الحزب الشيوعي العراقي يتحدث عن محنة الكادحين والفقراء في زمن الوباء

رام الله - دنيا الوطن
تتفاقم محنة الملايين من جماهير شعبنا المحرومين، مع مرور ايام حظر التجوال ومع تمديدها الذي لا بد منه لمواجهة خطر فايروس كورونا وكارثته الداهمة.

ففي بلادنا اليوم ما لا يقل عن عشرة ملايين من المواطنين الفقراء، الذين يقع معظمهم تحت خط الفقر وفقا لارقام وزارة التخطيط. وهؤلاء هم عمال المساطر واصحاب البسطيات والكسبة من مختلف الانواع وغيرهم، ممن يصارعون يوميا في الاحوال الاعتيادية من اجل تأمين لقمة خبزهم وقوت عائلاتهم. وما اكثر ما يعودون خائبين، عاجزين عن سد جوع صغارهم المتضورين.

ولنا ان نتصور حال هؤلاء المسحوقين اليوم في ظل الحظر، الذي يحرمهم حتى من فرص العمل البائسة المشار اليها وغير المضمونة، ويسلبهم كل قدرة على إطعام الافواه الجائعة التي تنتظرهم في بيوتهم العشوائية.

ومع التقدير الصادق لحملات الاغاثة التي يقوم بها كثير من المواطنين الغيورين والجهات المخلصة في اطار حملات التكافل الاجتماعي، الا ان هذه الجهود النبيلة ابعد كثيرا جدا من ان تسد احتياجات الملايين من الناس.

فكيف يمكن للمنكوبين التحمل في مثل هذا الحال، والتقيد بالحظر الذي لا شك في ضرورته لمواجهة الكورونا وإبعاد شرها؟

واذا لم يتحملوا ولم يتقيدوا وهم بالملايين، فأي معنى يبقى للحجر والحظر وللمقاومة كلها ضد الوباء؟

انها مأساة كبيرة اخرى تحيق بشعبنا، ولن تقل وطأة عن مأساة كورونا اذا لم يتحرك المسؤولون والجهات المعنية عاجلا لمواجهتها ودرئها، ولمعالجة المشكلات الاخرى التي تثقل كاهل عامة المعدمين والفقراء والكسبة وذوي الدخل المحدود والمتقاعدين وغيرهم، ممن يشكلون بمجموعهم غالبية شعبنا العراقي.

التعليقات