المركزي للإحصاء: في "يوم الأرض".. الاحتلال يُسيطر على 85% من فلسطين التاريخية

المركزي للإحصاء: في "يوم الأرض".. الاحتلال يُسيطر على 85% من فلسطين التاريخية
رام الله - دنيا الوطن
استعرض الجهاز المركزي للإحصاء، الأوضاع القائمة في المناطق الفلسطينية، عشية الذكرى الرابعة والأربعين لـ (يوم الأرض) الذي يصادف اليوم الاثنين.

وقال المركز في تقرير مطول له، دعمه بالأرقام والاحصائيات، إن عدد المواقع الاستيطانية والقواعد العسكرية الإسرائيلية نهاية عام 2018 بالضفة الغربية بلغ 448 موقعا، منها 150 مستوطنة و26 بؤرة مأهولة، تم اعتبارها كأحياء تابعة لمستوطنات قائمة، و128 بؤرة استيطانية.

وأشار إلى أن عدد المستوطنين في الضفة الغربية، بلغ 671,007 مستوطنين، وفي آخر احصائيات نشرت نهاية عام 2018، بمعدل نمو سكاني يصل إلى نحو 2.7%، لافتا إلى أن استقدام اليهود من الخارج، يشكل أكثر من ثلث صافي معدل النمو السكاني بدولة الاحتلال، حيث يتضح من البيانات أن حوالي 47% من المستوطنين يسكنون في محافظة القدس، وبلغ عددهم حوالي 311,462 مستوطناً.

وتشكل نسبة المستوطنين إلى الفلسطينيين في الضفة الغربية حوالي 23 مستوطنا، مقابل كل 100 فلسطيني، في حين بلغت أعلاها في محافظة القدس حوالي 70 مستوطنا مقابل كل 100 فلسطيني، وأكد التقرير أن العام المنصرم، شهد زيادة كبيرة في وتيرة بناء وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، حيث صادق الاحتلال الاسرائيلي على بناء حوالي 8,457 وحدة استيطانية جديدة، بالإضافة الى إقامة 13 بؤرة.

ووفق أرقام جهاز الإحصاء، فإن الاحتلال يسيطر على أكثر من 85% من أرض فلسطين التاريخية، لافتا إلى أن اليهود في عهد الانتداب البريطاني استغلوا فقط 1,682 كم، وتشكل ما نسبته 6.2% من أرض فلسطين التاريخية، ومن خلال التقرير، يتبين أن عدد الفلسطينيين المقدر نهاية عام 2019 بلع حوالي 13 مليونا، حوالي 5 ملايين منهم يعيشون فـي دولة فلسطين، وحوالي 1.597 مليون فلسطيني في أراضي 1948، فيما بلغ عدد الفلسطينيين في الدول العربية حوالي 6 ملايين فلسطيني، في حين بلغ عدد الفلسطينيين في الدول الأجنبية حوالي 727 ألفاً.

وأكد أن الاحتلال يواصل استغلال تصنيف الأراضي حسب اتفاقية أوسلو (أ، ب، ج) لإحكام السيطرة على أراضي الفلسطينيين خاصة في المناطق المصنفة (ج)، والتي تخضع بالكامل لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي على الأمن والتخطيط والبناء، حيث يستغل الاحتلال بشكل مباشر ما نسبته 76% من مجمل المساحة المصنفة (ج)، وتسيطر المجالس الإقليمية للمستوطنات على 63% منها، فيما بلغت مساحة مناطق النفوذ في المستوطنات نحو 542 كم، كما هو الحال في نهاية عام 2019، وتمثل ما نسبته حوالي 10% من مساحة الضفة الغربية، فيما تمثل المساحات المصادرة لأغراض القواعد العسكرية ومواقع التدريب العسكري حوالي 18% من مساحة الضفة الغربية، بالإضافة إلى جدار الضم العنصري، والذي عزل أكثر من 10% من مساحة الضفة ، وتضرر ما يزيد على 219 تجمعا فلسطينيا من إقامة الجدار.

واستند التقرير إلى بيانات التقرير السنوي لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، الذي أكد أن مجموع ما تم صرفه على الأنشطة الاستيطانية في الفترة الممتدة بين الأعوام 2011-2016 بلغ مليار شيكل- الدولار يساوي 3.6 شيكل-، في حين بلغ ما تم صرفه في عام 2017 نحو 1.7 مليار شيقل، بالمقابل بلغ ما تم صرفه في عام 2018 نحو 1.4 مليار شيكل، حيث تشير بيانات منظمة (السلام الآن) الإسرائيلية، إلى أن ظاهرة البؤر الاستيطانية، بدأت بشكل رئيسي في عهد بنيامين نتنياهو كرئيس للوزراء عام 1996، مؤكدا أن الاحتلال يقوم بتهويد القدس بلا ضوابط، حيث قام في الماضي بهدم وتدمير 678 مبنى، منها حوالي 40% في محافظة القدس، في وقت يضع فيه القيود على بناء الفلسطينيين لمساكنهم.

وأوضح التقرير أن الاحتلال هدم نحو 50 ألف مسكن بشكل كلي وما يزيد على 100 ألف مسكن بشكل جزئي في الأرض الفلسطينية منذ عام 1967، وأنه يتضح من بيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، تعرّض ما يربو على 110 آلاف فلسطيني للتهجير الداخلي في مختلف أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة خلال العقد المنصرم.

ويشير التقرير إلى أن هناك 90 ألف فلسطيني في القدس الشرقية، يعيشون حالياً في مبانٍ مهددة بالهدم، وذلك في ظل تمييز سياسات الإسكان الإسرائيلية في القدس الشرقية بشكل عنصري ضد الفلسطينيين، وهو أمر طال حتى الشوارع في تلك المدينة.

وتطرق التقرير إلى الوضع في قطاع غزة، وقال إن القطاع يعيش في حصار مستمر وكثافة سكانية عالية، وأن الاحتلال يقيم منطقة عازلة على طول الشريط الحدودي لقطاع غزة بعرض يزيد عن 1,500 متر على طول الحدود الشرقية للقطاع، وبهذا يسيطر الاحتلال الإسرائيلي على حوالي 24% من مساحة القطاع البالغة 365 كم.

وتناول التقرير أعداد الضحايا الفلسطينيين، الذين سقطوا منذ بداية الصراع، وقال إن عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب منذ النكبة عام 1948 وحتى اليوم (داخل وخارج فلسطين) بلغ نحو مئة ألف شهيد، فيما بلغ عدد الشهداء منذ بداية انتفاضة الأقصى 10,926 شهيداً، لافتا إلى أن عام 2014 كان أكثر الأعوام دموية، حيث سقط 2,240 شهيدا، منهم 2,181 شهيداً في قطاع غزة، غالبيتهم استشهدوا خلال العدوان على قطاع غزة، أما خلال عام 2019 فقد بلغ عدد الشهداء في فلسطين 151 شهيداً منهم 29 شهيداً من الأطفال وتسع نساء، فيما بلغ عدد الجرحى خلال عام 2019 حوالي 8 آلاف جريح.

أما عدد الأسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي نهاية عام 2019 فبلغ خمسة آلاف أسير (منهم 200 أسير من الأطفال و42 امرأة)، أما عدد حالات الاعتقال فبلغت حوالي 5,500 حالة، من بينهم 889 طفلاً و128 امرأة، حيث استمرت سلطات الاحتلال بإصدار أوامر اعتقال إداري بحق الفلسطينيين، فقد وصل عدد أوامر الاعتقال الإداري خلال عام 2019 إلى 1,035، من بينها أوامر صدرت بحق أربعة أطفال، وأربع نساء.

وأكد أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المعروفة باسم (صفة القرن) تبخر حل الدولتين، حيث تقترح الخطة انتزاع حوالي 1,860 كم، أي ما يقارب 30% من أراضي الضفة الغربية، وضمها إلى إسرائيل.

ولفت إلى أن الخطة تقدم مقترحاً لأن يتم اجراء تعديل على حدود خط الهدنة للعام 1948، ليتم بموجبه تعديل مسار الحدود لتشمل أكثر من 10 تجمعات فلسطينية غرب خط الهدنة، والتي يقطنها نحو 300 ألف من الفلسطينيين المقيمين بمنطقة المثلث والمنطقة المحاذية لخط الهدنة، بمحيط منطقة كفر قاسم، علاوة عن اقتراحها انتزاع حوالي 340 كم، من الأراضي الزراعية في الضفة الغربية وضمها إلى إسرائيل، "حوالي 89 كم من هذه الأراضي الزراعية في منطقة غور الأردن".

التعليقات