طواقم هيئة الأعمال الخيرية تغيث أهالي بلدة بدو بعد وقوع إصابات بفيروس (كورونا)

طواقم هيئة الأعمال الخيرية تغيث أهالي بلدة بدو بعد وقوع إصابات بفيروس (كورونا)
رام الله - دنيا الوطن
لم تكد تمضي ساعات قليلة على إعلان وزارة الصحة وقوع إصابات بفيروس "كورونا" المستجد في بلدة بدو شمال غرب القدس،حتى وجهت هيئة الأعمال الخيرية العالمية طواقمها إلى تلك البلدة للإسهام في تلبية الاحتياجات العاجلة للأهالي الذين التزموا منازلهم استجابة لدعوة السلطة الوطنيةبالالتزام بالحجر المنزلي.

وقال مفوض عام هيئة الأعمال الخيرية في فلسطين إبراهيم راشد، إن طواقم الهيئة تحركت على الفور إلى بلدة بدو وشرعت في تنفيذ عدة تدخلات عاجلة لإغاثة وإسناد الأهالي، وذلك بالتعاون الوثيق والشراكة الكاملة مع مديرية التنمية الاجتماعية في القدس.

وأكد راشد، أن طواقم الهيئة شرعت في تعقيم عشراتالمنازل الواقعة تحت الحجر الصحي، وسلمت مديرية التنمية الاجتماعية نحو 500 طردنظافة صحية شخصية لصالح العائلات المحجورة، بالإضافة لاعتماد 350 اسرة تتلقى كغم من الخبز وسط استعدادات لزيادة حجم ومستوى هذه التدخلات في هذه البلدة التي يخيم عليها الحزن الكبير المشوب بالخوف والقلق، وبعدأن كانت مفعمة بالحياة والحركة النشطة، تبدلت أحوالها، بعد أن فقدت سيدة من البلدة حياتها بعد ساعات من الإعلان عن إصابتها بفيروس "كورونا" المستجد.

وأضاف، إن طواقم هيئة الأعمال الخيرية وصلت إلى العشراتمن أهالي بدو ممن التزموا منازلهم، في محاولة لدرء المخاطر للحد من انتشار الفيروسفي أوساط أهالي البلدة، على أمل الحد من انتشار الفيروس.

وأشاد راشد، بالتعاون الوثيق مع مديرية التنمية الاجتماعية في إغاثة الأهل في بلدة بدو التي يقطنها قرابة تسعة آلاف نسمة وبدت خاوية،في ظل خشية الأهالي من انتقال العدوى إليهم، خاصة وأن معظم أبناء البلدة يعملون داخل الخط الأخضر.

وتقع بدو في المنتصف بين 13 قرية شمال غرب القدسالمحتلة، وتعد السوق التجارية الرئيسة لتلك القرى، ويزورها الآلاف من المواطنينيوميا، وانتشر المئات من رجال الأمن بداخلها، وأغلقوا جميعمداخلها، ومنعوا الحركة إلا في حالات الضرورة، وللمرور لمن يسمح له بالحركة إلىالقرى المجاورة لنقل الأغذية والأدوية.

وبحسب راشد، فإن هذه التدخلات الإنسانية في بلدةبدو، جاءت في إطار استراتيجية عمل متوسطة المدى وضعتها هيئة الأعمال الخيريةلإغاثة الشعب الفلسطيني في مواجهة خطر انتشار فيروس "كورونا" المستجدالذي يجتاح العالم.

ولفت، إلى أن هيئة الأعمال الخيرية كانت من أوائل المؤسساتالعربية والإسلامية استجابة لحالة الطوارئ التي أعلن عنها الرئيس محمود عباس،وبدأت الحكومة بتنفيذها لمواجهة خطر تفشي فيروس "كورونا"، وكانت محطتها الأولى محافظة بيت لحم، حيث نفذت سلسلة تدخلات اشتملت على تعقيم المستشفيات والمراكز الصحية والمرافق العامة والمنازل الخاضعة للحجر الصحي ومراكز إيواءالمسنين وذوي الإعاقة، وتوزيع معقمات على عدة شرائح بما فيها الطبية والأمنيةباعتبارها تتصدر مواجهة خطر انتشار الفيروس، إلى جانب توزيع الطرود الغذائية،والملابس الواقية، ووجبات الطعام.

وتابع راشد: "سرعان ما توسع نطاق هذه التدخلات لتشملمعظم محافظات الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، وذلك بتنسيق عالي المستوى معالمحافظين والمؤسسة الرسمية والجمعيات الخيرية التي تعنى بالحالات الاجتماعيةالضعيفة".

وأفاد، بأن الهيئة وضعت خطة عمل أولية ضمن خطةاستراتيجية متوسطة وبعيدة المدى لدعم وإسناد الشعب الفلسطيني في مواجهة خطر تفشيفيروس "كورونا"، مشيرا إلى أن الخطة الاستراتيجية للهيئة ترتكز بشكلأساسي على تقديم الإسناد الصحي للمجتمع الفلسطيني، من خلال التواصل مع عدة منظماتدولية ومع وزارة الصحة لتوفير المستلزمات الصحية الأساسية في حال تفاقمت الأمور، وتعزيزالقدرة الشرائية للأسر المعوزة.

وذكر، أن طواقم هيئة الأعمالالخيرية تمكنت من تعقيم المئات من المساجد والمحال والمراكز التجارية، إضافة إلىصالونات الحلاقة والتجميل والمركبات، والمنازل التي يسكنها كبار السن وذوو الإعاقةفي قرى جنوب مدينة نابلس، ضمن حملة "دفع البلاء والوباء".

وأضاف، إن طواقم الهيئة نجحت في تعقيم 180محل تجاري ومراكز مجتمعية مختلفة، و55 منزلا،و150 مركبة، ووصلت إلى ثمانية تجمعات سكانية تقع جنوب نابلس، في وقت شرعت فيه بتعقيم العمال العائدين من داخل الخط الأخضر، وعدة مرافق عامة.

ونوه راشد، إلى أن طواقم الهيئةبادرت إلى تعقيم الصرافات الآلية للبنوك في عدة محافظات، وذلك حرصا منها على سلامةالمواطنين، والحيلولة دون انتقال الفيروس إليهم من خلال استخدام هذه الصرافات.

من جهته، أكد مدير التنمية الاجتماعية في محافظة القدسعامر أبو مقدم، أن المديرية وإطار حملة التدخلات واستجابة للوضع الطارئ الذي تمربه بلدة بدو، قامت بالتعاون مع هيئة الأعمال الخيرية بتوزيع طرود صحية على أهالي البلدة،ونفذت حملة تعقيم لمنازل البلدة التي تقع تحت الحجر الصحي، في وقت وزعت فيه بالتعاونمع لجنة زكاة القدس طرودا غذائية على الأسر المحجورة في مخيم قلنديا.

وقال أبو مقدم، إنه بتوجيهات فورية من وزير التنميةالاجتماعية الدكتور أحمد مجدلاني، باشرت خلية أزمة طوارئ المديرية بالتحرك معالمؤسسات الشريكة لتوفير احتياجات قرى شمال غرب القدس، وتحديدا في بلدة بدو، منخلال توفير طرود صحية وتعقيم منازل ومرافق البلدة، بالشراكة مع هيئة الأعمالالخيرية.

وأضاف، إن مديرية تنمية القدس تعمل على مدار الساعةبكافة مكاتبها الفرعية وتستجيب لكافة التدخلات في ظل هذه الأزمة، معربا عن أمله فيأن يستجيب الأهالي لتعليمات الحكومة في مواجهة خطر تفشي فيروس "كورونا".