تذبذب في سعر صرف الدولار مقابل الشيكل.. فإلى متى؟

تذبذب في سعر صرف الدولار مقابل الشيكل.. فإلى متى؟
صورة تعبيرية
خاص دنيا الوطن- أمنية أبو الخير 
سجل الشهر الجاري، أكبر تذبذب في سعر صرف الدولار
 الأمريكي مقابل الشيكل الإسرائيلي، منذ سنوات، بسبب الأزمة المالية العالمية بشكل عام، وجائحة فيروس (كورونا) على وجه الخصوص، وسنبحث مع مجموعة من المختصين، سبب هذا التذبذب، وإلى متى سيستمر في الصعود والهبوط؟ 

العالم أمام رؤية اقتصادية جديدة

قال المختص الاقتصادي البرفسور أنور أبو الرب: السبب الرئيسي لارتفاع الدولار، أن الأسواق المالية العالمية بشكل عام تمر الآن بانهيار، فجميع المستثمرين يتخلصون من أوراقهم المالية ويحولونها إلى سيولة، وبالتي هذا يعني زيادة الطلب على الدولار الأمريكي، يضاف إلى ذلك مخاوف المستثمرين من القروض، ومن اللجوء إلى البنوك، فهذا أدى إلى تباطؤ الاستثمار، نتيجة (كورونا) وما يحدث بالعالم. 

وأضاف البرفسور أبو الرب لـ"دنيا الوطن": " انخفاض قيمة سعر النفط عالمياً، أدى أيضاً لعدم الطلب على النفط، وبالتالي التراجع في الأسواق الإنتاجية العالمية، يضاف إلى ذلك إيقاف الصناعة في أوروبا، وفي إندونيسيا، وتباطؤ النمو الاقتصادي في الصين، كل هذا أدى إلى تراجع في النمو الاقتصادي العالمي.

وعن انخفاض الشيكل الإسرائيلي مقابل الدولار، أوضح المختص الاقتصادي، أن إسرائيل ليست بمنأى عن العالم، وعما يحدث بسبب (كورونا) بالتالي انخفضت قيمة (الشيكل) نتيجة تخوف المستثمرين، وما يحدث الآن بالأسواق يومياً هو مضاربات لا أكثر ولا أقل. 

وأكد أن البنك المركزي الإسرائيلي، ضخ مليارات الدولار في السوق الإسرائيلي، لكي يحافظ على استقرار قيمة عملته واستطاع أن يفعل ذلك، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية، حاولت أيضاً عرض دولارات في الأسواق، وتشجيع المستثمرين من خلال تخفيض سعر الفائدة إلى صفر بالمئة. 

وشدد على أن ما يحدث هو مضاربات في السوق بين محال الصرافة والبنوك، وبين المضاربين في السوق الإسرائيلي. 

ورداً على سؤالنا حول موعد توقف تذبذب الدولار الأمريكي، قال: لا أحد يستطيع ان يتوقع بالمستقبل، لأن المستقبل هو كارثة اقتصادية حلت بالعالم بشكل عام، وبالتالي الآن أصبحنا كالكساد العالمي، الذي ضرب العالم سنة 1930، وبالتالي المستقبل قاتم ومظلم بالنسبة للاستثمار والإنتاج واستهلاك المستهلك، النمو الاقتصادي وسط ارتفاع نسب البطالة في أوروبا وأمريكا وإغلاق المصانع الكبيرة، وذلك سيستمر حتى إيجاد اللقاح والعلاج لـ (كورونا). 

وأكمل: سيكون هناك رؤية اقتصادية أخرى، فالدول العظمى عجزت عن حماية المواطن، نتيجة الكوارث الطبيعية التي حلت عليها، وبالتالي اعتمدت بشكل أساسي على القطاع الخاص، الصين كانت تعتمد على الدولة، لأن النظام نظام اشتراكي رأسمالي، لذلك استطاعت أن تواجه أزمتها خلال ثلاثة شهور، بينما الآن الولايات المتحدة والدول الأوربية، عاجزة لأن النظام الصحي، يعتمد بشكل أساسي على القطاع الخاص، لذلك قد تُقلب موازين القوى بعد الأزمة وتتصدر الصين المشهد. 

وأكد أن كافة العملات، ستبقى في تذبذب وفي صعود وهبوط مقابل الدولار الأمريكي، إلى انتهاء أزمة (كورونا)، وبعد انتهاء تلك الأزمة، ربما لن يبقى الدولار الأمريكي العملة الرئيسية والأساسية بالعالم. 

قد يميل للاستقرار

أما الصحفي المختص بالشأن الاقتصادي، حامد جاد، فقال: ما نشاهده من ارتفاع لسعر الدولار مقابل الشيكل، يأتي لعدة أسباب أبرزها انخفاض قيمة الشيكل الإسرائيلي، ضمن تداعيات فيروس (كورونا) وما ترتب عليه من تراجع في المؤشرات الاقتصادية الإسرائيلية، مثل تراجع السياحة، بالإضافة لأكثر من نشاط اقتصادي في السوق الإسرائيلية، لذلك قيمة الشيكل منخفضة أمام الدولار. 

وأضاف جاد لـ"دنيا الوطن": " أما التذبذب في سعر الدولار، فيعود ذلك لعدم وضوح الرؤية تجاه العديد من الذين يمتلكون هذه العملات، سواء بقيم كبيرة أو بقيم صغيرة، وبالتالي كان هناك إقبال كبير على صرف الدولار فور ارتفاع سعره، ولوحظ خلال الأيام الماضية، أن الكثير من محال الصرافة أحجمت عن شراء الدولار، عندما ارتفعت قيمته، لقناعتهم أن هذا الارتفاع مرتبط بفيروس كورونا".

وتوقع الا يستمر التذبذب في سعر صرف الدولار أمام العملات الأخرى مطولاً، حتى لو كان هناك غياب أفق في الوقت الحالي لنهاية الأزمة العالمية، متمماً:  ستكون الأمور إلى حد ما تميل إلى الاستقرار، وإن كان هناك تذبذب بسيط ونسبي غير ملحوظ، خلال الفترة القريبة المقبلة".

التعليقات