المنافقون الجدد

المنافقون الجدد
بقلم :عبد الله عيسى-  رئيس التحرير
يؤكد الداعية الشيخ عمر عبد الكافي، أن عبد الله بن سلول، كبير المنافقين بالمدينة، قد ظلم تاريخياً، وأنه لو قدر لابن سلول، أن يرى ما يحدث الآن لقال: إنكم ظلمتموني بكتب التاريخ، وإن المنافقين الجدد الحاليين، هم المنفقون الحقيقيون.

وقبل سنوات، ظهر رسام دنماركي، حيث قام بنشر صور ورسومات تُسيء للرسول الأعظم، وأذكر أنه في تلك الفترة، انهالت علينا عشرات المقالات، التي يطالب كتابها بنصرة الرسول الكريم، وذات مرة اتصل بي شاب عربي سوري مقيم بالدنمارك وقال لي: إن الرسام الدنماركي، قد نظماً حفلاً جديداً في إحدى القاعات بالدنمارك؛ لبث رسومات جديدة تسيء إلى رسولنا الكريم، وحضر الشاب السوري هذا الحفل، وما إن بدأ الرسام  برسم لوحاته، حتى قام الشاب السوري، وهجم على الرسام  محاولاً ضرب الرسام، فتدخلت الشرطة الدنماركية الموجودة بالمكان، واعتقلت الشاب، وكانت هي الحادثة الوحيدة التي تعبر عن السخط عملياً بسبب الإساءة للرسول الكريم، وطالب الشاب  الجالية المسلمة بالدنمارك بمساعدته بتوقيف محامٍ، حيث إن ظروفه المادية صعبة، وكونه مهاجراً جديداً للدنمارك، وإذا قامت السلطة الدنماركية بإبعاده، فإنه سوف يواجه ظروفاً صعبة للغاية، بسبب ظروف الحرب في سوريا، وقمت بنشر الحدث، إضافة لمناشدة له.

وبعد أيام اتصلت بالشاب السوري للاطمئنان عليه، ففوجئت عندما قال لي: بأنه لم يتطوع أي أحد من الجالية الإسلامية في الدنمارك لمساعدته، بل إنهم أغلقوا خط الهاتف بوجهه، وتنكروا له، وسالته عن بعض أفراد الجالية، الذين دوشوا الدنيا، يطالبون بنصرة الرسول الكريم، وقال لي لا واحد منهم ساعد أو حتى رد على الاتصالات الهاتفية.

هذا الموقف المؤلم، ذكرني بوقف العرب والمسلمين من قضية القدس، بعد القرار الإسرائيلي الأمريكي، وكيف تركت السلطة الفلسطينية، تواجه مصير القدس لوحدها، والجميع يتفرج.

حيث إن الرهان الأمريكي للرئيس على موقف العرب والمسلمين، كان رهاناً صحيحاً، حيث كانت ردة الفعل العربي والإسلامي على قضية القدس، لفظية وكلامية فقط .

وعندما كان أبو عمار، يخوض مفاوضات حول القدس مع الجانبين الأمريكي والإسرائيلي، كان يردد عبارة واحدة لا أستطيع التنازل عن أي شيء في القدس، لأن القضية هي قضية مليار مسلم، وبعد قمة "واي ريفر" بأمريكا، عاد أبو عمار، وتوجه إلى الدول الإسلامية؛ لعقد مؤتمر؛ لبحث قضية القدس، وقال أبو عمار للقمة الإسلامية على الأقل نعقد مؤتمراً لثلاثة أو أربعة من قادة الدول الإسلامية؛ لبحث قضية القدس، فرفضوا ذلك.

وبعد انعقاد القمة الإسلامية في تركيا؛ لبحث قضية القدس، كانت قراراتها كلامية لفظية فقط، ولم تشهد قضية القدس أي تحرك عربي أو إسلامي بشكل جدي.

التعليقات