هل المطعمون بلقاح "السل" أقل عُرضة للإصابة بكورونا؟

هل المطعمون بلقاح "السل" أقل عُرضة للإصابة بكورونا؟
صورة تعبيرية
خاص دنيا الوطن- أمنية أبو الخير 
بعنوان (مفاجأة سارة للعرب) تناقلت عشرات وكالات الأنباء حول العالم، خبراً يفيد بأن عقار السل المُطور، أثبت فعالته ضد فيروس (كورونا)، وذلك سبب انخفاض عدد الإصابات في مصر. 

حيث قرر باحثون أستراليون، إجراء اختبارات سريعة على نطاق واسع من البشر؛ لمعرفة ما إذا كان اللقاح المستخدم لعقود للوقاية من السل، يمكن أن يحمي العاملين بقطاع الصحة من (كورونا) وتلك التجربة ستطبق على هولندا وإنجلترا وفرنسا؛ لتحديد ما إذا كان يمكن أن يقلل من أعراض (COVID-19)، مؤكدين أن النتائج إلى الآن مبشرة.

أكد البرفسور عبد المنعم حميد، الدكتور المتعمّق في زراعة الرئة ومعالجة الأمراض الرئوية النادرة في مستشفى بفرنسا، أن استخدام لقاح السُل كواقٍ من (كورونا) أمر غير مثبت علمياً، رغم تحدث بعض المصادر، بأن تطعيم السّل، حال دون وجود حالات كثيرة في الوطن العربي أو في المناطق الإفريقية.

أوروبا كانت تعطى لقاح السل

وأضاف حميد لـ"دنيا الوطن": "هذا الكلام غير مثبت علمياً، في أوروبا ما قبل عشر سنوات، كان مسموح بلقاح السل في كل العالم، وكان يُعطى بشكل روتيني، لكنه حالياً لم يوقف انتشار (كورونا)". 

وحول التفاوت في عدد الإصابات والوفيات بين دول العالم فقال: تفاجأنا بعدد الوفيات في إيطاليا، مقارنة بعدد الإصابات، وهذا دل على أمرين، الأول أن سرعة الفيروس عندما وصل إلى أوروبا كانت أكبر من سرعته في الصين، وتأثيراته على المرضى كانت أكبر، وذلك لأن إيطاليا لم تطبق العزل الصحي، كما طبق في الصين، النقطة الثانية، تكمن في صحة ودقة المعلومات التي وصلت من الصين حول عدد الوفيات، أو من البلدان الأخرى.

وأشار إلى أن ما حدث في الدول العربية، أنها حصلت بشكل مبكر على تنبيهات وإرشادات من قبل مجموعات من الأطباء الفلسطينيين والعرب، وبناء عليها، تم تطبيق الحجر الصحي بشكل باكر، رغم أن المتابعة لم تكن دقيقة. 

وأردف أن منظمة الصحة العالمية، قد أشادت بإجراءات السلطة الصحية في فلسطين، لمنع انتشار عدوى (كورونا)، والدليل على ذلك العدد القليل للإصابات والوفيات في فلسطين. 

وختم: معظم المرضى، الذي أصيبوا أو توفوا في إيطاليا، عدد كبير منهم لديه سوابق مرضية مثل الضغط والقصور التنفسي المزمن، وقصور القلب، والسمنة، والسكري. 

الصين تعطي تطعيم (السل) إلزامياً لمواطنيها 

واستبعد الطبيب الفلسطيني، الدكتور علي الوعري، رئيس الجالية الفلسطينية في مدينة ووهان الصينية، منع لقاح السُل انتشار فيروس (كورونا) قائلاً: جميع المواطنين في الصين، قد حصلوا على تطعيم السُل، ويعطى في المدارس، ويعطى بشكل إلزامي في مدينة ووهان أيضاً، ومع ذلك ظهرت (كورونا) وانتشرت بشكل كبير بين المواطنين. 

وأضاف الوعري لـ"دنيا الوطن": " السبب في تفاوت عدد الإصابات والوفيات، أن (كورونا) يستهدف الناس الكبيرة في العمر، وأوروبا معروفة بأنها القارة العجوز، ومن هم فوق 65 عاماً غالباً لديهم أمراض مزمنة، خاصة بالدول الأوروبية".

وأكمل: صحيح هناك أعمار كبيرة في الصين، لكنهم يتمتعون بصحة جيدة بسبب التغذية، النظام الغذائي يختلف بين أوروبا والصين، بالنسبة لكبار السن، فـ 90% من أطعمة كبار السن في الصين تعتمد على الخضروات المليئة بالفيتامينات، وطبيعة الأكل الصيني بالمجمل صحي، لذلك كانت نسبة الوفيات من كبار السن كبيرة في الدول الأوروبية. 

وعن العرب، أوضح، أن أهل الخليج العربي، يسكنون في مساحة واسعة، ومتفرقة تمنع الاختلاط مع الجيران، على عكس ما يحدث في الصين من تكدس للسكان بالقرب من بعضهم البعض، وهذا يؤكد أن العزل الصحي، وقلة التجمعات والعزل الصحي السبب في وقف انتشار الفيروس.

وأكد أن الدولة المحظوظة، هي التي أخذت إجراءات وقائية بشكل مُبكر، وسيكون فيها حالات أقل، والدول التي تأخرت في أخذ الإجراءات ستحصد حالات إصابات ووفيات كبيرة.   

ووصف الدكتور الوعري (كورونا) بالفيروس (المُحتال) نظراً لأنه لا يملك آلية محددة لانتشاره، ويومياً يتم اكتشاف معلومات عنه لم تكن مُكتشفه بالأمس القريب، متمماً "هناك بعض الحالات تظهر عليها الأعراض منذ البداية، وهناك حالات أخرى تظهر عليها الأعراض بعد اليوم السابع أو التاسع، وأحيانا يأتي عرض كالسخونة ثم (كحة) ثم باقي الأعراض.

واستطرد: بالتالي إذا وقعت عدة إصابات كبيرة في دولة ما، يحدث إرباك في المنظومة الصحية، وتصبح المستشفيات غير قادرة على احتواء عدد الإصابات، فيحدث عدم مراقبة على الحالات الخطرة، مما يرفع من نسبة حالات الوفيات بشكل كبير، كما يحدث في إيطاليا وأسبانيا.

وشدد على أن التشخيص المبكر للحالات، وقدرة النظام الصحي على ذلك، ترفع من احتمالية علاجها قبل أن تصل للمرحلة المتوسطة أو الخطيرة، وتصبح حالة وفاة. 

تطعيم السّل جيدة لتنشيط جهاز المناعة

بينما أكد الأستاذ الدكتور عبد الرؤوف المناعمة، أستاذ علم الميكروبات بكلية العلوم الصحية بالجامعة الإسلامية، أن تطعيم الـ (بي سي جي) المستخدم للوقاية من مرض السل طريقة جيدة لتنشيط جهاز المناعة، خاصة المناعة الخليوية، وقد استخدم في علاج سرطان المثانة من خلال تنشيط الخلايا المناعية، التي تهاجم السرطان.

وأضاف المناعمة لـ"دنيا الوطن": "هناك أنباء عن قيام تجربة موسعة في أستراليا لتطعيم العاملين في القطاع الصحي بغرض تنشيط المناعة؛ ليتمكنوا من مكافحة فيروس (كورونا)، علماً بأن هذه التقنية لا تستهدف فيروس (كورونا) بذاته ولكن مجموع الفيروسات، وبعض الأمراض البكتيرية"."

وأكمل أستاذ علم الميكروبات: تبقى هذه التقنية فرضية جميلة ما لم تثبت صحتها من خلال التجارب السريرية الواسعة بعد، أما ما يُشاع عن سبب انتشار المرض في البلدان الأوروبية بالمقارنة مع البلدان العربية، بسبب هذا التطعيم، فهذا يبقى في إطار التكهنات والفرضيات.

التعليقات