بعثة فلسطين بفرنسا تطالب الأمم المتحدة بوضع حد للانتهاكات الاسرائيلية

بعثة فلسطين بفرنسا تطالب الأمم المتحدة بوضع حد للانتهاكات الاسرائيلية
رام الله - دنيا الوطن
توجهت بعثة فلسطين في فرنسا، بالتحية والاكبار والاجلال للشعب الفلسطيني الصامد في كل اماكن تواجده في الوطن والشتات، مطالبة الامم المتحدة والمنظمات الدولية والقوى الكبرى للتدخل ووضع حد للانتهاكات الاسرائيلية التي تضرب عرض الحائط بالقرارات والقوانين الدولية التي توافقت عليها امم الارض، ولوضع حد للافلات الاسرائيلي من العقاب ولشعور الاحتلال بأنه يتمتع بالحصانة مهما ارتكب من جرائم.

 جاء ذلك في بيان صحفي صادر عن البعثة، بمناسبة الذكرى الـ44 ليوم الارض، وقد وصل نصه لـ"دنيا الوطن"، كالتالي: 

تحل الذكرى ال 44 ليوم الارض العظيم بكل ما تحمله من عبر ودروس سطرتها دماء شهداء تظاهرات يوم الارض في الثلاثين من اذار/ مارس عام 1976 داخل الخط الأخضر والتي تردد صداها في كل الارض الفلسطينية المحتلة وفي مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الشتات.

لقد كان يوم الارض الخالد درساً رائعاً في وحدة الشعب الفلسطيني بكل اماكن تواجده، في وحدة نضاله نحو تحقيق اهدافه الوطنية ووحدة مصيره في المواجهة المستمرة مع المشروع الاستيطاني الإحلالي الصهيوني الذي يستهدف اقتلاع شعبنا من ارضه وهو الضارب فيها جذوره عبر الاف السنين.

لقد عبر شعبنا في يوم الارض وفي مسيرة نضاله الطويلة منذ اكثر من قرن عن وحدة شخصيته الوطنية وعن وحدة اماله والامه وعن وحدة مصيره ووحدة طموحاته الوطنية، ولم تستطع كل المؤامرات التي حيكت لتفكيك هذه الوحدة المغروسة في الذات الوطنية الفلسطينية، ولم تفلح كل الخطط المشبوهة لتفريغ هذه الوحدة من محتواها النضالي رغم الضخ الهائل المادي والإعلامي والسياسي والعسكري وغيره والذي مارسته القوى العظمى عبر السنين لمحو شعبنا عن الخارطة السياسية والجغرافية.

هذه المؤامرات والخطط لم تتوقف يوماً وكان اخر حلقاتها ما سمي بصفقة القرن التي اعلن عنها الرئيس الامريكي دونالد ترامب ليبدو كناطق باسم اليمين المتطرف الاسرائيلي. فما اعلنه ترامب يحقق اهداف هذا اليمين المتطرف ولا يلقي بالاً للتوصل الى سلام عادل او دائم بل هي خطة لإدامة الصراع واستمراره مع معرفته بأن الشعب الفلسطيني بقيادته الشرعية المتمثلة بالرئيس محمود عباس ومنظمة التحرير الفلسطينية لن تقبل هذه الخطة ولن تستسلم لكل اغراءات ترامب وغيره.

إن هذا اليمين المتطرف بات الحاكم الاوحد في اسرائيل وبعد انتخابات ثلاث للكنيست الاسرائيلي بدا أنه قوة وحيدة في الساحة السياسية الاسرائيلية فيما اختفت كل التصنيفات الاخرى كاليسار والديمقراطيين والليبراليين وغيرهم. وترسخت اسرائيل بذلك كدولة أبارتايد عنصرية متحققة بقوانين عنصرية وممارسات عنصرية بل وانتخابات عنصرية تنافست فيها التيارات السياسية الاسرائيلية على الدم الفلسطيني الذي اصبح مجرد صوت في المعركة الانتخابية.

لقد اكد وجود القائمة العربية المشتركة بمكوناتها وخوضها الانتخابات موحدة وفرض نفسها كقوة سياسية على ان ما يسمى بالاقلية العربية في اسرائيل ما هي الا جزء من الشعب الفلسطيني تخوض معركتها ضمن الافق الوطني الفلسطيني والافق المطلبي الخاص بها. فلا احد بإمكانه ان يقتلع فلسطينيي الداخل من ارضهم او من انتمائهم الوطني ولا احد يستطيع محوهم من خارطة الوطن الفلسطيني.

ان فلسطينيي الداخل المحتل عام 1948 كانوا شرارة يوم الارض الخالد وكانوا وقود معركة الوجود هذه وسقط منهم الشهداء والجرحى والاسرى دفاعاً عن ارضهم وعن هويتهم الفلسطينية فكان يومهم الذي شاركهم فيه الشعب الفلسطيني في كل مكان.

يا ابناء شعبنا الفلسطيني العظيم

يا أصدقاء فلسطين في فرنسا والعالم

تحل ذكرى يوم الارض الخالد هذا العام دون فعاليات ودون نشاطات ودون مسيرات كما كان الحال في السنوات الماضية، حيث يعيش العالم اليوم تحت وطأة انتشار فايروس كورونا الذي يخيم بظله على دول الكوكب دون تمييز. ولكن، وكما هي عادة الاحتلال العنصري في استغلال أي ظرف، نراه اليوم يستغل اضطرار الفلسطينيين للبقاء في بيوتهم تداركاً لفايروس كورونا، كي يصعد من اعتداءاته وجرائمه ضد ارضنا وشعبنا سواء بالقتل العمد ام باطلاق العنان لإرهاب المستوطنين او بمصادرة الاراضي او بتسريع البناء الاستيطاني او بكل الممارسات التي تستهدف شعبنا ومقومات صموده فوق ارضه. وليس غريباً على قوة الاحتلال الاسرائيلي ان تستغل ازمة صحية عالمية وانشغال العالم بها كي تحاول تحقيق مكاسب عجزت عن تحقيقها بسبب الصمود الفلسطيني ودعم أحرار العالم له.

واخر ما تفتقت عنه العقلية العنصرية الاسرائيلية هو الممارسات المجحفة بحق العمال الفلسطينيين داخل الخط الاخضر والذين يعملون في ظروف لا انسانية ولا تراعي ابسط قواعد السلامة الصحية المعمول بها في العالم في هذا الوقت حيث يتكدسون بالعشرات في مساحات صغيرة، ومن يشك بانه مصاب بفايروس كورونا يقاد الى الاراضي التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية ويرمون هناك دون اية رقابة صحية او حتى ابلاغ السلطات الفلسطينية، فيصاب العامل ويتوجه الى مكان سكنه لينقل العدوى الى اسرته ومحيطه. وما هذا الاجراء الا جريمة جديدة تضاف الى سجل الجرائم التي لا بد وسيدفع الاحتلال ثمناً لها يوماً ما.

يا ابناء شعبنا الفلسطيني العظيم

يا أصدقاء فلسطين في فرنسا والعالم

إن بعثة فلسطين في فرنسا إذ تتوجه بالتحية والاكبار والاجلال لشعبنا الصامد في كل اماكن تواجده في الوطن والشتات فإنها تطالب الامم المتحدة والمنظمات الدولية والقوى الكبرى للتدخل ووضع حد للانتهاكات الاسرائيلية التي تضرب عرض الحائط بالقرارات والقوانين الدولية التي توافقت عليها امم الارض، ولوضع حد للافلات الاسرائيلي من العقاب ولشعور الاحتلال بأنه يتمتع بالحصانة مهما ارتكب من جرائم.

ان تمادي الاحتلال الاسرائيلي بارتكاب جرائمه بحق شعبنا بالشراكة الكاملة مع ادارة ترامب يهدد ليس فقط الامن في الشرق الاوسط بل يهدد الامن والسلم الدوليين بترسيخ سابقة تسمح بضم اراضي الغير بالقوة وفرض الامر الواقع بعكس القرارات والقوانين الدولية.

إن شعبنا الفلسطيني وعبر عشرات السنين اثبت انه صامد مناضل ومقاوم في سبيل حقوقه المشروعة وانه متمسك بإقامة دولته المستقلة القابلة للحياة والمتواصلة جغرافياً وعاصمتها القدس وبعودة اللاجئين الفلسطينيين وأنه لن يتراجع عن هذه الأهداف حتى تحقيقها كاملة دون نقصان.

في الذكرى ال 44 ليوم الأرض تحيي بعثة فلسطين في فرنسا حركة التضامن الفرنسية مع فلسطين بجميع مكوناتها والتي ساهمت وما زالت في دفع القضية الفلسطينية لتكون في صدارة القضايا الدولية التي يهتم بها الرأي العام الفرنسي والاروبي.

ان بعثة فلسطين في فرنسا إذ تحيي وقوف احرار العالم الى جانب قضيتنا العادلة فإنها تدعو الى اوسع مشاركة في احياء يوم الارض الخالد هذا العام وذلك عبر شبكات الانترنت ومنصات التواصل الاجتماعي وكافة الوسائل المتاحة والتي تتناسب مع الظرف الصحي الاستثنائي الذي يعيشه العالم.

التعليقات