ما مدى خطورة عودة 35 ألف عامل من إسرائيل.. وما موعد انتهاء التقاعد المالي؟

ما مدى خطورة عودة 35 ألف عامل من إسرائيل.. وما موعد انتهاء التقاعد المالي؟
الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الحكومة محمد اشتية
خاص دنيا الوطن - صلاح سكيك
حذر رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، من خطورة الأيام المقبلة، جراء إمكانية عودة 35 ألف عامل من إسرائيل، ويبيتون هناك، إلى الأراضي الفلسطينية.

وقال اشتية في مؤتمر صحفي مطول عقده، أمس الأحد، في رام الله: "الأيام المقبلة، ليست سهلة، خاصة وأن 35 ألف عامل من الذين يبيتون في أراضي الـ 48 سيعودون خلال أسبوعين"، خصوصًا وأن قرية بدو بمنطقة القدس، أصيب فيها مواطنون نتيجة مُخالطة عمال قادمين من إسرائيل.

كما قرر اشتية، إنهاء التقاعد المالي عن الموظفين في قطاع غزة، بدءًا من الشهر المقبل، موضحًا أنه سيتم توظيف عشرات الكوادر الطبية، خلال الفترة المقبلة، والاستعانة بخبرات بعض المتقاعدين من الأطباء.

وشددت حركة فتح، على أهمية هذه القرارات الحكومية، التي أعلنها اشتية، موضحة أن ثقة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والقيادة الفلسطينية على هذه الحكومة كبير، وها هي تجني ثمار هذا الرهان.

وقال الناطق باسم حركة فتح، حسين حمايل لـ"دنيا الوطن": إن المواطنين، يلمسون إدارة أزمة (كورونا) في ظل قلة الإمكانيات، مقارنة بدول عظمى يضربها هذا الوباء، مشيرًا إلى أن قرار الرئيس عباس، ورئيس الحكومة، فيما يتعلق بإنهاء التقاعد المالي يؤكد على أن القيادة تعمل ليل نهار؛ لاحتواء الفيروس، وتوفير أكبر جهد بشري من أجل القضاء عليه.

وأضاف حمايل: "هذا سلوك نُجله ونقدره، وفي النهاية هذه غزة، وأبناؤها هم عمود الخيمة الفلسطينية، والمشروع الوطني، وخلال أيام سيتم البدء بصرف الرواتب، والآن يمكننا القول: إن التقاعد المالي أصبح بحكم المنتهي، ولا عودة إلى الوراء".

عودة 35 ألف عامل من إسرائيل

أكد الكاتب والمحلل السياسي، جهاد حرب، أنه يمكن تقسيم المؤتمر لعدة أقسام، الأول: هو المتعلق بالخدمات الصحية، والنقص، الذي تُعاني منه الحكومة، ووزارة الصحة، وبالتالي كان هنالك وعودات دولية، أعلن عنها رئيس الوزراء، يمكن تلبيتها في وقت لاحق، وتحديدًا أجهزة التنفس، وشرائح الفحص، وكذلك خطوة توظيف أطباء وعودة متقاعدين.

وأوضح حرب لـ"دنيا الوطن"، أن الأمر الثاني، يتعلق بالجوانب الاقتصادية، سواءً رواتب الموظفين، والتي ستصرف كاملة هذا الشهر، وكذلك ما يتعلق بالعمال المتضررين نتيجة البقاء في المنازل، منذ إعلان حالة الطوارئ، مع تأكيده على إمكانية الذهاب لحالة تقشف نتيجة الأوضاع الاقتصادية.

وبيّن أن إلغاء التقاعد المالي، بدءًا من الشهر المقبل خطوة مهمة، وبدء تطبيق وعد رئيس الوزراء لدى تسلمه الحكومة، بأنه سيقضي نهائياً على التمييز بين الموظفين في الضفة وغزة.

ووصف حرب، عودة العمال من إسرائيل، بأنه الخطر القادم الذي يتهدد الجميع، ليس فقط الحكومة، وإنما كافة الشعب الفلسطيني، نتيجة لربما مخالطة العمال لمستوطنين، وما حدث في قرية بدو بمنطقة القدس، ليس ببعيد، فكيف انتقلت العدوى للقرية، إلا عبر عامل قادم من المستوطنات، مشيرًا إلى أن هذا الخطر، يحد من الإجراءات التي تنفذها الحكومة.

واستدرك، أنه يمكن للحكومة أن تسيطر على موضوع عودة العمال من خلال اللجان الشعبية، والتي تكون عند مداخل المحافظات، فهؤلاء ومن خلال دعم الحكومة، وكذلك وزارة الصحة والأجهزة الأمنية، يمكن لهم أن سيطروا على أي خطر قادم.

الثمن السياسي لوباء (كورونا)

بدوره، أكد الكاتب والمحلل السياسي، أحمد رفيق عوض، أن كل كلمة في هذا المؤتمر، كانت مهمة، مشيرًا إلى أن المخرجات تُبين أن السلطة الفلسطينية، تُريد أن تظهر ورغم ضعف إمكانياتها، أنها دولة، وتستطيع أن توقف الوباء عند حده.

وأضاف عوض لـ"دنيا الوطن"، أنه يُحسب للسلطة الفلسطينية، أن تكافح الفيروس، في وقت دول عظمى لم تستطع أن تكبحه، ويتساقط فيها الوفيات بالآلاف، كما أنها تريد أن تقول للعالم: إنها جزء من الأسرة الدولية في مقارعة الوباء، وبالتالي هي تحتاج لدعم، ووقائيات لمواجهة الفيروس على أراضيها.

ولفت إلى أن الرئيس محمود عباس، يريد استغلال هذا الوضع لثمن سياسي، وهي أن فلسطين تستحق دولة، لديها مقومات وأدوات جيدة لإقامة دولة كاملة السيادة، إضافة لامتلاكها شعباً فاهماً وواعياً، وكذلك أجهزة قوية، تستطيع أن تُسيطر على أزمة كبيرة مثل (كورونا) مقارنة بدولة تعتبر الأقوى في الشرق الأوسط هي إسرائيل، لم تستطع أن تُسيطر إلى الآن.

وحذر عوض من خطورة عودة 35 ألف من العمال العاملين في إسرائيل، إلى الأراضي الفلسطينية، لأن إسرائيل تُريد نشر هذا الوباء بكافة الأراضي الفلسطينية، لا سيما في ظل تداخل المناطق الفلسطينية، وتلك التي تسيطر عليها إسرائيل.

وأشار إلى أن خطوة رفع التقاعد المالي عن موظفي قطاع غزة، مهمة جدًا في الوقت والوضع الراهن، وتأتي من باب تصحيح الأوضاع، مؤكدًا أن من المهم كما ذكر رئيس الوزراء، استدعاء المتقاعدين والأطباء للنزول إلى الميدان الصحي، والتكاتف مع زملائهم لمواجهة الوباء وحسره.

وأوضح عوض، أنه من المهم كذلك، عندما تقول الصين إنها سترسل أدوية ومعدات لفلسطين، وهذا يؤكد فتح الحكومة لقنوات دولية، وأن السلطة تقف على الأرض جيدًا، وتسير بخطى ثابتة، داعيًا الجميع لضرورة الالتزام بكل ما تتطلبه الأمور من أجل صد الوباء، وعدم انتشاره أكثر من ذلك.

التعليقات