساعدة الخوارزمية في التشخيص بين الأمراض.

البرنامج يتعلم ويتطور لحظة بلحظة عن طريق تغذية صور جديدة مع تقارير الأطباء الحقيقية لمقارنة الدقة، ويزود بعمر وجنس المصاب، وتاريخ الإصابة.

البرنامج يخرج تقريراً بسيطاً حالياً للتنبؤ بخطورة المرض.

وهو مبرمج على لغة (Python)، والنتائج رائعة جداً، وهي تتفاوت حسب نوعية الصور، النوع الأول x-ray – نسبة الدقة 98.8 – تم استخدام 27534 حالة، النوع الثاني CT – نسبة الدقة 96.5 – تم استخدام 2905 حالة النوع الثالث Ultrasound – نسبة الدقة 99.7 – تم استخدام 23149 حالة، (النسبة عالياً نتيجة جودة الصور ولان الصين اعتمدت عليها خلال الازمة وهنالك أبحاث ودراسات كثيرة طورتها).

هذا البرنامج نتيجة جهود كبيرة من أصدقاء لي بالخارج، يتم الآن الترتيب لنشر ورقة بحثية مشتركة بينهم، ما زلنا نعمل على تطوير الخوارزميات؛ لتقليل نسبة الخطأ وإضافة مميزات جديدة.

 هل وجد البرنامج آذاناً صاغية في قطاع غزة؟ 

وجدت تجاوب من وزارة الصحة في قطاع غزة، لديهم استعداد تام لتنفيذ البرنامج، وكنا نبحث عن الأجهزة التي تساعدنا في تطبيق الأمر، وجدنا جهازاً واحداً، وهو موجود بمستشفى الشفاء الطبي. 

الجهاز متنقل بحيث يمكننا أخذه والذهاب به إلى مراكز الحجر الصحي، ونجري الفحوصات للمواطنين المحجورين بشكل لحظي، وتخرج النتائج بشكل فوري، ولكن هذا الجهاز الوحيد موجود في غرفة العمليات بمستشفى الشفاء، ولا يمكنهم الاستغناء عنه.

وقالت وزارة الصحة، وأكدت أن الوضع في قطاع غزة مسيطر عليه، وأنهم في طور تحضير البنية التحية تحسباً لانتشار الوباء.

ومن باب (لا ضرر ولا ضرار) قد استغنينا عن فكرة استخدام الجهاز الوحيد من مستشفى الشفاء، وبالتالي الوزارة تبحث الآن عن ممول، يمول شراء جهازين أو ثلاثة أجهزة متنقلة؛ لفحص الأشعة السينية، لا أعرف إن كانوا سيجدون ممولاً للموضوع أم لا، ولكن في الوقت الحالي، سيكون الأمر صعباً.

من وجهك نظرك ما المعيقات التي تقف أمام تطبيق أي برامج خاصة بالفحص عن فيروس (كورونا)؟

أول مشكلة في قطاع غزة، تكمن في البنية التحتية، فهي سيئة للغاية في قطاع تكنولوجيا المعلومات في قطاع غزة، وهذا ظهر حالياً في التعليم الإلكتروني، فالكثير من الجامعات الآن غير قادرة على إكمان مشروع التعليم عن بعد؛ لأن البنية التحتية لم تستطع تحمل ضغط وجود الطلبة والمدرسين في آن واحد على (سيرفر) الجامعة. 

البنية التحتية في قطاع غزة منهارة، وأيضاً هنا مشكلة في التمويل المالي لملف البرمجيات.  

هل هناك شركات داعمة لهذا البرنامج؟

من البداية عملي على البرنامج من أسبوعين، كان الأمر مكلفاً بالنسبة لي، لأن الأمر يحتاج إلى (السيرفر السحابي) وقد وفرته لي شركة (Siemens) الألمانية، لمدة ستة شهور بشكل مجاني، مع العلم لو أردت أن أحجزه بنفسي فإنني بحاجة لـ 15 ألف دولار أمريكي.  

هل سيتم تطبيق هذا البرنامج في دول أخرى خارج فلسطين؟

 لقد طبق البرنامج، أمس، في مستشفى في إيطاليا، وكانت نتائجه رائعة جداً، فقد شخص 713 حالة مصابة بـ (كورونا) من أصل 3000 حالة، وقد شخصها بدقة بنسبة 83%.

هناك من سيقول: إنني أعلنت أن نسبة الدقة 98% والآن أصبحت 83%، الأمر يعود لموضوع البيئة في إيطاليا، نحن نقول بشكل عام  98، ولكن إذا خصصنا الذكور والإناث والفئة العمرية، والدول، فهناك اختلافات، نحن حالياً نقوم بالتركيز عليها. 

كافة العلماء، أجمعوا أنها حسب (طريقة المعادلة الأسية) ولكن للأسف هذا كله عاري عن الصحة لأنها (أشبه بالمعادلة الأسية) وليست (المعادلة الأسية) لأن هناك أمور لا يأخذونها بعين الاعتبار، مثل الجنس، حيث يعتبر فيروس (كورونا) ذكوري أكثر مما هو أنثوي، 85% من المصابين حول العالم من الذكور، موضوع الفئة العمرية، أغلب الإصابات من المسنين، بالإضافة إلى عامل نوعية الطعام، وطبيعة الجو، وطبيعة الملابس، بالإضافة إلى فصيلة الدم أيضاً. 

أنا حالياً غير متوفر لدي إلا الدولة والعمر وتاريخ الميلاد، أي معلومات أخرى قد نضيفها إلى البرنامج، ستزيد الدقة، ونستطيع أن نعمل في أي دولة.   

كيف يمكن لعلم البرمجيات المساعدة في تخطي الأزمة الحالية؟

البرمجيات ممكن أن تساعد بشكل كبير على تخطي الأزمة، والدليل على ذلك أن 80% من أزمة الصين، حلتها التكنولوجيا، عبر الكمرات الحرارية، وتشخيص (الالتراسواند)، وأجهزة (السي تي)، لكن البنية التحتية في فلسطين، والدول المجاورة لها، غير متهيئة لاستخدام التكنولوجيا بشكل سريع. 

حدثنا عن نفسك.. وأبرز إنجازاتك السابقة؟ 

انا محمود أبو غوش، عمري (27 سنة)، أعمل محاضراً في بعض الجامعات بقطاع غزة، ومهندس برمجيات، ولي العديد من الأبحاث، ذات العلاقة بالأمور الطبية، أحب الدمج بين التكنولوجيا والطب. 

ما طموحاتك المستقبلية.. وهل تحول ظروف غزة دون تحقيقها؟

طموحي الحالي، أن تتم السيطرة على فيروس (كورونا)، وأن تعود الحياة لمجراها، غزة ليست عائقاً لسبب بسيط، لأنها تكون ضمن التحديات، فإغلاق المعابر المستمر، يمنعني من المشاركة في الدورات والورشات خارج البلاد، ويمنعني من إدخال أي أجهزة للقطاع، يضاف إلى ذلك، انقطاع الكهرباء والإنترنت المستمر حالياً، كل تلك التحديات تقف في وجهي.  

التعليقات