الجذور التاريخية للحجر الصحي (قراءة واقعية من التاريخ)

الجذور التاريخية للحجر الصحي (قراءة واقعية من التاريخ)
الجذور التاريخية للحجر الصحي (قراءة واقعية من التاريخ)

كتب ناصر اليافاوي

مادفعني لكتابة هذا المقال قيام بعض المتنطعين المتحجرين بعصيان أوامر حكوماتهم وخاصة من هم كثيري التجوال إلى بلاد انتشر بها الكورونا..

والبعض منهم تعصبا وجهلا قد يكن حاملا للفيروس ويذهب إلى المسجد إما آما او مأموما...

جهلا منهم ان أوائل المسلمين اول من أباح الحجر الصحي درءا للمخاطر والمفاسد

التعريف المنطقي للحجر الصحي/ هو تقييد حركة الناس والسلع لمنع انتشار الأمراض المعدية، حتى ولو لم يكن لديهم تشخيص طبي يؤكد إصابتهم بالمرض...

# الحجر الصحي فى الكتب المقدسة /

ورد في كتاب سفر اللاويين (أحد الأسفار المقدسة للتوراة أو العهد القديم) ما يؤكد إشارة لعزل المصابين لمنع عدوى الأمراض التي تسبب قرحة في الجلد.

# الحجر الصحي عند العرب والمسلمين /

- عرفت دمشق تطبيق العزل الصحي،حين قام الخليفة الأموي السادس الوليد بن عبد الملك -الذي حكم عشر سنوات بين 705 - 715م الموافق 86 - 96هـ، ببناء أول مستشفى "بيمارستان" في دمشق وأصدر أمرا بعزل المصابين بالجذام وتجنب اختلاطهم ببقية المرضى في المستشفى.

وأجرى الخليفة رواتب للمرضى بما في ذلك المجذومون، وقدم المعونة والعلاج بالمجان، وانتقى أفضل الأطباء والمعالجين لخدمة المرضى.

- واستمرت ممارسة الحجر الصحي غير الطوعي للجذام في المستشفيات العامة بالعالم الإسلامي لقرون، وفي عام 1431 بنى العثمانيون مستشفى للجذام في أدرنة التي كانت عاصمة عثمانية قبل فتح القسطنطينية (إسطنبول).

# الحجر الصحي فى القارة الأوروبية/

- يعود الحجر الصحي للقرن 14 في مدينة البندقية الإيطالية ، واشتق من كلمة تعني أربعين يوما وهي الفترة التي طلب فيها عزل ركاب السفن في جزر قريبة لمعرفة إذا ما كان لديهم أعراض الطاعون، قبل أن يسمح لهم بالوصول لشواطئ المدن أثناء الوباء أو الموت الأسود الذي اجتاح أوروبا بين عامي 1347 و1352 ليقضي على قرابة 30% من سكان القارة، أي قرابة عشرين مليون إنسان

- دخل تطبيق الحجر الصحي في جنوة والبندقية ومدن جنوب أوروبا..

- دمرت أوبئة "الحمى الصفراء" المجتمعات الحضرية في أميركا الشمالية طوال أواخر القرن 18 والقرن 19، ومن أشهر الأمثلة انتشار وباء الحمى الصفراء 1793 في فيلادلفيا، وتفشي المرض في جورجيا (1856) وفلوريدا (1888). ..

- استمر وباء الكوليرا والجدري طوال القرن 19، إذ اعتمدت حكومات الولايات عمومًا على الحجر الصحي، إجراء إداريا واحترازيا للسيطرة على حركة الناس داخل وخارج المجتمعات المصابة.

- خلال العصر الصناعي، عززت الدول الأوروبية الحجر الصحي بواسطة حراس مسلحين يمنعون دخول أو خروج أي شخص يظهر أنه مصاب بمرض وبائي...

- و في رومانيا عام 1845 (ويكي كومنز)

- بحلول القرن التاسع عشر، كان لدى العديد من المدن الكبرى في أوروبا والولايات المتحدة جزيرة نائية أو مرفق احتواء لعزل المرضى أو المشتبه بكونهم كذلك، ورغم تلقيهم الرعاية فقد توفي الكثير منهم، ومع ذلك سجلت حالات لإساءة استخدام صلاحيات "الحجر الصحي" لعزل أشخاص غير مرغوب فيهم لأسباب وصفت بأنها "غير صحية" في بعض الأحيان.

- في يناير 1892 تفشي وباء حمى التيفوس القاتلة بين المهاجرين الروس الذين استوطنوا الجانب الشرقي من مدينة نيويورك وقامت وزارة الصحة المحلية بتجميعهم بمناطق حجر صحي

- في عام 1900، استجابت سلطات سان فرانسيسكو لوباء "الطاعون الدبلي" عن طريق تطبيق "الحجر الصحي" على المباني في الحي الصيني الذي يشغله المهاجرون الصينيون في الغالب.

تأسيسا لما سبق نرى/

- يجب على الجهات الحكومية والمجتمع محاربة كل المخالفين للأوامر العامة التى تحاكي مصالح المجتمع، تحت مبررات غير مستندة إلى أدلة ودعائم حكيمة..

التعليقات