دخول غانتس بحكومة وحدة.. هل انصاع لنتنياهو.. وما شكلها؟

دخول غانتس بحكومة وحدة.. هل انصاع لنتنياهو.. وما شكلها؟
خاص دنيا الوطن - أحمد العشي
يبدو أن المشهد في الداخل الإسرائيلي، بات واضحاً، وقد تجلى باتفاق مبدئي بين بيني غانتس وبنيامين نتنياهو، بدخول الأول إلى حكومة يتزعمها نتنياهو، والتي تدخل في اطار حكومة الوحدة الوطنية.

فهل دخول غانتس في حكومة نتنياهو، يدل على ضعفه، وأنه انصاع لشروط نتنياهو، وخاصة بعد تفكك حزبه السابق (أزرق أبيض)؟

أكد الدكتور علي الأعور، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية العبرية، أنه حتى اللحظة، لم يكن هناك اتفاق مكتوب بين غانتس ونتنياهو على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وإنما اتفاق مبدئي، على تشكيل حكومة، يسميها غانتس حكومة طوارئ، ويسميها نتنياهو بحكومة الوحدة الوطنية.

وأوضح الأعور، أن نتنياهو يعلم جيداً بأنه سيكون رئيساً للحكومة لمدة سنة ونصف في المرحلة الأولى، قائلاً: "السؤال المركزي هنا، من يضمن أن يتخلى نتنياهو عن رئاسة الحكومة لغانتس بعد سنة ونصف؟ بالإضافة إلى أن بداية الاتفاق بين الطرفين، عندما كان غانتس يتزعم قائمة كبيرة اسمها (أزرق أبيض) ولها 33 مقعداً في الكنيست، ولكن اليوم هو زعيم حزب جديد اسمه (حصانة إسرائيل)، وله 15 مقعداً".

وأضاف: "لن يوافق نتنياهو أو أعضاء حزب ليكود، أن يكون غانتس رئيساً للحكومة في أي مرحلة، وبالتالي، أعتقد أن نتنياهو سيبقى رئيساً للحكومة في نصف سنة ثم بعد انتهاء أزمة فيروس (كورونا)، سيستمر في المنصب لمدة سنة ونصف، حيث إن جميع المحللين الإسرائيليين، أكدوا أن نتنياهو لم يلتزم بأي وعد من قبل لكل الزعماء الإسرائيليين، الذين تحالفوا معه، وبالتالي بعد عامين سينهي نتنياهو حياته السياسية، وسوف يُوجه الجمهور الإسرائيلي إلى انتخابات جديدة".

وأوضح الأعور، أن نتنياهو أراد هذه الفترة الزمنية، لكي يخرج من الجهاز القضائي، والمحاكم، وإنهاء ملفاته المتهم بها من قبل المستشار القضائي للحكومة أفيخاي مندبليت، بالخروج بصفقة مع الادعاء العام، وبشكل محترم.

وأشار أستاذ العلوم السياسية، إلى أن حزب (أزرق أبيض) أصبح في ذمة التاريخ، منوهاً إلى أنه في داخل كنيست، أصبح هناك حزبان، الأول (حصانة إسرائيل)، و(يوجد مستقبل) بزعامة موشيه يعالون، ولديهم 18 مقعداً في كنيست، وسيتحدون تحت حزب واحد، لم يتم التعرف عليه بعد، لافتاً إلى أن يائير لابيد سيتزعم المعارضة، وسيكون يعالون الرجل الثاني.

وحول شكل الحكومة المقبلة، أوضح الأعور، أن هناك إشكالية مهمة، تتمثل في أنه بعد أن يتسلم غانتس لوزارة الخارجية، وانتهاء السنة والنصف، فإن حزب (ليكود) سيرغب في إعادة يولي ايدليشتاين رئاسة كنيست، بينما يصر غانتس على عدم إعادته، لأنه خرق قرار المحكمة العليا الإسرائيلية الأسبوع الماضي.

وقال: "أعضاء حزب ليكود سيوافقون على أي صفقة يبرمها نتنياهو مع غانتس، لأنه لا صوت يعلو فوق صوت نتنياهو"، لافتاً إلى أن نيفتالي بينت، سيكون خارج الحكومة المقبلة، وبالتالي سيعمل ذلك على تفكك كتلة اليمين.

وأضاف: "سيكون نتنياهو هو الفائز الأكبر من هذه الصفقة، ولكن علينا أيضاً أن نتذكر، بأن غانتس يعود إلى جذوره اليمينية، فهو لم يتخذ خطوة مفاجئة بالشكل الكبير، سوى أنها كانت مؤثرة ومؤلمة لليسار".

من جانبه، أكد ناجي البطة، المختص بالشأن الإسرائيلي، أن غانتس بانضمامه إلى الحكومة المقبلة، يكون قد انصاع لشروط نتنياهو، وبالتالي نتنياهو يخوض الآن معارك، وينتصر فيها، سواء في الانتخابات الداخلية لـ (ليكود) أو تشكيل حلبة مغلة بالحزب، لافتاً إلى أن الذي يتصدع، هو كل من يقف في وجه نتنياهو.

وقال البطة: "نتنياهو سيشكل الحكومة، وسيستطيع تجاوز كل العقبات التي تقف أمامه"، مشيراً إلى أنه لن يسلم الحكومة بعد انقضاء مدة حكمه، بسبب أن غانتس، أعلن عن ضعفه واستسلامه أمام نتنياهو.

وأشار المختص في الشأن الإسرائيلي، إلى أن غابي اشكنازي سيكون وزيراً للجيش، وغانتس سيكون وزيراً للخارجية في الحكومة المقبلة، منوهاً في الوقت ذاته إلى أن نتنياهو، سيعطي كل شخص ما يريده، مقابل أن يبقى رئيساً للحكومة.

من جانبه، علق مطانس شحادة، عضو القائمة العربية المشتركة، في تصريح لـ "دنيا الوطن"، على الاتفاق على تشكيل الحكومة، مؤكدا أنه على أرض الواقع، هي حكومة برئاسة نتنياهو، وليست حكومة وحدة.

وقال: "بيني غانتس يذهب إلى هذه الحكومة بـ 15 عضواً، مقابل حزب نتيناهو الذي فيه قرابة 58 عضواً برلمانياً، وهذا يعني أن غانتس، انضم إلى حكومة نتنياهو وبشروطه، ويوفر له شبكة أمان للاستمرار في حكمه".

وأضاف: "نحن كنا نعلم أن خيار بيني غانتس الأساسي هو الذهاب إلى حكومة وحدة وطنية، ولكن شق حزب (أزرق أبيض) هو الذي كان مستغرباً بالنسبة لنا في القائمة العربية المشتركة الى حد ما".

التعليقات