(كورونا) يُغير طبيعته بالولايات المتحدة ليستهدف الشباب.. فما جديد الفيروس الغامض؟

(كورونا) يُغير طبيعته بالولايات المتحدة ليستهدف الشباب.. فما جديد الفيروس الغامض؟
صورة تعبيرية
خاص دنيا الوطن- أمنية أبو الخير
كبار السن والمرضى وأصحاب الأمراض المزمنة، هم الأكثر عرضة للإصابة بفيروس (كوفيد 19) المستجد (كورونا) بشكل عام، وبأعراضه الحادة على وجه الخصوص، وهم الأكثر عرضه للوفاة بسببه أيضاً، تلك المعلومات، التي خرجت من الصين واعتمدها العالم بأسره، منذ أن ضربت جائحة (كورونا) العالم.

ولكن المفاجأة، ظهرت مع ارتفاع وتيرة وفيات فيروس (كورونا) في الولايات المتحدة إلى 704 أشخاص، فيما يوجد ما لا يقل عن 52976 إصابة، حيث كشف مركز مكافحة الأوبئة الأمريكي عن إحصائيات جديدة، تقول أن 20-40% من الذين اضطروا لدخلوا المستشفى، وتلقي الرعاية الطبية في أمريكا، هم من عمر 24- 44 سنة، فلما اختلفت طبيعة المرضى، الذين اضطروا لدخول المستشفى بسبب (كورونا)؟

طبيعة الشعب الأمريكي 

لا يعرف العلماء والأطباء ما يحدث بالضبط، كون الفيروس مُستجد، ولكن كان لبعضهم تفسيره الخاص، فيرى الدكتور أديب الزعبي، أستاذ علم المناعة والخلايا الجذعية في الأردن، أن تفاعل الشعب الصيني مع (كورونا) يختلف عن تفاعل الشعوب الأخرى معه، ومنها الولايات المتحدة، متمماً: "علينا أن ننظر إلى طبيعة الشعب الأمريكي، وثقافة الشعب الأمريكي، معدل وزن الشخص في أمريكا، وكم يأكلون في اليوم الواحد، وماذا يأكلون، طبيعة الهواء، ومستوى نظافتهم أيضاً، كل ذلك يختلف عن الصين، لذلك سيكون طبيعة انتشار فيروس (كورونا) مختلف تماماً عن (الصين). 

وأضاف الزعبي لـ "دنيا الوطن": "كل الدراسات التي جرت في الصين، انقلبت تماماً عندما ضرب الفيروس أوروبا، حيث كانت نسبة الوفيات في الصين 3,4% ونسبة الوفيات حالياً في أوروبا من 9 إلى 11%، وذلك ظهر في عدد الوفيات في إيطاليا، بالتالي خروج (كورونا) من مجتمع لآخر ومن شعب لآخر، سيؤدي لاختلاف كل النتائج والدراسات والإحصائيات، لأن تفاعل كل مجموعة بشرية مع الفيروس، تختلف عن تفاعل مجموعة بشرية أخرى". 

وأوضح أن الولايات المتحدة، تعاني من ارتفاع بنسبة (السمنة)، وبالتالي تؤثر زيادة الوزن على جهاز المناعة وتضعفه، وهذا يجعل الناس أضعف في مقاومة الأمراض، مرجحاً أيضاً أن يكون الفيروس نفسه، قد غير من نفسه عندما ضرب الولايات المتحدة الأمريكية.

وأكمل: هناك خطوط عريضة للفيروس، أنه فيروس ينتقل عبر الرذاذ والأسطح، ويُصيب الجهاز التنفسي، أما بالنسبة للمرحلة العمرية التي قد يصيبها، فإن الفيروس يصيب الجميع، ويختلف في حدة الإصابة التي تعتمد على طبيعة مناعة الشخص، وطبيعة الشعوب.  

وأشار إلى أن كبار السن، مناعتهم أضعف من مناعة الشباب، والصينيون بشكل عام، تكون مناعتهم جيدة في مرحلة الشباب، ومناعة العرب أعلى منهم، بينما تكون أقل في الولايات المتحدة الأمريكية، لذلك ارتفعت حالة الإعياء بسبب (كورونا) لدى الشباب.

وختم: نحن نتحدث عن فيرس جديد، لا نعرف كل شيء عنه، ولازال هناك الكثير لنتعلمه من هذا الفيروس، منها هل سينخفض عدد الإصابات في الصيف؟ هل سيؤثر ارتفاع درجات الحرارة والجفاف والشمس على هذا الفيروس.

أمريكا لم تلتزم بالحظر 

أما الدكتور حمزة الزبدي، رئيس قسم الصحة العامة بكلية الطب، فقال: وصلت حالة الوفيات بالولايات المتحدة لما يقارب الـ 700 وفاة، و52976 إصابة، عدد الوفيات مقارنة بالإصابات ليست كبيرة، والأرقام تدل أن المرض في بدايته، وعلى المدى البعيد ليست أرقاماً نهائية ولا تعبر عن طبيعة وشراسة الفيروس، والأعمار التي يقتلها بالضبط.  

وأضاف الزبدي لـ"دنيا الوطن": " فقط 23% من سكان الولايات المتحدة الأمريكية، التزموا بالحجر الصحي حتى الآن، ومن يكون بالطرقات والوظائف بالعادة هم فئة الشباب، وكبار السن عادة يلتزمون المنازل، لذلك كانت الإصابة بالشباب أكبر، وسيترتب عليها نسبة الوفيات من هذه الفئة العمرية، أما الصين فقد التزم كافة الشعب بالحجر الصحي في المنازل بشكل صارم، وبالتالي تضرر كبار السن وأصحاب المناعة المنخفضة بشكل طبيعي". 

وأكد أن فيروس (كورونا) ينقسم إلى قسمين، أحدهما فتاك والآخر أقل فتكاً، مرجحاً أن يكون النوع الأكثر شراسة، هو من أصاب الولايات المتحدة الأمريكية، وتوقع أيضاً أن ارتفاع عدد الإصابات بشكل يومي، قد يكون قد شكل عبئاً على الكادر الطبي، مما أدى لتقديمهم خدمات أقل جودة، وبالتالي رفع نسبة الوفيات. 

ورجح أن يكون للاختلاف بين طبيعة السكان من دولة لأخرى، علاقة بطبيعة الفئة العمرية المتضررة من فيروس (كورونا). 

وقال عبد السلام الخياط، رئيس قسم الصحة العامة والبيئيات في جامعة النجاح: هناك عدة احتمالات للموضوع، أولاً كل دولة حول العالم لها تركيبة مجتمعية مختلفة عن الأخرى، سواء التوزيع العمري للسكان، والكثافة السكانية، والمساحة وطريقة التنقل والنسيج الاجتماعي، فمثلاً عند إصابة شخص عربي، يكون معدل اختلاطه في الناس أكثر من المجتمع الأوروبي.  

وأضاف الخياط لـ "دنيا الوطن": "هناك أيضاً فرق ما بين الإصابة بالمرض والتأثير الخاص بالمرض، هناك من يُصاب كالأطفال على سبيل المثال، ويكون بالمعظم تأثير المرض عليهم كالرشح العادي، بينما الفئات العمرية الأكبر، وأصحاب مشاكل المناعة أو الأمراض المعدية تأثير المرض عليهم أكثر".

وأوضح، أن الدراسات تتحدث أن لفيروس (كورونا) شكلين، أحدهما أصعب وأشد من الآخر، وكل الفيروسات لديها القدرة على تغيير نفسها وخصائصها، متوقعاً أن يكون هذا ما حدث مع الولايات المتحدة.

التعليقات